2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الشيّات يرصُــد دلالات تعزية المغرب في ضحايا حرائق الجزائر

ذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية أن المملكة المغربية تتابع ببالغ الأسى والأسف حرائق الغابات التي اندلعت في عدد من المناطق بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، مضيفا أن المملكة المغربية تتقدم بصادق التعازي لما خلفته هذه الحرائق من خسائر في الأرواح، وخالص المتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.
وجاء بلاغ التعزية من وزارة الخارجية المغربية، بعدما أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن عدد ضحايا حرائق الغابات بلغ 34 قتيلا، من بينهم 10 جنود في ولاية بجاية شرق العاصمة الجـــزائر، بعدما تسببت قوة الرياح في تغيير اتجاه النيران بشكل عشوائي تجاه موقع العسكريين.
خطوة المملكة المغربية جاءت بعد أيام قليلة من بلاغ صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية تتهجم فيه بعبارات “قدحية” على المغرب بسبب الإعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء. كما تأتي في سياق استمرار قطع العلاقات وغلق المجال الجوي بين البلدين، بالإضافة إلى مواصلة الإعلام الجزائري الهجوم على المملكة في قنوات عمومية وخاصة.

تفاعلا مع هذه المفارقة، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن خطوة المغرب تفسر بالمنطق الذي تتبناه في علاقاتها مع محيطها الحضاري بغض النظر عن الحكومات المتعاقبة، معتبرا أن المغرب لا يمكن أن يكون في حالة عداء استراتيجي كما يتبنى ذلك النظام السياسي العسكري في الجارة الشرقية.
ووفق الشيات الذي كان يتحدث لصحيفة “آشكاين” الرقمية، أن الخطاب الذي وجهه المغرب بخصوص واقعة الحرائق في الجزائر يسجل في التاريخ بأن المملكة كانت دائما متضامنة، داعمة ومساعدة للجـزائر والجزائريين في كافة مراحلة بناء الدولة وقبلها كذلك، كما أنه موجه إلى “العقلاء” في النظام الجزائري الذين سيفهموا أن العداء الذي يتبناه نظامهم لا أساس له بالواقع وأنه مجرد استعمال سياسي فقط.
الخطاب المغربي المتمثل في خطوة التعزية في ظل استمرار “العداء الجزائر” موجه كذلك، وفق أستاذ العلاقات الدولية، إلى الشعب الجزائري للتأكيد على تضامن المغرب وحسه الأخلاقي الرفيع مع الضحايا الذين سقطوا في هذه الحرائق.
وخلص الشيات إلى الـتأكيد على أن خطوة المغرب يمكن قراءتها كذلك بأنها استباق لأية محاولة لادعاء بأنه كان وراء هذه الحرائق، مشددا على أن هذا لا يحتاج إلى نفي لكنه يحتاج إلى استباق الكلام في إطار التعامل بحذر مع نظام يتربص بكل ما هو مغربي ويحاول أن يقحمه في كل الأزمات داخل الجزائر.