لماذا وإلى أين ؟

صبري يكشفُ أسباب تحاشـي سانْـشيز مُـبادرة الحُـكم الذاتي في كلمته بالأمـم المُـتّحدة

اعتلى رئيس حكومة تصريف الأعمال بإسبانيا، بيذرو سانشيز، منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحدث فيها عن موقف بلاده من ملف الصحراء المغربية.

واكتفى سانشيز، خلال المناقشة العامة للدورة 78 للجمعة العامة للأمم المتحدة، بالقول، إن “إسبانيا تؤيد حلا سياسيا مقبولا للطرفين في إطار ميثاق الأمم المتحدة و قرارات مجلس الأمن، مشيدا بدور المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، ومبديا محافظة بلاده على إرسال مساعدات إنسانية لمخيمات  تندوف كما دأبت على ذلك”.

هذا الصريح حاولت جبهة البوليساريو أن تستغله لصالحها وأن تروج بأن إسبانيا تراجعت عن موقفها، لكون سانشيز لم يشر لمبادرة الحكم الذاتي التي دعمتها بلاده، فلماذا تجاهل سانشيز هذه المبادرة.

وفي هذا الصدد، يرى المحامي و الخبير في القانون الدولي و نزاع الصحراء، صبري الحو، الرئيس العام لأكاديمية التفكير الاستراتيجي درعة/ تافيلالت. أن “التساؤل الذي يطرحه الجميع هو لماذا لم يتجرأ سانشيز لتأكيد أو تأييد اعتراف إسبانيا لمبادرة المغرب للحكم الذاتي والذي اعتبرها الحل الأكثر جدية”.

وأوضح صبري في تصريح لـ”آشكاين”، أن “المقام يقتضي اختيار الكلمات التي تحيل على المعنى، ما يعني أن سانشيز يتواجد في منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسبق له أن أدلى في تصريحات لثلاث مرات وأكد نفس التصريح ولم يغير منه شيئا رغم تغيير سياق  الكلمة”.

المحامي و الخبير في القانون الدولي و نزاع الصحراء، صبري الحو، الرئيس العام لأكاديمية التفكير الاستراتيجي درعة/ تافيلالت

وشدد على أنه “يجب تفكيك توجيه قرارات مجلس الأمن بخصوص الحل والمراد الوصول إليه، باعتبار أن قرارات مجلس الأمن منذ 2018 تؤيد وتحث الأطراف إلى حل سياسي توافقي واقعي و عملي، و بيذرو سانشيز يؤيد هذه القرارات، حيث إن هذا التوجيه جلب على الأمم المتحدة انتقاد و شكوك الجزائر و رفضها لهذه النعوت، كما أدى إلى تنصل البوليساريو عن سابق تعهدها و اتفاقها بوقف إطلاق النار الذي أبرمته مع الأمم المتحدة، باعتبار أن هذه الأوصاف تنطبق أشد التطابق التام على مبادرة الحكم الذاتي”.

و استدل المتحدث على كلامه بـ”ما يستشف من نفس قرارات مجلس الأمن التي تشيد بواقعية المبادرة المغربية، ونفس الإشادة لجهود المغرب،  يعني أن وصف جهود المغرب من طرف لوائح و قرارات مجلس الأمن بأنها واقعية واجدة، بمعنى أن في تأييد بيذرو سانشيز لهذه القرارات الأممية بطريقة غير مباشرة فإنه يؤيـــد مباردة المغرب و يُباركها”.

وأكد على أن “المقام يختلف، باعتبار أنه في  الأمم المتحدة لا يمكن لبيذرو سانشيز أن يسير بسرعة تفوق سرعتها، دون أن ننسى المرحلة الدقيقة التي تمر منها إسبانيا، حيث كلف ملك إسبانيا رئيس الحزب الشعبي بتشكيل الحكومة، و الجميع يعلم أنه سيفشل وسيعجز في هذه المهمة”.

ولفت الإنتباه إلى أن “بيذرو سانشيز كان لَبِقا و دبلوماسيا، بحيث لا يريد أن يجر على نفسه انتقادا داخل إسبانيا، علما أن صوتين هما الفيصل الذي سيرجح سانشيز عن فيخو، وسانشيز لا يريد أن يفقد أي صوت من هذه الأصوات، و بالتالي يسير في نفس خط الأمم المتحدة تفاديا لأي انزلاق يمكن أن يجـر عليه انتقادا داخليا و ربما قد يفقد صوتا  كان في أمس الحاجة إليه، وربما كان ينتظر فشل فيخو ا ليتكلف بالمهمة”.

وخلص إلى أن “كلمة سانشيز ليست انقلابا و لا تعديلا في الموقف الإسباني، وليست تراجعا عنه، بل هو تعبير عن موقفها بطريقة ذكية غير مباشرة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Nasser
المعلق(ة)
23 سبتمبر 2023 15:15

Il faut être marocain pour s’évertuer à expliquer le discours d’un chef d’État étranger et lui tresser des lauriers. Etant entendu, par ailleurs, que ce dirigeant est aux commandes d’un pays qui occupe une partie du maroc!!!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x