لماذا وإلى أين ؟

لعروسي يُحصِي الرسائل السياسية من اختيار المغرب لاحتضان القمة الروسية العربية

يرتقب أن يحتضن المغرب اجتماع منتدى التعاون الروسي العربي في دجنبر المقبل بمدينة مراكش، وفق ما صرح به وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عقب لقائه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

يأتي هذا الإعلان في خضم احتضان المغرب للاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي الممتدة من 9 إلى 15 أكتوبر الجاري، والتي فُهِمَ من الإبقاء على تاريخها ومكانها رغم الزلزال، أنها رسالة تضامنية مع المغرب وأنها تعزيز للثقة في المملكة وقدراتها على احتضان حدث دولي هام من هذا الحجم، وهو ما يحيلنا على التساؤل عن خلفيات احتضان المغرب لقمة الروسية العربية، وما إن كان هذا الاختيار فقط  من باب التضامن الدولي مع المغرب عقب الزلزال، أم أن الأمر يحمل في طياته رسائل سياسية أعمق من ذلك.

مدير عام مركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي

وفي هذا الصدد، يري مدير عام مركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي، أن “روسيا تعتبر شريكا اقتصاديا للمغرب، وحتى على المستوى الاستراتيجي، فالمغرب يحاول أن يتبنى سياسة متوازنة ومسالمة مع روسيا، خاصة وأننا شهدنا كيف كان الموقف المغربي في إطار التصويت على قرار الجمعية العامة لإدانة التدخل الروسي في أوكرانيا وكيف التزم المغرب الحياد”.

وأكد لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “المغرب يحافظ على مسافة واضحة من الصراع القائم بين الغرب وروسيا، خاصة أن الدور الروسي في قضية الصحراء هو دور بارز، من خلال محاولة كسب المغرب لروسيا بالمواقف الإيجابية في قضية الصحراء المغربية”.

وشدد على أن “روسيا تفكر في المغرب بمثابة شريك، لهذا فهي تتحرى الكثير من الدقة في عدم إثارة حفيظة المغرب في ملف الصحراء، وهو ما تبين من خلال العديد من المواقف”.

ولفت الانتباه إلى ان “اختيار المغرب لاحتضان هذا الحدث يدخل في إطار موجة التضامن العالمي مع المغرب بعد الزلزال، وهذا ما أكدته إرادة المنتظم الدولي، من خلال احتضان لقاء الاجتماعات الهامة التي عقدت قبل خمسين سنة في إفريقيا والآن تعود من بوابة مراكش”.

وتابع أن “هذه إشارة سياسية أيضا، لاعتبار المغرب شريكا لا محيد عنه في القارة الإفريقية، وهذه العقيدة أصبحت واضحة لدى الدول الغربية، بما فيها روسيا التي تعتقد أن المغرب طرف حقيقي لكل المبادرات التي يمكن لروسيا أن تقوم بها في المنطقة العربية”.

وخلص إلى أن “دور المغرب في القضية الفلسطينية ورئاسته للجنة القدس أمر هام في هذا الباب، طالما أن روسيا تحاول أن تقارب علاقاتها العربية من بوابة هذا اللقاء، وبالتالي فالدور الروسي في الصراع العربي الإسرائيلي مهم جدا، لأن روسيا تحاول أن تنقل الصراع من روسيا وأوكرانيا إلى منطقة الشرق  الأوسط، وبالتالي تستفيد من هذه المكانة وتعطي المغرب تلك القيمة الأساسية التي يمكن من خلالها أن تلعب روسيا دورا في القضايا العربية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x