2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ما دلالاتُ زيارة وفد فرنسي رفيع مدينة العيون في ظل الأزمة الدبلوماسية مع المغرب؟

زار وفد فرنسي وصف بـ”رفيع المستوى” يضم دبلوماسين وملحقين عسكريين بسفارة فرنسا بالرباط، مدينة العيون بالصحراء المغربية في ظل الأزمة الدبلوماسية التي تشهدها العلاقات المغربية الفرنسية منذ مدة ليست بالقصيرة.
وخلال زيارة الوفد الفرنسي إلى مدينة العيون، تم استقبالهم من طرف رئيس جماعة العيون، مولاي حمدي ولد الرشيد، وبعض نوابه وأعضاء المجلس الترابي، حيث قدم أمامهم عرضا حول تاريخ مدينة العيون ومراحل تطورها منذ اجلاء المستعمر الاسباني، وعرضا آخر حول المؤهلات والمشاريع التنموية التي تم تشييدها بمدينة العيون.
وتأتي زيارة الوفد، الذي ضم ملحقين عسكريين بسفارة فرنسا بالرباط إلى مدينة العيون، بعد ساعات من تغييب السفير الفرنسي بالمغرب، كريستوف لوكورتيي، عن لائحة السفراء الأجانب الذي استقبلهم الملك محمد السادس، أمس الاثنين، بالقصر الملكي بالرباط، لتقديم أوراق اعتمادهم كسفراء مفوضين فوق العادة لبلدانهم بالمملكة المغربية.
وتطرح زيارة الوفد الفرنسي، الذي ضم دبلوماسين وملحقين عسكريين بسفارة فرنسا بالمغرب، لمدينة العيون، عددا من التساؤلات، خاصة أن هذه الخطوة تأتي قبل أيام فقط من انعقاد جلسة مجلس الأمن بخصوص ملف الصحراء الذي سيقدم فيها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، تقريره السنوي، وقبل أيام من انعقاد جلسة المحكمة الأوربية بخصوص المنتجات الفلاحية المغربية القادمة من الأقاليم الجنوبية.
تفاعلا مع ذلك، يرى رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية؛ محمد بودن، أن زيارة وفد عن السفارة الفرنسية بالمغرب لمدينة العيون قد تكون مقدمة لتجديد النقاش المغربي ـ الفرنسي حول المرحلة القادمة، مبرزا أن تفسير أسباب هذه الزيارة يعتمد على التطورات التي ستحصل في المستقبل بين البلدين، وربما تعكس هذه الزيارة أن المغرب لديه علاقات إيجابية مع المؤسسات الثابتة في الدولة الفرنسية.

وقال بودن في حديثه لـ”آشكاين”، إن أي تطور إيجابي في العلاقات المغربية الفرنسية سيكون مرحبا به إذا كان تركيزه الأساسي والإستراتيجي منصبا على تطوير موقف فرنسي صريح بخصوص مغربية الصحراء، مضيفا، لكن في العلاقات الدولية ينبغي عدم المبالغة في ردة الفعل وكذلك عدم التقليل من ردة الفعل حول مثل هذه التطورات، لأن مستوى هذه الزيارة لا يمكنه أن يحدد بوضوح أن الأمر يتعلق بنهاية حقبة وبداية حقبة أخرى في العلاقات المغربية الفرنسية خاصة في مرحلة الرئيس ايمانويل ماكرون.
ويؤكد المحلل السياسي، أن الزيارة لها أهمية في إبراز الأهمية الجيوسياسية للصحراء المغربية على المحيط الأطلسي وارتباطها بغرب أفريقيا والساحل والصحراء، كما ستمكن الوفد الفرنسي من الإطلاع على مظاهر التنمية والاستقرار ومشاركة الساكنة المحلية في العملية الديمقراطية والفرص الاستثمارية بالصحراء المغربية، مشددا على أن هذه الزيارة قد تكون مفيدة للوفد الفرنسي الذي سينقل الرسالة لباريس، التي ربما دخلت مرحلة تأمل بخصوص موقفها من سيادة المغرب على صحرائه، في أفق مساهمة فرنسا في النقاشات التي ستجرى في شهر أكتوبر الجاري على مستوى مجلس الأمن تمهيدا لتبني قرار جديد حول ملف الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
ووفق رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، فإن فرنسا تدرك أن المغرب يتعامل في علاقاته معها من منطلق النصف المملوء والنصف الفارغ من الكأس في العلاقات، وإذا كانت العلاقات لها رصيد لا يمكن التغافل عنه فإنها محاطة بتطلعات ضرورية، وبالتالي فأي تعاطٍ إيجابي يمكنه أن يمثل علامة على تطور قادم، لكنه قد يتلاشى إذا كان غير مسنود بالالتزامات المطلوبة.
أما بخصوص الاستقبال الملكي للسفراء الأجانب لتقديم أوراق اعتمادهم كسفراء مفوضين فوق العادة لبلدانهم بالمملكة المغربية، فيرى متحدث “آشكاين”، أن الأمر يتم وفق ترتيبات برتوكولية وفي إطار أجندة جلالة الملك، لافتا إلى أنه بالرغم من أن الواقع الراهن للعلاقات المغربية الفرنسية يدفع إلى بعض الاستنتاجات بخصوص أبسط الإشارات بين البلدين، إلا أن السفراء الأجانب الذين جرى استقبالهم من قبل جلالة الملك سبق لهم أن قدموا نسخا من أوراق اعتمادهم لوزير الخارجية ناصر بوريطة قبل نهاية شتنبر 2022، عكس السفير الفرنسي.
وخلص بودن إلى التأكيد أن السفير الفرنسي استقبله وزير الخارجية المغربي في 30 دجنبر 2022، وقد وصل قبله سفراء لم يتم استقبالهم بعد من قبل الملك، وهم سفراء السويد والنمسا وسورينام واذربيجان والولايات المتحدة الأمريكية وجنوب السودان وأوكرانيا، مبرزا أنه بعد وصول السفير الفرنسي إلى المغرب حل سفراء البرتغال وبوركينافاسو وكمبوديا واستونيا وتايلاند والرأس الأخضر والبرازيل وفنلندا، ولم يتم استقبالهم بعد لتسليم أوراق اعتمادهم كسفراء مفوضين فوق العادة لبلدانهم بالمملكة المغربية، وفق المتحدث ذاته.