2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مُــعتضد يكشفُ سبب صيام تبّـــون عن الكلام في العلاقات المغربية الجزائرية و خطاب محمد السادس

صمت الرئيس الجزائري؛ عبد المجيد تبون، في لقائه الإعلامي أمس السبت، عن الحديث عن العلاقات الدبلوماسية المغربية الجزائرية المقطوعة منذ سنوات، ولم يعلق على خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش ومضمونه الذي أبان فيه العاهل المغربي عن استمراره في سياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر و تأكيد أن “المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء” للجارة الشرقية للملكة المغربية.
ومن المعروف أن مثل هذه اللقاءات تحدد فيه المواضيع والقضايا بدقة، و تحدد الرسائل التي يراد إرسالها من خلال الأسئلة التي يتفق عليها سلفا، وهو ما يعني أن صمت تبون عن رسالة خطاب الملك محمد السادس كان مقصودا، و يخلي وراءه دلالات و رسائل سياسية.
الخبير في الشؤون السياسية و الإستراتيجية؛ هشام معتضد، يرى أن عدم تطرق الرئيس الجزائري في خرجته الاعلامية الأخيرة لعلاقات بلاده مع المغرب والخطاب الملكي يكرس مرة أخرى المقاربة الانطوائية ومنهجية الانزواء السياسي التي يعتمدها النظام الجزائري في تدبير علاقاته مع المغرب و رؤيته السلبية اتجاه تدبير فضاءه الجغرافي.

وقال معتضد في حديثه لصحيفة “آشكاين” الرقمية، إن المؤسف جدًا أن قصر المرادية ليس حراً في اختيار توجهاته السياسية مع المغرب، لأن هناك مؤسسة عسكرية جزائرية تؤطر التوجهات السيادية للجزائريين تحت ضغط جهات خارجية لا تريد للفضاء المغربي الجزائري طاقة إيجابية وبناء متكامل يتيح تحقيق التنمية المنشودة للشعب المغربي والجزائري.
ويشير المتحدث إلى أن هذه ليست المرة الاولى التي يصمت فيها النظام الجزائري بعد مضمون الخطاب الايجابي والبَنَّاء للمغرب والمؤسسة الملكية، وليست المرة الأولى التي تتهرب فيها الرئاسة الجزائرية من تقديم جواب صريح أو تعليق مسؤول سياسيا على الدعوات الملكية من أجل التوجه لمستقبل مشترك يستجيب لتطلعات الشعبين، لأن الرئيس الجزائري بكل بساطة لا يمتلك سلطة القرار السيادي للبلد ونظامه العسكري الذي يدير توجهات البلد الخارجية بناءً على أجندات خارجية لم يتلق بعد الضوء الاخضر للانخراط بإيجابية في علاقات الجزائر مع المغرب.
“في انتظار الاشارات الخارجية، فالنظام الجزائري وجهازه العسكري يستثمر قطع علاقاته الخارجية مع المغرب في تمويه شعبه وإلهاء رأيه العام الداخلي عن مشاكل البلد والرهانات التي تواجه البلد سياسيا واقتصاديا وامنيا”، يسترسل الخبير في الشؤون السياسية، مستدركا “القيادة الجزائرية عاجزة عن تدبير الشأن العام الجزائري بما يستجيب لتطلعات الشعب الجزائري ما يدفعها لاستعمال ورقة معاداة المغرب كمخرج سياسي، ولو ظرفي، لتثبيت شرعية استمرارها في السلطة”.
وخلص معتضد إلى التأكيد على أن سلبية النظام الجزائري وعدم قدرته على استيعاب مغزى التاريخ وفهم فضاءه الجغرافي يضيعان عن الشعبين المغربي والجزائري فرصة الالتحاق بكوكبة الدول الصاعدة اقتصاديا واجتماعيا، مبرزا أن ذلك يحرم كذلك دول المنطقة من بناء فضاء استراتيجي قادر على منافسة التكتلات الجهوية والقارية السائرة في بناء مستقبل لشعوبها و مناطقها.
من لا شجاعة له في المواقف لا نجاح له في الديبلوماسية.