2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

شجعت عدد من الأصوات على القطع مع طعام العزاء والاكتفاء بتعزية أهل وأقارب الميت، كمبادرة للتخفيف عن المعنيين الذين يتكبدون الأمرين: فاجعة الموت وعناء تحضير الطعام وهم حزانى. وتأتي هذه الدعوة عقب قرار ساكنة تابعة لجماعة المرس بإقليم بولمان التي قررت إسقاط عادة أكل طعام المآتم، وإلزام رجال ونساء المنطقة المعزين بذلك.
واتخذ هذا القرار خلال اجتماع عقدته الساكنة الأحد المنصرم، ووثقوه من خلال محضر نشر على إحدى الصفحات الإلكترونية المحلية لجماعة المرس، والذي أفاد بأن “ثلة من ممثلي ساكنة المرس المركز ودواري تاغيت وإجرغني وأعيانها وفعالياتها التأموا في اجتماع مفتوح لتدارس مسألة مراسم تقديم العزاء وعادات الناس في ذلك، بغية ترشيد هذه العادات، وتصحيح ما يتطلب التصحيح منها، وتجاوز ما قد يعتريها من مخالفات”.
وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس المجلس العلمي بوجدة، مصطفى بنحمزة، أن القطع مع طعام العزاء اتجاه سليم ومشروع مجتمعي يجب تبنيه، مردفا بالقول: “الحزن يخيم على بيت الميت وأهله وأقاربه يكونون مشتتين وغير مستعدين للتحضير للطعام، وبالتالي يجب التخفيف من هذه العادة”.
وأوضح بنحمزة في تصريح لآشكاين أن هذا القطع مع طعام العزاء الذي يحضره أهل الميت، ليس وليد اليوم وإنما هي سنة لرسول الله الذي كان يوصي بإرسال الجيران الطعام لبيت العزاء عوض تحضيره من قبل الأهل، مسترسلا “كما لا يجوز أن يقوم أهل الراحل بالتصدق بأموال القاصرين في هذه المناسبة، أي تبذير وإسراف الأموال في العزاءـ سيما أن الموت دائما ما يباغت”.
وأضاف المتحدث متأسفا أن مراسم العزاء اليوم أصبحت تكسوها مظاهر التباهي والإسراف، وهو ما يعد مخالفة لتعليمات الرسول عليه السلام، فأصبح المرء يقيم هذه المراسم بمكبرات الصوت والكراسي المصفوفة أمام بيوت العزاء والإكثار من البروتوكولات وإعداد الموائد، فيما بعض المعزين أصبحوا بدورهم يقتنصون الفرص لحضور العزاء من أجل الولائم.
واستنكر بنحمزة الاستمرار في هذه العادة واعتبرها احتفالا على هامش الموت، داعيا إلى التخفيف منها واقتصار الجيران على إعداد طعام خفيف يٌقدم للمعزين الذين تكبدوا عناء السفر لحضور العزاء، كما دعا إلى الأخذ بعين الاعتبار السياق الحالي المتسم بارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وكذا طبيعة الحياة التي تدفع العديد من المغاربة للاقتراض.
واتفق الحاضرون في الاجتماع المذكور على “التزام المعزين بعدم تناول الطعام أثناء العزاء، وإسقاط هذه العادة من مراسم العزاء، رجالا ونساء، تجسيدا لاحترام حقوق المتوفى وأهله، وتقديم واجب العزاء عند الدفن دون العودة إلى منزل المتوفى إلا للضرورة القصوى”.
ونص الاتفاق المعني، وفقا للوثيقة المحضر، على “التقيد بتقديم واجب العزاء ببيت الميت دون بيوت أهله وأقاربه، وتخصيص الليلة الثالثة من الوفاة لأهل المتوفى وعائلته دون استدعاء عامة الناس، والدعوة إلى احترام بنود هذا الاتفاق بوصفه معبرا عن إرادة الساكنة في هذه المسألة، مع التذكير بما قد يترتب على مخالفتها من مقاطعة اجتماعية من قبل الساكنة”.
كما دعا المتفقون على قرار إسقاط عادة أكل الطعام أثناء تقديم العزاء باقي الدواوير والفخذات المشكلة لساكنة جماعة المرس إلى الانضمام إلى فحوى الاتفاق المذكور، فضلا عن دعوة “فعاليات المجتمع ووجهائه ومفكريه وعمومه إلى البحث عن آليات للتكافل والمواساة والتواد، تعزز التقاليد والممارسات الفضلى المنسجمة مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف”.
هذا ما كنت انادي به لكن لامن يصغي.كنغربق.
مساكين الطلبة.
إنها سنة حميدة سنها هؤلاء السكان اتمنى ان تكون قدوة لباقي المغاربة