لماذا وإلى أين ؟

ماذا سيجني المغرب بحُصوله على اتفاقٍ مبدئي لنيل وضع شريك الحوار القطاعي لدى “آســـيان”؟

حازت المملكة المغربية على اتفاق مبدئي لنيل وضع شريك الحوار القطاعي لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وذلك خلال الاجتماع الـ56 لوزراء الشؤون الخارجية بالدول الأعضاء في الرابطة المنعقد يومي 11 و 12 يوليوز 2023 في جاكرتا بإندونيسيا.

وأفاد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المملكة، وهي أول دولة إفريقية تنال هذه الصفة، تتوخى من عقد هذه الشراكة الارتقاء بمستوى تعاونها مع (آسيان) إلى مستوى أعلى، بما يسهم في إرساء السلم والاستقرار والأمن والتنمية والازدهار الإقليمي في كلا المنطقتين، وهو ما يطرح عدة تساؤلات عما سيجنيه الاقتصاد المغربي من هذا الاتفاق.

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد العالي بوطيبة، أن “الأساس الذي يقوم عليه الاتفاق مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) هو الشركات، و”آسيان” تشكل شركاتها حوالي 40 بالمائة من الاقتصاد العالمي ، ما يعني أن اقتصادها متطور، ولديهم اقتصادات دينامية، علاوة على التقدم التكنلوجي الكبير مقارنة مع أوروبا وأمريكا”.

الخبير الاقتصادي أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد العالي بوطيبة

وأردف بوطيبة، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هذه الاقتصادات تشبهنا وتطورت مثل المغرب ، نظرا لاعتمادها على التصنيع من أجل  التطور مثل المغرب الذي بدأ في الاعتماد على التصنيع لأجل التطور”.

وأضاف أن “هذه الدول متقاربة مع المغرب، ما يعني أن المملكة يمكن أن تستفيد منها في المجال الاقتصادي والتجاري والقطاعات الاجتماعية في الصحة والتعليم، وفي طريقة تدبير المدن، وكيفية تدبير القطاعات الحيوية مثل الماء والكهرباء، وكيف استطاعوا أن يجعلوا من قراهم قرى نموذجية وتعتمد على نفسها، حيث أنشأت اقتصادات مغلقة تعتمد على نفسها وفي نفس الوقت منفتحة على محيطها، وهو ما يوقف الهجرة من هذه القرى”,

ولفت الانتباه إلى أن “هذه المدارس بعيدة عن أوروبا، وعن المدرسة الغربية، وهم أول من اعتمد الاقتصاد الأخضر، دون أن ننسى مسألة جلب الاستثمارات للبلاد، لأن المغرب لديه عجز ميزان تجاري متقارب مع جميع الدول، إلا مع الهند و سنغافورة وباكستان، لدينا معه فائض”.

وأشار إلى أن “الاستثمارات الكبرى في المغرب موجودة في مجال الفوسفاط و نجد أن تلك الدول في جنوب شرق آسيا ضمن هذه الاستثمارات”، موردا أن “تكلفة الشحن والنقل أصبحت كبيرة، وهذه الدول معروفة بصناعتها وكي ترسل سلعها نحو إفريقيا في البواخر سترسله على شكل قطع غيار لتركيبه في المغرب، ما يعني أن  المغرب سيتحول إلى منصة لهذه الدول نحو إفريقيا وأوروبا، وسنقرب المسافات”.

وخلص  إلى أن “المغرب الآن يمضي في إطار شراكات جديدة، فبغض النظر عن الأسواق التقليدية مثل أمريكا و أوروبا، فإن المملكة تتجه لإسرائيل ودول شرق آسيا، والصين التي نتعامل معها، لكن بهذه الشراكة سيصبح لديه انفتاح كبير على باقي العالم لأن دول آسيان بدورها تدخل في إطار تكتلات أخرى، ما يعني أنه سيصبح لديك اتفاقيات مع العالم بأكمله وتتناقص هيمنة أوروبا والأسواق  التقليدية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
خاليل
المعلق(ة)
21 يوليو 2023 09:59

برافو للسياسة الخارجية المغربية ومزيدا من التقدم والازدهار انشاء الله

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x