2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بعث الملك محمد السادس برسالتين خطيتين إلى كل من الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، وإلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، كما بعث الملك برسالة خطية أخرى، إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتمحورت الرسالات الثلاث، حول “العلاقات الثنائية المتينة والوطيدة التي تربط البلدان والشعبين الشقيقين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، كما تبادل الجانبان وجهات النظر حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وكان لافتا في الرسائل الخطية المذكورة أنها كانت خطية وتم تسليمها عن طريق وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية فوزي لقجع. ما يجعل التساؤل هاما حول دلالات جعل الرسالة خطية ولماذا كان تسليمها عن طريق الوزيرين، علاوة على السياق الذي جاءتا فيه، علما أن الرسائل كانت متقاربة في طريقة نشرها على الوكالات الإخبارية الرسمية لكل دولة.
وفي هذا السياق، أوضح المستشار السياسي والخبير في السياسة الخارجية المغربية، سمير بنيس، أن “قيمة الرسالة الخطية التي يتم تسليمها عن طريق الوزير، تدل في الأعراف الدولية على القيمة التي يعطيها المغرب للعلاقات التي تجمعه مع هذه الدول”.

وأشار بنيس الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، إلى أنه “في بعض الحالات يقوم رئيس الدولة بتوجيه رسالة خطية لرئيس دولة أخرى، ولكن ليس بالضروري أن يتم تسليمها عن طريق وزير الخارجية أو أي مسؤول حكومي، بل يتم فقط تسليمها عن طريق القنوات الرسمية، أي عن طريق وزارة الخارجية، ولكن عندما تكون هناك رسالة خطية يتم تسليمها عن طريق وزير الخارجية، فهذا دليل على القيمة التي يعطيها المغرب للعلاقات الوطيدة مع كل من العربية السعودية وقطر”.
وفيما يتعلق بسياقيها والمغزى منها، يرى بنيس أن “هناك 3 محاور، أولها أنه قد يكون هناك مسعى من المغرب لحث قطر والسعودية على فتح قنصليات لهما في الصحراء وإعطاء زخم إضافي للدعم الدولي الذي يحظى به المغرب في ملف الصحراء، خاصة أننا نعلم أن هذين البلدين، دائما ما يدعمان المغرب بشكل رسمي في الأمم المتحدة في قضية الصحراء المغربية، ويتحدثان في أروقة الأمم المتحدة، خاصة في اللجنة الرابعة، عن الصحراء على أنها مغربية ويدعمان دائما الملف المغربي ومخطط الحكم الذاتي المغربي، وبالتالي هناك جهد أو محاولة للمغرب لدفعهم لأخذ خطوة إضافية في دعمهم للموقف المغربي من خلال فتح قنصلية لهما في الصحراء المغربية”.
وأردف الخبير في العلاقات الدولية أن المحور الثاني الذي قد يكون مضمون هذه الرسالتين هو أنه “في سياق الخطاب الملكي الذي تحدث فيه عن ترشيح المغرب المشترك مع البرتغال وإسبانيا لاحتضان كأس العالم 2030، فإن وجود فوزي لقجع إلى جانب ناصر بوريطة، علما أن لقجع هو المسؤول عن الملف المغربي لكأس العالم، ورئيس الجامعة الملكية لكرة القدم و وزير الميزانية، فهذا يوحي أن المغرب يحاول أن يدفع البلدين لكسب دعم الدول العربية الآسيوية للتصويت على الترشيح المغربية مع إسبانيا والبرتغال، علما أنه بعد أقل من سنة تقريبا سيتم الإعلان عن البلد الفائز لتنظيم كأس العالم 2030”,
وخلص بنيس في عرضه لثالث محور يحتمل أن تتضمنه الرسائل، إلى أن “المغرب يسعى كذلك لحث البلدان على الاستثمار أكثر ودعم المشاريع التي يعتزم المغرب إطلاقها في إطار التحضير لكأس العالم 2030، علما أن هذه البلدان التي تجمعنا معهما علاقات وطيدة بين العائلة الملكية المغربية والعائلات الحاكمة في هذه البلدان، تحوز على الصناديق السيادية التي تتجاوز قيمتها مئات الملايير من الدولارات، وأنهما يقومان بالعديد من الاستثمارات في عدة بلدان، سواء في أمريكا أو تركيا أو مصر، بالتالي فالمغرب يحاول أن يحث هذه البلدان على الاستثمار في بعض القطاعات التي يعتزم المغرب الاستثمار فيها للتحضير لكأس العالم”.
قريبا سترون رسائل من رئيس القرغلية الى هذه الدول