2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ما رسائل إسرائيل من خريطة نتنياهو المبْتورة؟

استفز رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ بنيامين نتنياهو، المغاربة من جديد عبر إظهار خريطة المملكة المغربية مفصولة عن أقاليمها الجنوبية، حين أقدم خلال استقباله لرئيسةَ وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني ليمر، على استعراض خريطة يظهر فيها المغرب خلفه مقسما إلى قسمين بواسطة خط يفصل شمال المملكة عن جنوبها، في واقعة هي الثالثة من نوعها.
ويأتي هذا المشهد بعدما كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن مصالح وزارة الخارجية الإسرائيلية، أقدمت يوم الأربعاء 18 أكتوبر الجاري، على إخلاء سفارتها بدولة مصر و مكتب اتصالها بالعاصمة المغربية الرباط، مضيفا أن إسرائيل قررت نقل مبعوثين من “الدول الحساسة” إلى “دول أكثر أمانا”، في الوقت الذي تشهد فيه المملكة مظاهرات منددة بالحرب التي تشهدها غزة بفلسطين.
وحيث لا وجود للصدفة في السياسة والبرتكول المعتمد في اللقاءات الدبلوماسية، وأن كل شيء يكون مرتبا لبعث رسائل سياسية في اتجاهات مختلفة، يطرح السؤال حول رسائل إسرائيل من استعراض خريطة نتنياهو المبتورة للمرة الثالثة على التوالي.
تفاعلا مع ذلك، يرى رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية نبيل الأندلوسي، أن بتر الصحراء من تراب المملكة المغربية في الاستقبال الذي خصه نتنياهو لرئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، يحمل رسالة سياسية واضحة وابتزازا للمغرب بسبب مواقف هذا الأخير، الرسمي والشعبي، من “العدوان الأخير على غزة ومن الجرائم التي ترتكبها القوة القائمة بالاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومحاولة إبادته وتهجيره”.

وأوضح الأندلوسي في حديثه لصحيفة “آشكاين” الرقمية، أن الخريطة التي ظهرت فيها المملكة المغربية مقسمة إلى قسمين “لم تكن سابقا بمكتب المعني بالأمر ولم تظهر في الاستقبالات الأخيرة، بما في ذلك استقبال نتنياهو للرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني؛ ريشي سوناك”.
ووفق رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، فإن “حكومة نتنياهو لم تستوعب قوة علاقة المغرب بفلسطين وبمكانة هذه القضية في وجدان المغاربة، حكاما ومحكومين، قصرا وشعبا”، مشددا على أن “الاتفاق الثلاثي كان له سياق خاص ولم يكن أبدا توقيعا على بياض للقوة القائمة بالإحتلال بفلسطين المحتلة، بل إن جلالة الملك جعل القضية الفلسطينية في مرتبة القضية الوطنية الأولى، قضية الصحراء المغربية، وهي إشارة رمزية وسياسية لا تخلو من دلالة تأكيدا على عمق هذه العلاقة”.
وخلص الأندلوسي بالتأكيد أن السياسة الخارجية المغربية لها ثوابت وخطوط حمراء، مبرزا أن “إسرائيل بما تقترفه ضد الشعب الفلسطيني، واستمرارها في هذا المنهج يفرض على المغرب مناصرة الفلسطينيين ورفض وإدانة وإستنكار ما تقوم به إسرائيل من جرائم”، وفق تعبير المتحدث.
راسائل نتياهو المتظمنة لخريطة مبتورة والمتزامنة مع سحب قنصليته،وراءها ما وراءها واللقاءالاسرائيلي الفرنسي الذي توج بزيارة خاصة لماكرون للكيان في عز الحرب على غزة، ينم عن مكيدة ضد المغرب الذي ينتظر تقرير الامين العام في قضية الصحراء، وينتظر قرار المحكمة الاروبية المتعلق بالصحراء.