لماذا وإلى أين ؟

رسالة الملك محمد السادس إلى نتانياهو لم تغفل موقف المغرب الثابث من القضية الفلسطينية (مصدر )

شدد مصدر مطلع تحدث لجريدة ”آشكاين”،  على أن الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء 19 يوليوز الجاري، إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لم تغفل موقف المغرب الثابث حول القضية الفلسطينية، وتشبثه بالمبادئ المعبر خلال توقيع الاتفاق الثلاثي والذي تم بموجبه استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل برعاية أمريكية، يوم 22 دجنبر 2020، وخاصة ما تعلق منها بتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتتمثل هذه المبادئ، في الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس، إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، يومان بعد الاتفاقط، حيث جدد الملك التأكيد على ”ثبات الموقف المغربي الداعم للقضية الفلسطينية، تأسيسا على حل الدولتين المتوافق عليه دوليا، وعلى التشبث بالمفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، سبيلا وحيدا للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع”.

كما أن الملك، قد أكد في رسالته إلى أبو مازن، يضيف المصدر، ”أنه لن يدخر جهدا لصيانة الهوية التاريخية العريقة لهذه المدينة المقدسة، كأرض للتعايش، بين الأديان السماوية، وسيواصل الدفاع عن الوضع الخاص لمدينة القدس الشريف، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وحماية الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة وحرمة المسجد الأقصى”.

وقال العاهل المغربي، في الرسالة، إن المغرب ”يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة، وأنه سيواصل انخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط”.

الإعلان الثلاثي خلال توقيع اتفاق ”استئناف العلاقات”، وفق مصدر ”آشكاين”، كان قد أكد على ”موقف المغرب المتوازن والثابت بخصوص القضية الفلسطينية والموقف المعبر عنه في ما يخص أهمية المحافظة على الطابع الخاص لمدينة القدس المقدسة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث ومكانة الملك محمد السادس كرئيس للجنة القدس”.

وأشار المصدر إلى أن تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب، من شأنه ”أن يعطي دفعة لعملية السلام في الشرق الأوسط، عبر تحسين الأمن القومي، وتفتح آفاقاً جديدة للمنطقة برمتها”.

الملك محمد السادس وجه، عبر الرسالة، دعوة إلى نتنياهو، من أجل زيارة المغرب، وهو ما يرى فيه المصدر المطلع الذي تحدث إلى ”آشكاين”، ”الدور التاريخي والفاعل الذي ما فتئ ينهض به المغرب، بقيادة الملك، في التقريب بين شعوب المنطقة ودعم السلام والاستقرار بمنطقة الشـرق الأوسط، كما يبرز الانخراط القوي والبناء للمغرب من أجل إقرار سلام عادل ودائم بالمنطقة”.

المصدر شدد على أن الدعوة الملكية ”تستحضـر الروابط الخاصة التي تجمع بين الملك والجالية اليهودية المغربية المقيمة بالمغرب، وفي جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إسرائيل”، كما من شأن زيارة نتانياهو إلى المغرب أن ”تشكل مناسبة لتعزيز آفاق السلام لفائدة جميع شعوب المنطقة وفرصة للدفع نحو إعادة إطلاق العملية السلمية، التي تعرف انسدادا خطيرا وتنذر بعواقب خطيرة على المنطقة برمتها”.

المغرب، وفق المصدر دائما، يرى أنه ”لابد من الخروج من منطق الصـراع إلى منطق التوافق والحوار، وتجاوز الوضع الحالي عبر إفساح المجال للتفاوض السياسي وتعزيز إجراءات بناء الثقة بين الطرفين”، وأن المغرب، بقيادة الملك رئيس لجنة القدس، مقتنع ومؤمن بأن ”السلام هو الخيار الاستراتيجي لمنطقة الشـرق الأوسط وأن طريق المفاوضات والحوار هو السبيل الوحيد والأوحد للوصول إلى تسوية عادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وفق حل الدولتين، يعيشان حنبا إلى جنب في أمن وأمان”.

مصدرها أكد أنه “ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها مسؤولون إسرائيليون دعوات رسمية ويزورون بلدان عربية ويلتقون بقادتها”، مشيرا إلى أنه “قد سبق لبنيامين نتنياهو أن زار في الأشهر الماضية من السنة الحالية، كلا من مصر الأردن كما زار الرئيس الإسرائيلي ورئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت كلا من البحرين والإمارات في السنة الماضية”.

وقد تركزت هذه الزيارات، يقول المصدر ” على البحث مع قادة هذه الدول العربية حول الوسائل الكفيلة بالخروج من وضعية الانسداد الحالية بمنطقة الشرق الأوسط وتعزيز إجراءات بناء الثقة لإعادة تنشيط المسار التفاوضي”.

جدير ذكره، أن الملك محمد السادس، بعث رسالة إلى بينيامين نيتانياهو، الوزير الأول لدولة إسرائيل، أكد فيها على أن القرار “الهام” لدولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على صحرائها، والنظر إيجابياً في فتح قنصلية بمدينة الداخلة، “صائب ومتبصر”.

وقال الملك، في هذه الرسالة، “معالي الوزير الأول، يطيب لي أن أعرب لكم عن خالص شكري وعظيم تقديري على رسالتكم التي أبلغتموني من خلالها بقرار دولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على صحرائها والنظر إيجابياً في فتح قنصلية لبلدكم في مدينة الداخلة”، مؤكدا أن “هذا القرار لقي ترحيباً واسعاً من لدن الشعب المغربي وقواه الحية”.

وأكد الملك أن قضية الصحراء المغربية تعتبر “القضية الوطنية للمملكة، وتتصدر أولويات سياستها الخارجية”، مضيفا أن “قراركم الهام هذا قرار صائب ومتبصر”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
متتبع
المعلق(ة)
20 يوليو 2023 06:04

انا لا افهم في السياسة.وقد اكتشفت اني على صواب..لاني لا اريد ان افهم

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x