لماذا وإلى أين ؟

أحمد نور الدين يُـبــرِزُ خلفيات الاحتجاجات العنيفة بسفارة الغابون في الرباط و مَطالب رحيل السفير

وقعت اشتباكات بين عناصر الشرطة المغربية ومحتجين غابونيين، مساء أول أمس السبت، على خلفية محاولة اقتحام المتظاهرين الغاضبين سفارة بلادهم بالعاصمة الرباط، تزامنا مع الانتخابات الرئاسية في الغابون.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة، تظهر غابونيين يلقون الكراسي في اتجاه قوات الأمن داخل سفارة الغابون في الرباط، في وقت تسعى فيه العناصر الأمنية، لصدهم عن اقتحام مبنى الممثلية الدبلوماسية الغابونية.

ارتباطا بالموضوع، يرى أحمد نور الدين الخبير في العلاقات الدولية والباحث في الشؤون الأفريقية، أن الاحتجاجات تأتي في سياق المعارضة الشديدة لإستمرار الرئيس الغابوني الحالي، علي بونغو أونديمبا، في الحكم لولاية ثالثة.

وأوضح نور الدين في حديث لـ ”آشكاين”، أن الاحتجاج في المغرب ”أمر عادي” كما الحال في جميع الدول الديمقراطية ويسمح به أمام السفارات، مشيرا إلى أن هؤلاء الغابونيين يحتجون ضد بلدهم وقد تكون لديهم مواقف سياسية ضد ما جرى في الانتخابات الرئاسية التي تشهدها الغابون للمطالبة بالحفاظ على سلامة المسلسل الانتخابي أو الاحتجاج ضد ترشيح الرئيس علي بونغو لولاية ثالثة وهذا حق مكفول لهم.

في السياق ذاته، أوضح الباحث، أن هذا الحق يجب أن يبقى، في المقابل، مؤطرا بالقانون، بعدم اللجوء إلى العنف أو الإقدام على عملية تكسير أو الولوج بالقوة إلى داخل مقر السفارة، وقد تكون إحدى هذه العوامل وراء وقوع صدامات بين القوات والمحتجين وسط العاصمة.

وشدد على أن احتجاجات الغاضبين الغابونيين، لو تمت في إطار قانوني عبر احتجاجات سلمية و رفع لافتات…، فإن الأمر سيكون ”عاديا ويندرج في إطار حق التظاهر السلمي”، إذ أن المغرب يشهد يوميا أشكالا احتجاجية أمام البرلمان والوزارات.

وكشف المتحدث، أن ما تناقلته وسائل إعلام عن الموضوع، يُبين وقوع ”تجاوزات” من قبل المحتجين وربما محاولة اقتحام السفارة أو غيرها من السلوكات المنافية للقانون التي تندرج ضمن أعمال الشغب والتي دفعت الدولة المضيفة (المغرب في هذه الحالة) للتدخل لحماية مقر التمثيلية الدبلوماسية.

وأبــرز نور الدين أن تدخل القوات العمومية المغربية يندرج ضمن القانون الذي يسمح بالتظاهر وفق ما تؤطره القوانين، عبر الاحتجاج السلمي و رفع اللافتات والشعارات والإخبار عن توقيت الشكل الاحتجاجي، أما حين يتجاوزه، حسب ذات الباحث، نحو أعمال العنف، فمن واجب الدولة المغربية حماية السفارات والقنصليات.

ارتباطا بالموضوع، وقع نحو خمسة آلاف مواطن غابوني، الأحد، عريضة تطالب باستقالة سفير بلادهم في المغرب، بعد الصدامات التي وقع  داخل السفارة في الرباط، وخارجها، على خلفية عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية في الغابون.

وجاء في العريضة: “ندعو إلى الاستقالة الفورية للسفير الغابوني بالمغرب سيلفر أبو بكر مينكو مي نسيم، بسبب مسؤوليته المفترضة عن هذا الوضع”. وجمعت العريضة أكثر من 4600 توقيع حتى نهاية ظهر الأحد.

وتنافس في الانتخابات المقامة  الرئيسُ المنتهية ولايته علي بونغو أونديمبا، الذي يتولى المنصب منذ 14 عاما، مع مرشح المعارضة الرئيسي ألبرت أوندو أوسا الذي أدان وقوع “تزوير”.

وأعلنت حكومة الغابون مساء  أول أمس السبت، بعد إغلاق مراكز الاقتراع، حظر التجول وتعليق الوصول إلى الإنترنت من أجل “منع انتشار الدعوات إلى العنف”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x