2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

محمد طه
عشية كل صيف واستعدادا للدخول السياسي تنطلق تكهنات وقراءات في المشهد السياسي بعضها منطقي ومتزن وبعضها أقل مايمكن ان يقال عنه انه قريب من الخيال بعيد عن الواقع.
في هذا الإطار تحدثت بعض الاخبار عن كون حزب الاستقلال جمع قيادته واخبرهم كبيرهم انهم سيلتحقون بالمعارضة وان الاستعدادات جارية على قدم وساق لإعلان تعديل حكومي يدخل بموجبه الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري الى الاغلبية الاخنوشية وعليه غضب حمدي ولد الرشيد ووعد بجمع المجلس الوطني وتجييشه من اجل رفض الخروج الى المعارضة. انتهى التنجيم.
ولتجربتي مع الحمق السياسي ،اتصلت أستفسر عن حقيقة هذا( الاجدماع ) فقهقه مخاطبي قائلا ان السيد نزار بركة تناول فطوره بتطوان يوم الأربعاء المزعوم وتوجه الى العرائش لتدشين والاطلاع على بعض المشاريع وهذا المساء هو في طريقه الى الرباط ..وكفى المومنين شر التنجيم.
وبعيدا عن هذه الحقيقة أود تنزيل معنى التعديل على الاقل منطقيا ثم دستوريا.
اولا الاغلبية الحالية كاملة العدد والعدة على ماهي عليه ليست في حالة اصطدام لا مذهبي ولا براكماتي حتى تبحث عن تعديل .وإن كان لابد من تعديل يزيد من نشاطها ويرفع من مستوى إنجازيتها وتعديل بعض التثاقل فإن العادة جرت بما مفاده انه عند منتصف كل ولاية وبتشاور بين رئيس الاغلبية وباقي زعمائها وطبيعة الحال بتشاور مع رئيس الدولة (لان هذا ماشي اللعب)يعطى الضوء الأخضر لاستبدال شخصية مكان اخرى وإلحاق قطاع بآخر وربما استحداث أمر وإلغاء اخر …هذا وارد ومعقول ولكن الكل يتم في إطار نفس الاغلبية التي فازت في الانتخابات(ماشي للي باغة تدخل بالمزاوكة).
زد على ذلك أن الاغلبية على عميانها افضل بكثير من المعارضة التي لاتملك ماتقدم ولاماتأخر ليس تجنيا وظلما ولكن خلال حوالي سنتين من المتابعة لم ينضج لديها بديل مشروع بموجبه يمكن ان تغير جلدها .
وفوق هذا وذاك لم يصدر عن المعارضة نفسها مايوحي بأنها تريد إخلاء مقاعدها لغيرها لعدم وجود مقومات موضوعية لذلك .
وحتى بالنسبة للمنطق الذي لايؤمن الا بحكومة قالوا لينا يدخل الحزب الفلاني ويخرج الحزب العلاني فإن هذا المنطق لم يعد له سبب ولاداعي لأن الاحزاب الحالية مستعدة أن تقوم بكل الأدوار أفضل من المعارضة الحالية.
ودستوريا فإن جلالة الملك يختار رئيس الحكومة من الحزب الذي حاز على الرتبة الاولى في عدد مقاعد مجلس النواب لتشكيل الحكومة .ورئيس الحكومة اليوم هو عزيز اخنوش رئيس التجمع الوطني للاحرار وشركاؤه في الاغلبية حزب البام والاستقلال الذين حصلوا على التوالي على الرتبة التانية والثالثة في عدد المقاعد بمعنى ان العدد الاغلبي عدد مريح ،فلماذا سيبحث أخنوش عن إستبدال أوراق رابحة بأخرى خاسرة ..هل اصيب الرجل بعمى الأبصار حتى يفتح على نفسه باب الصداع المقرف ويرسل غريما متمرسا الى المعارضة لإرضاء العرافين ..شخصيا لا أعتقد هذا.
من أراد المشاركة في الحكم عليه ان يشمر على ذراعه وينزل للشارع لتأطير الناس وتقديم الحلول والبدائل بغية تغيير كفة نتائج الانتخابات المقبلة للدخول الى بوابة الحكومة مرفوع الرأس .أما التقلاز من تحث الجلابة لم يعد يستصاغ.
هذا لا يزعجني في أن أقول ان الحكومة الحالية مثل مثيلاتها السابقة بعيدة عن برنامجها فبالاحرى تطلعات الملك والشعب ولكل شيء إذا ماتم نقصان.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.