لماذا وإلى أين ؟

هل سيُـؤدي زلزال الحوز إلى ظـهور موارد طاقيــة جــديدة؟.. خبيـرٌ يُجيب

خلف الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب في 8 شتنبر 2023، وفاة ما يقارب 2946 شخصا وجرحى بالآلاف، فيما لا تزال الجهود متواصلة لانتشال ما تبقى من العالقين تحت الأنقاض.

و كما أن هذا الزلزال أخرج معدن المغاربة الأصيل، والذي تجلى في التضامن الأسطوري الذي جسدوه في قوافل تضامنية ممتدة إلى المناطق المنكوبة، ظهرت من هذه المحنة منح أخرى مثل انفجار ينابيع مياه و عودة المياه لبعض الآبار التي جفت لسنوات خلت.

زيادة على هذا، فقد كانت تقارير علمية تحدثت عن كون الزلازل العنيفة التي ينتج عنها تحرك كبير للقشرة الأرضية، قد تؤدي إلى حركية لموارد طاقية سائلة بالخصوص، مثل النفط، حيث سبق لمدير مديرية المشاريع في وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، بهجت العدوان، أن صرح في وقت سابق، أن “الزلازل التي ‏وقعت مؤخرا في تركيا و سوريا و إيران تؤثر سلبا على وجود النفط في الأردن.”، موردا أن الزلازل تعني تكسير الطبقات وخزانات النفط الموجودة في باطن الأرض، وتؤدي إلى تسرب النفط”، وأردف مبينا أن “كثرة الظواهر الطبيعية تؤكد وجود تسربات نفطية في ذات المناطق”.

هذه التصريحات، فضلا عن غيرها من التقارير العلمية حول الموضوع، تجعلنا نتساءل عن صحة هذه الفرضيات، وهل سيؤثر زلزال الحوز الذي ضرب المغرب بقوة لامست 7 درجات على سلم ريشتر على الموارد الطاقية للمملكة.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، محمد بن عبو، أن “ما يتبين من خلال الأبحاث التي صدرت في السنوات القليلة الماضية، أن معظم الزلازل تبقى ظاهرة طبيعية تحدث في مناطق نشطة زلزاليا، وهناك بعض الزلازل التي تم تسجيلها على المستوى الدولي، سواء مثل تلك التي تقع في الكويت أو الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تم التأكد منها بعد المسح الجيولوجي بأنها عبارة عن هزات زلزالية خفيفة لا تتعدى الدرجة الواحدة على سلم ريشتر”.

الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، محمد بن عبو

وأوضح بن عبو، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هذه الزلازل المذكورة يكون سببها حقن المياه المنتجة في آبار التصريف من أجل إنتاج الغاز الطبيعي أو النفط في الطبقات الجوفية، وهي التي قد تحدث هزات زلزالية، وهو ما أكده عدد من العلماء الأمريكيين فيما يخص تسجيل بعض الهزات الزلزالية منذ عشر سنوات شمال أمريكا، حيث تبين أن حقن الطبقات السفلى للكرة الأرضية بالمياه يمكن أن يؤدي لهزات زلزالية، وهذا في حد ذاته له تأثير كبير على الطبقات الجوفية، ما قد يعطينا عدة هزات زلزالية، والتي يمكن ترجيحها على أنها من صنع البشر”.

وشدد على أن “تأثير الهزة الزلزالية على الموارد الطبيعية على المستوى الوطني أو العالمي، فإن ما هو معلوم لحدود اللحظة أن البراكين هي التي تأتي بعدد كبير من الموارد الطبيعية، ويمكن أن تعطينا مستويات من الطبقات الجوفية”.

موردا أن “الزلازل هي الأخرى تعطينا إمكانية قراءة الطبقات الجوفية للأرض، وتعطينا فكرة عما يوجد داخل باطن الأرض، وانطلاقا من المسح الجيوليوجي يمكن أن نتعرف على ما تكتنزه الأرض من خيرات، سواء طاقية أو معادن أو كل ما هو من موارد طبيعية باطنية”.

وأكد الخبير نفسه، على أنه “لولا الزلازل لم يكن بإمكاننا أن نعرف هذه المعادن التي تتوفر عليها الكرة الأرضية اليوم، وهي التي توفر الرفاه والراحة والطمأنينة وسكينة دول العالم، ونتحدث هنا عن عدة موارد طبيعية تستعمل في وسائل الترفيه والتنقل والتي معظمها تصنع من المعادن، وهذه الزلازل هي التي تعطينا فكرة عن تكوين الطبقات الأرضية وماذا حدث خلال العصور السابقة وكيف كانت طرق عيش السكان الأصليين أو الذين مروا على عدة حقب جيولوجية”.

وأضاف أن “هذا الأمر يمكن أن يكون له تأثير كبير على الموارد الطاقية ويمكن أن يكون دليلا و إرشادا حقيقيا للمنقبين على الموارد الطاقية، حيث يمكن أن تعطيهم مؤشرات جد قوية على أماكن تواجد الموارد الطاقية المبحوث عنها، سواء كان غازا طبيعيا أو مشتقات النفط بصفة عامة”.

وخلص إلى أن “المغرب اليوم، انطلاقا من التنقيب عن عدد من مشتقات النفط أو الغاز الطبيعي، تبين أنه يتوفر على إمكانيات جد مهمة تمكنه من تحقيق السيادة الطاقية، بالإضافة إلى الانفتاح على الطاقات النظيفة كالطاقة الريحية و الشمسية والاعتماد على الطاقة المائية التي تبقى رهينة بالموارد المائية وبالسنوات المطيرة، يعني أنه كلما كان هنالك ملئ لحقينة السدود كلما كان هناك إنتاج حقيقي للطاقة الكهرومائية، وطموح المغرب والإرادة الملكية القوية ستجعلنا نصل إلى مجموعة من البرامج والمخططات التي نطمح لتنزيلها على أرض الواقع لتحقيق كل الأهداف المرجوة”.

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
19 سبتمبر 2023 12:18

قال كل شيئ ولم يقل شيئ عن السؤال المطروح.

مواطن مغربي
19 سبتمبر 2023 14:59

نعم يتوفر على عدة ابار للغاز قابلة للتسويق
ولكن المستفيد الأول منها هي الشركات التي قامت بالاكتشاف والتنقيب والحفر وهي من تملك 75 في المئة من العائدات.

متتبع
19 سبتمبر 2023 13:57

لا جواب عن السؤال

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x