لماذا وإلى أين ؟

شقير يَعُـــــدُّ “مـــوانــع” إعْتراف فرنسا بمغربية الصــحراء

تُحجم فرنسا عن أن تحذو حذْو كل من أمريكا و إسبانيا و ألمانيا و هولندا و النمسا و سويسرا و إسرائيل .. المؤيد لخطة الحكم الذاتي المقترحة من طرف المغرب والتي من خلالها تعترف هذه الدول بالسيادة الكاملة للمملكة على أقاليمها الجنوبية.

تماطل فرنسا في الاصطفاف إلى جانب المغرب في قضية وحدته الترابية كشف نقابها وشعاراتها الباطلة الرامية إلى اعتبارها صديقا استراتيجيا للمملكة، وأنها الشريك الموثوق داخل الاتحاد الأوروبي، بحيث لا يُفهم لحد الساعة ما الذي تنتظره من أجل تصحيح خطئها والخروج من المنطقة الرمادية بخصوص قضية الصـحراء المغربية.

وفي هذا الصدد، يرى المحلل السياسي محمد شقير أن عدم اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء أو تأييد مبادرة الحكم الذاتي مرتبط بالأساس بالحكومة والرئاسة الفرنسية، التي يبدو أن سوء تقديرها للمسألة جعلها تُـرجِّح كفة الجـــزائر عوض المغرب.

وأوضح شقير، في تصريح لآشكاين، أن فرنسا و منذ تولي إيمانويل ماكرون الرئاسة أعطت الأولوية للجزائر، ما أسـفر عن تراجع العلاقة بين الرباط و باريس، بسبب محيط و مستشاري الرئيس أيضا والذين ينمون على افتقارٍ لأسس السياسة مع جار و شريك استراتيجي قديم كالمغرب.

ومن جهة ثانية، يقول شقير: “فرنسا لن تنظر بعين الرِّضا إلى اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، إذ أنها ترى الأمر كتمدد لأمريكا في المنطقة، خاصة المغرب، تماما مثل إسرائيل، وهما البلدان اللذان جمعتهما اتفاقية أبراهام مع المغرب، وبالتالي تعزيز تواجدهما في منطقة لا يجب أن يتواجدا فيها بحسب فرنسا.

وأضاف “بل إن فرنسا تعتبر أن أي خطوة لصالح الوحدة الترابية للمغرب هي تبعية لأمريكا و إسرائيل”، مردفا “ومن بين العوامل التي ساهمت في تباعد العلاقة بين الرباط و باريس أيضا هي تبعات الحرب الأوكرانية الروسية، لتختار فرنسا الجزائر، التي تجمعها علاقة شد وجذب مع المغرب، وذلك من أجل حصولها على الغاز.

كما أن فرنسا، يؤكــد المتحدث تنهج سياسة التعالي دون الإكتراث إلى مصالحها واستثماراتها بالمملكة، وذلك يتبين من خلال الخطاب الملكي الذي حدد التعامل مع الشركاء الأوروبيين وفق منظورهم للوحدة الترابية للمغرب، وهو ما ترى فرنسا أنه شرط أو ضغط لن تتقبله.

وشدد شقير على أن قضية بيغاسوس هي الأخرى ساهمت كعامل في تبـــاعد كل من الملك محمد السادس وماكرون، موضحا أن “الصحفي المغربي المقيم بفرنسا، الطاهر بنجلون قد صرح بأن مكالمة هاتفية جمعت الملك و ماكرون بشأن قضية الاتهامات الموجهة للمغرب بالتجسس ببرنامج بيغاسوس، وقد قدّم فيها الملك محمد السادس كلمة “شرف” للرئيس الفرنسي بأن المغرب لم يتجسس عليه، إلا أن رد الرئيس الفرنسي لم يكن لائقا و أغضب العاهل المغربي، على اعتبار أن ماكرون لم يُصدق الملك محمد السادس، بالرغم من كلمة “الشرف” التي قدمها له بشأن مزاعم التجسس التي وُجهت للمملكة المغربية”.

ومن جهة أخرى، يشدد المحلل السياسي على أن المغرب هو الآخر يرفض تسهيل عملية عودة العلاقات بين الجانبين، خصوصا عندما رفضت الرباط زيارة ماكرون، ما أدى إلى تأجيلها بعدما كان من المرجح أن تضع النقاط على الحروف.

وتابع شقير تصريحه بالقول: “انتصارات المغرب في قضية وحدته الترابية سيزيد من انزواء فرنسا وتراجع استثماراتها”، مسترسلا “هو ما وعى به إريك سيوتي، رئيس حزب الجمهوريين، الذي رحب باعتراف اسرائيل بمغربية الصحراء ودعا ماكرون إلى المساهمة في “تسوية هذه القضية الاستراتيجية”.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x