2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أفاد بنكُ المغرب، في نشرته الأخيرة حول المؤشرات الأسبوعية، بأن الدرهم ارتفع بنسبة 1,97 في المائة مقابل الدولار الأمريكي و بنسبة 1,33 في المائة مقابل الأورو، و ذلك خلال الأسبوع الممتد من 28 يونيو إلى 05 يوليوز الجاري.
هذا الإعلان من بنك المغرب يحيلنا على التساؤل عن سبب هذا الارتفاع وما قد يعنيه للاقتصاد الوطني وما هي انعكاسات ذلك.
في هذا السياق، أوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، علي بوطيبة، أن “المسألة عادية، لأن الدرهم تم تعويمه منذ حوالي 8 سنوات ما يعني أنه من الضروري أن يعرف ارتفاعا و انخفاضا في قيمته وفق العرض والطلب”.

وأوضح بوطيبة أن “الاقتصاد الأمريكي لديه مشاكل الآن وهذه المشاكل تدخله في عدم الاستقرار، ما يدفع الناس للتوجه إلى ما هو مادي مثل الذهب والفضة، زيادة على أن ثمن البترول أصبح يرتفع، الأمر الذي يزيد من خفض الثقة في الأسواق، ما يجعل الدولار ينخفض مقارنة مع العملات العالمية منهم المغرب، وذلك على النقيض من الأورو الذي عليه طلب الآن بسبب الأسفار”.
و حول سؤال “آشكاين” على ماذا يؤشر هذا الأمر، أكد الخبير الاقتصادي أن “هذا يؤشر على أن لدينا اقتصاد قار، وأن الدولة المغربية من خلال سلطاتها النقدية لا تقوم بخفض قيمة الدرهم كي يصدروا أكثر، وهذا دليل على أن الصناعة المغربية المصدرة لديها تنافسية تباع بثمن التكلفة، وهذا ما نجده حتى في السياحة، أي أننا لا نخفض من قيمة الدرهم كي يقبل علينا السياح كما تقوم دول أخرى مثل مصر وغيرها”.
وأشار بوطيبة في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن “الدرهم تتغير قيمته لأنه خضع للتعويم، ولكن منتوجنا عليه طلب على المستوى العالمي، وهذا مؤشر جيد للاقتصاد المغربي”.
و بخصوص سؤال “آشكاين” عن آثار هذا الارتفاع على الاقتصاد الوطني بالخصوص، أوضح بوطيبة أنه “لا يهم على المستوى الوطني بالدرجة الأولى، ولكنه يعطي إشارات على أن اقتصادنا بصحة جيدة وهو ما يزيد من إقبال المستثمرين الأجانب على المملكة، وفي حالة احتاج المغرب لقروض خارجية يكون له خط وفاء في الأداء، ما يعني أن هذا الأمر سيعطي للمغرب حوالي 4 سنوات دون مشاكل في جانب الاقتراض الخارجي علاوة على الاستثمارات الأجنبية التي تقبل على المغرب لأن اقتصاده مستقر، وهو ما ينعكس على فرص الشغل وعلى الاستهلاك، ما يعني أن الاقتصاد يتطور في إطار حلقة مفتوحة للتطور”.
وخلص إلى أنه “بعد ثقة المستثمرين يأتي خلق الاستثمارات وخلق فرص الشغل ثم الاستهلاك و هكذا، ما يعني أنه لديه انعكاسا دوليا من خلال خلق ثقة عالمية بالاقتصاد المغربي، وهو ما يخلق ثقة لدى المواطن المغربي، الشيء الذي يجعل الاقتصاد جيدا”.