لماذا وإلى أين ؟

لعروسي يُـفكك رسالة بوتين للملك و يكشفُ علاقتها بالصحراء والجــزائر

بعث رئيس فيدرالية روسيا، فلاديمير بوتين، رسالة إلى الملك محمد السادس، تهنئة له بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته عرش أسلافه المنعمين.

وأكد بوتين، في هذه البرقية، أن “العلاقات الروسية المغربية تكتسي طابعا وديا عريقا”، معربا عن يقينه بأن “مواصلة تطويرها في مختلف الجوانب يستجيب بشكل كلي لمصالح شعبي بلدينا، ويمضي قدما في تعزيز الأمن والاستقرار بإفريقيا والشرق الأوسط”.

وتحمل رسالة بوتين في طياتها الكثير من الدلالات، خاصة أنها تزامنت مع سياق عالمي محموم بالتوتر، حتى وإن كانت مرتبطة بحدث قار إلا أنها تحمل الكثير من المعاني المشفرة، خاصة ما تعلق بالمسافة التي تتركها روسيا بين المغرب و الجزائر، وما المقصود بتطوير العلاقات الروسية والمغربية، خاصة أن هذه الإشارة جاءت بعد استبعاد روسيا للبوليساريو من القمة الروسية الإفريقية الثانية.

مدير عام مركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي

في هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية ومدير عام مركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي، أن “رسالة بوتين لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لها دلالات قوية، أولها حرص موسكو على تمتين العلاقات مع المغرب، خاصة أنه في السنوات الأخيرة أصبح المغرب ينهج سياسة تنويع الشركاء، والنأي بالنفس عن المشاكل والأزمات الدولية. ورغم أن المغرب محسوب على الحلف الغربي، إلا أنه يتمسك بعلاقات قوية مع موسكو، وهو ما يبدو من خلال علاقات اقتصادية ومشاريع استثمارية هامة جدا”.

وشدد لعروسي في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “موسكو حريصة جدا على الحفاظ على علاقات متوازنة بين المغرب و الجزائر، وعدم جعل قضية الصحراء المغربية بمثابة خلاف أو صدام مع المغرب، ويمكن قراءة ذلك من خلال القرارات الأممية في مجلس الأمن حيث نجد أن الفيتو الروسي لا يتحرك كثيرا، و ربما يصطف حتى مع الدول الغربية في استصدار قرارات متوازنة، وأشاد أكثر من مرة بالقرارات الستة الأخيرة من 2018 إلى الآن، والتي تؤكد على المبادرات والحوار والموائد المستديرة وإيجاد حل سياسي للقضية”.

ولفت المتحدث الانتباه إلى أن “استبعاد البوليساريو من القمة الإفريقية الروسية الثانية مؤشر إيجابي أيضا بالنسبة للمغرب ولقضية الصحراء المغربية، خاصة أن الجزائر تحاول أن تقدم بعض التنازلات القوية فيما يتعلق بصفقات الأسلحة و غيرها”.

وأورد لعروسي أن “روسيا تحاول أن تتواجد في منطقة شمال إفريقيا، وهذا هو البعد للاستراتيجية الروسية في المنطقة الإفريقية، حيث يبدو أن الاستراتيجية الروسية التي تم تبنيها منذ 1996 إلى الآن يستبعد أن تتدخل في هذا الخلاف المصطنع في ملف الصحراء المغربية لفقدان شريك أساسي هو المغرب”.

وخلص لعروسي إلى أن “الرسالة التي بعثها بوتين للملك هي بمثابة تثمين لما يقوم به المغرب فيما يتعلق بحل قضية الصحراء، وربما روسيا في الطريق إلى تأكيد مبادرة الحكم الذاتي في المستقبل، والتي يبدو أن هناك إجماعا دوليا عليها”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Moh
المعلق(ة)
3 أغسطس 2023 09:28

يا اساتذة يا خبراء …ان كلام البشر لا يحتاج الى تأويل ..فهو اصلا خليط اهاجيس واحاسيس ورغبات ومجاملات …خصوصا مثل هذه الخطب البروتوكولية …لا قيمة حقيقية لمفرداتها .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x