لماذا وإلى أين ؟

ما مستقبلُ العلاقات بين المـغرب والغابـون بعد الإطاحة بصديق المملكة؟

اهتزت الغابون هي الأخرى على وقع انقلاب عسكري في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء 30 غشت الجاري، وذلك بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي آلت نتائجها للرئيس علي بونغو لولاية ثالثة.

وفي حال نجاحه، سيكون ثامن انقلاب على السلطة في غرب ووسط افريقيا في ثلاث سنوات، كان أحدثها في النيجر شهر يوليوز الماضي.

وتجمع النظام في الغابون والمملكة المغربية علاقات قوية جدا اتخذت طابعا ”شخصيا وعائليا” تعود إلى عهد الراحل الحسن الثاني وعمر بونغو أب المنقَلب عليه علي، بحسب أستاذ العلوم السياسية، والخبير في العلاقات الدولية، محمد شقير.

وأكد الدكتور شقير أن هذا الطابع، قد يكون لعب دورا كبيرا في تمتين العلاقات بين الدولتين، مبرزا أن الانقلاب وإمكانية وصول نخبة جديدة إلى السلطة في الغابون وغالبا عسكرية، قد يؤثر على الجانب الشخصي والعلائقي ما بين البلدين.

وفي هذا الصدد، أوضح ذات الباحث أن الجانب الشخصي، يلعب دورا كبيرا في تحديد السياسة الخارجية لبلدان دول العالم الثالث، خاصة العربية والافريقية، وتمتينها.

وبناء على ذلك، يضيف شقير، يُمكن أن يقع تغير أو تأثير نسبي في العلاقات بين الغابون والمغرب، بعد الانقلاب.

في المقابل يرى شقير، أن الجانب الاقتصادي الذي يلعب دورا بارزا في العلاقات الدولية، لن يتأثر بين البلدين رغم الانقلاب، بحكم أن تبادل المصالح بين البلدين ستبقى قائمة.

وبالعودة إلى توقيف محتجين غابونيين على نتائج الانتخابات وتوجيه تهمتي تخريب ممتلكات ومهاجمة الشرطة، شدد ذات الأستاذ الجامعي، على أن مسألة تأثيرها على العلاقات بين الدولتين مستبعدة، في انتظار ما سيجري في مستجدات الانقلاب.

وأوضح شقير أن مسألة توقيف الغابونيين تخضع للقانون الداخلي للمغرب، مبرزا أن القضية غير مرتبطة بموقف سياسي، بل يتعلق الأمر بتجاوز حدود التعبير عن الاحتجاج وكان من المفروض على السلطات أن تتدخل، نظرا لأن الاحتجاجات اتخذت بعدا عنيفا وتجاوزت القانون الداخلي.

إلى ذلك، أعلن عسكريون في الغابون، الأربعاء، إلغاء نتائج الانتخابات وحل الدستور والسيطرة على السلطة، وذلك بعد الإعلان عن فوز الرئيس علي بونغو بفترة ثالثة في الانتخابات الرئاسية.

وظهر ضباط كبار بالجيش الغابوني على قناة (غابون 24) وأعلنوا استيلاءهم على السلطة.

وقال الضباط إنهم يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع في الغابون، مضيفين أن الانتخابات العامة الأخيرة تفتقر للمصداقية وإن نتائجها باطلة.
كما أعلنوا إغلاق حدود البلاد حتى إشعار آخر وحل مؤسسات الدولة.

ويرأس بونغو (64 عاما) البلاد منذ 14 عاما، وانتُخب رئيسا للمرة الأولى عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو أونديمبا الذي حكم البلاد أكثر من 41 عاما.

في أكتوبر 2018، أصيب بونغو بجلطة دماغية بقي بعدها لمدة عشرة أشهر من دون ظهور علني، وعلى الرغم من استمرار معاناته من صعوبات في الحركة، قام في الأشهر الأخيرة بجولات في كل أنحاء البلاد وبزيارات رسمية إلى الخارج.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
التكاني رحمون
المعلق(ة)
30 أغسطس 2023 18:54

لا شأن للمدرب بأسباب وسياق ومصير الأحداث التي تجري في الكابون لكن تشابك العلاقات المختلفة مع هذا البلد تقتضي إصدار بيان حدر متوازن موضوعي يأخذ العصى من الوسط حتى تتضح الرؤية وموازين القوى في منظومة السلطة داخل هذا البلد الشقيق علمآ أن هناك حضور قوي للمغرب أمنيا وماليا واقتصاديا وبشريا

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x