لماذا وإلى أين ؟

مكاوي يكشفُ خلفيات زيارة شنقريحة لروسيا و علاقتها بالمـــغرب

حل رئيس أركان الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، أمس الإثنين 31 يوليوز 2023، في زيارة رسمية إلى روسيا بدعوة من نظيره الروسي، سيرغي شويغو، وفق ما أعلنه بيان صادر عن الجيش الجزائري.

وتأتي هذه الزيارة بعد أسابيع فقط من الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، لموسكو ولقائه الثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أن زيارة شنقريحة تأتي بعد يومين فقط من استبعاد روسيا لجبهة البوليساريو من القمة الأفريقية الروسية الثانية، وهو ما يجعل التساؤل هاما حول خلفيات هذه الزيارة و علاقتها بهذه الأحداث المترادفة تباعا.

في هذا السياق، أوضح المحلل  السياسي و الخبير في الشؤون العسكرية، عبد الرحمن مكاوي، أن “زيارة سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، إلى موسكو، سوف تتمحور حول ثلاثة عناصر أساسية، أولها طلب السلطات الجزائرية للقيادة الروسية بتسريع تسليم بعض الأسلحة التي تم اقتناؤها أثناء زيارة تبون لموسكو، وخاصة سلاح “سو34″، بعدما صار يتأكد يوما بعد يوم اقتناء المغرب لطائرات الشبح “F35″ المتطورة”.

عبد الرحمان مكاوي ــ محلل سياسي وخبير عسكري مغربي

وثاني عناصر زيارة شنقريحة لروسيا، يضيف مكاوي في تصريحه لـ”آشكاين”، هي “تسليم صواريخ اسكندر التي لازالت موسكو والمركب الصناعي الروسي يضع بعض الشروط على استعمالها، وفي إطار هذا النقاش سيكون كذلك طلب التسريع في تسليم الدبابات الروسية، وكذلك الذخائر وقطع الغيار التي أصبحت الأسلحة الجزائرية في حاجة إليها، وهذا من ناحية صفقات الأسلحة التي تعيقها مشاكل سياسية ودبلوماسية، ومشاكل لها علاقة بالحرب بين روسيا وأوكرانيا”.

وأضاف أن “هناك عنصرا آخر سيكون موضوع نقاش للقيادة العسكرية الجزائرية، صانعة القرار في الجزائر، مع القيادة الروسية، هو ترشيح العهدة الثانية لتبون، ولو لم يتدخل الروس مباشرة في هذا الموضوع في الجزائر منذ 1962، والوضع في الساحل خاصة بعد التغيير العسكري في النيجر والتخوفات الجزائرية من وصول فاغنر إلى هذا البلد الإفريقي الذي هو جار، كما أن الجزائر تتخوف من وصول أعداد كبيرة من المهاجرين السريين عبر حدودها مع النيجر، إذا ما تأكد أن هناك تدخلا لدول إفريقيا الغربية مع فرنسا لقلب الأوضاع، علما أن قبيلة الهوسة التي ينتمي إليها الإنقلابيون هي أكبر القبائل في النيجر ولها امتدادات في كافة دول غرب إفريقيا”.

العنصر الرابع، يسترسل المكاوي، فــ “حسب بعض المصادر الاستخباراتية العسكرية الأمريكية، فإن شنقريحة سيناقش هذه المرة برمجة إجراء مناورات عسكرية في الصحراء الشرقية بالجنوب الجزائري، بالذخيرة الحية وبمشاركة فعلية وكبيرة هذه المرة للقوات الروسية”.

ولفت الانتباه إلى أنه في “المرة الأخيرة جرت المناورات في منطقة  بشار القريبة من الحدود المغربية، وهذه المرة يحاول الجزائريون إقناع الروس بإجراء مناورات كبرى في الصحراء الكبرى وفي البحر الأبيض المتوسط انطلاقا من قاعدة المرسى الكبيرة، إضافة إلى مناورات للدفاعات الجوية المختلفة”.

وتابع الخبير العسكري نفسه أن “هناك أمورا متعددة سيناقشها الجانب الجزائري مع الجانب الروسي في جو من القلق والتخوفات الجزائرية بعد خلافاتها مع الإمارات العربية المتحدة التي تتوفر على قاعدة عسكرية في الشمال المالي و القريبة من الحدود الجزائرية، نظرا لوجود تخوفات للمؤسسة العسكرية الجزائرية من هذا التواجد، وتواجد قوات فاغنر المدعومة من الماريشال حفتر في شمال النيجر”.

وخلص إلى أن “كل هذه العوامل والتحركات العسكرية تأتي بعد إعلان بعض الدول الإفريقية وخاصة مالي وبوركينا فواسو، أن أي تدخل فرنسي أو من دول الإيكواس يعتبر بمثابة إعلانٍ للحرب على المنطقة بأكملها، علما ان قبائل الهوسة هي القبائل الكبيرة إلى جانب قبيلة أولاد سليمان العربية، وهذا ما يشكل زلزالا مستقبليا على منطقة الساحل بأكملها”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
2 أغسطس 2023 13:12

بعد دعوة المغرب المتتالية لفتح الحدود وإراجاع الامور الى نصابها ومعالجة القضايا العالقة، وامام تجاهل الجزائر لهذا الامر، على المغرب ان يكون حازما مع روسيا والغاء كل الاتفاقيات معها اذا ما زودت الجزائر باسلحة إضافية.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x