2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الفاتيحي: يُمكن أن يكون لإيران يدٌ في التفجيرات الإرهابية بالسمارة

استأثر سقوط مقذوفات متفجرة على مدينة السمارة، ليلة السبت/ الأحد المنصرم، بجنوب المغرب باهتمام الرأي العام الوطني، في ظل غياب أي تأكيد رسمي حول مصدر هذه المقذوفات التي أودت بحياة شاب وجرح ثلاثة أشخاص آخرين من بينهم حالتان حرجتان تم نقلهما للمستشفى العسكري بالعيون لتلقي العلاجات الضرورية، وفق ما أفاد به بلاغ الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون.
وإذا كانت أصابع الإتهام قد وجهت لجبهة ”البوليساريو”، بالضلوع في الحادث، فإن غياب أي تأكيد رسمي من جهة المغرب، يفتح الباب أمام العديد من التأويلات والكثير من القيل والقال، في انتظار ما ستكشف عنه التحقيقات التي تجريها السلطات المغربية المختصة في الموضوع.
ارتباطا بهذا الموضوع، يرى الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء المغربية، عبد الفتاح الفاتحي، أنه إذا ما تأكد أن هذه المقذوفات التي سقطت على أحياء مدنية بمدينة السمارة، صادرة من التراب الجزائري أو المنطقة العازلة، فإن ذلك بالضرورة سيغير من قواعد الاشتباك التي يعتمدها الجيش المغربي في مواجهة ”البوليساريو”.
وشدد الفاتيحي، ضمن سياق حديثه عن الواقعة لجريدة “آشكاين، على أن الجبهة، كما هو معلوم، إنما تحاول ذلك للرد على ما جاء في تقرير الأمين العام الذي أنكر تأثير التدخلات العسكرية لـ ”البوليساريو” ضد المملكة المغربية أو ضد مواقع عسكرية مغربية.
من جهة أخرى، فإن سياق هاته المقذوفات المتفجرة، يتزامن مع تصويت مجلس الأمن لتمديد ولاية جديدة لعثة ”المينورسو”، وخاصة بعد أن أفصحت روسيا على أنها ناقشت تعديلات مرتقبة مع ما ورد في مسودة الولايات المتحدة الأمريكية، وأكدت أن هذه المسودة ”غير متوازنة وأنها لم تتضمن التعديلة التي اقترحتها موسكو بدعم من الموزنبيق، وفق ذات الخبير دائماً.

وواصل مدير “مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية”، بقوله إن واقع هذه المقذوفات يسائل السياق الجديد، خصوصا إذا ما ”تنبهنا أيضا إلى تحولات يمكن لإيران أن تكون لها يد في الموضوع، خاصة وأنها هددت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها ستحرك وكلاءها من أجل الضغط على واشنطن في العديد من المواقع”.
وأبرز في نفس السياق أن جبهة ”البوليساريو”، كانت قد هددت المغرب أنها ستستعمل “درونات” التي مصدرها إيران، بعد زيارة دبلوماسية مكوكية قام بها وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى مالي والجزائر وموريتانيا، قبل شهور قليلة.
وشدد الفاتيحي على أن سياق وتوقيت استهداف أحياء سكنية بمدينة السمارة المغربية، قد “يراد به الرد على تقرير الأمين العام حول الصحراء حينما وصف الوضع الأمني بالمنخفض التصعيد، بعدما خرقت الجبهة الانفصالية الاتفاق العسكري لوقف إطلاق النار رقم 1”.
وكشف المتحدث أن تأثيرات هذا الفعل الذي لمحت الجبهة لمسؤوليتها عنه، “لا ينعكس على القرار بعدما أدخلت الولايات المتحدة مسودة القرار الأممي مرحلة الصمت رافضة إجراء أي تعديلات عليها”.
غير أن التحدي الذي تسعى جبهة” البوليساريو” لإدخال المنطقة فيه، وفق الفاتيحي دائماً، ستكون له “تداعيات وخيمة على الجبهة من الناحية العملياتية”، إذ يتوقع أن “يعاد تشكيل القرار العسكري المغربي المرتقب على قواعد اشتباك جديدة تستهدف ضرب البنى التحتية للجبهة بالمناطقة المتاخمة للمنطقة العازلة. وكذا بعد تقييم مواقع الاستهداف ونوعية الأسلحة المستخدمة وتعبئة المجتمع الدولي من مساعي الانفصاليين تهديد الأمن والاستقرار بالمنطقة”.
وخلص إلى أن استهداف أحياء مدنية في السمارة ستكون له تداعيات “خطيرة لأنه لأول مرة منذ تسعينيات القرن الماضي لم يستهدف العمق المغربي، الأمر الذي يتضمن مخاطر الأمن القومي للوحدة الترابية وهو ما يستدعي قطع اليد التي دبرت هذا الهجوم الجبان”.