2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مباحثات هاتفية، أمس الأحد 20 غشت الجاري، مع وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار، أشادا فيها بالمستوى الرفيع لشراكة البلدين، كما تناول المسؤولان “”بشكل معمق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما علاقات المملكة مع مجموعة “البريكس”، وفق بلاغ الخارجية المغربية.
وعقب هذا الاجتماع صدر بلاغ للحكومة الهندية، تؤكد فيه أن “جنوب إفريقيا وجهت الدعوات للمشاركة في اجتماع “بريكس/إفريقيا”، المقرر عقده في 24 غشت بجوهانسبورغ، بمبادرة أحادية الجانب وبصفتها الوطنية”، وهو نفس الطرح الذي وضحته الخارجية المغربية وأكدت عبر مصدر مأذون أنه “لم يكن واردا أبدا التفاعل إيجابا مع الدعوة للمشاركة في اجتماع بريكس/إفريقيا على أي مستوى كان”.
وجاءت هذه المباحثات بعد أيام فقط من برقية تهنئة للملك محمد السادس إلى دروبادي مورمو، رئيسة جمهورية الهند، بمناسبة احتفال بلادها بعيد استقلالها، حيث أعرب فيها الملك عن “ارتياحه الكبير لما يجمع بين البلدين من علاقات متميزة تنبني على التقدير المتبادل والتعاون المثمر في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك”، كما أن محادثات بوريطة ونظيره الهندي جاءت في سياق ما أثير حول انضمام المغرب إلى مجموعة “بريكس”، ما يجعل التساؤل مشروعا عن الخلفيات غير المعلنة لهذه المحادثات.
في هذا الصدد، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، محمد الغالي، أنه “يجب الإشارة هنا إلى أن المملكة المغربية ودولة الهند تجمعهما اتفاقيات استراتيجية مهمة، ما يعني أن مسألة المباحثات هي ضرورية في ظل مجموعة من التحولات والتغيرات التي يعرفها العالم”.

وأوضح الغالي في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “سياق الرسالة الملكية لرئيس الهند ومباحثات بوريطة مع نظيره الهندي وبلاغ وزارة الخارجية الهندي فيما يتعلق باجتماع البريكس، فهي توضح مجموعة من الأمور، كون العلاقات بين المملكة المغربية والهند هي علاقات ذات عمق استراتيجي”.
موردا أن “انعقاد قمة البريكس بحضور المغرب أو عدم حضوره أو تعبير المملكة المغربية عن رغبتها في الانضمام لهذه المجموعة أو عدم ذلك، هذا كله لا يغير في الامر شيئا، على اعتبار أن الدعوة إلى حضور قمة البريكس من جنوب إفريقيا جاءت بإرادة منفردة وتصرف فردي من جنوب إفريقيا، ولم تكن من البريكس أو من دول أخرى من البريكس أو من الاتحاد الإفريقي او أي تكتل آخر”.
وشدد على أنها “ما دامت جاءت من جنوب إفريقيا فالمملكة المغربية دولة لها سيادتها، وهي لا تحتاج إلى من يفرض عليها الحضور من عدمه أو الانضمام أو عدم الانضمام، ولكن المملكة لها مؤشر تقيس به كل الدعوات، والمؤشر الذي تقيس به المملكة علاقاتها مع جنوب إفريقيا هو لحد الآن مؤشر سلبي، على اعتبار أن دولة جنوب إفريقيا هي من الدول التي تعلن عداءها للقضية المصيرية الأولى للمملكة المغربية وهي قضية الوحدة الترابية، نظرا لكون كل مبادرات جنوب إفريقيا دائما تكون مبادرات تتسم بالفوضوية ولا تتسم بالرزانة”.
ولفت الانتباه إلى أنه “ما دام أن هناك مقياس يقر أن دعوة جنوب إفريقيا لا يمكن أن تتحلى بالبراءة اللازمة والصدقية المعهودة بين الدول في إطار علاقاتها، فإن المملكة المغربية لم تعبر عن رغبتها في الحضور أو حتى في الانضمام إلى منظمة البريكس”.
وخلص الغالي إلى أن “الحوار المغربي الهندي من خلال هذا السياق، يؤكد بالملموس أن علاقة المغرب مع الهند غير مرتبطة بمآلات وسيرورة منظمة البريكس، وتبقى الأخيرة إطارا آخر بين دول، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون محددة في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تربط المملكة بالهند أو بروسيا أو الصين، باعتبار هذه الدول الثلاث هي المؤسسة للبريكس، وهي تربطها اتفاقيات استراتيجية مع المملكة المغربية”.