2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

نوهت الجمهورية الفرنسية، الإثنين 30 أكتوبر 2023، خلال انعقاد محلس الامن، بمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته المملكة المغربية كمبادرة لحل ملف الصحراء، مشددة على أن “الوقت حان للانطلاق بهذا المخطط”.
وقال نيكولاس دي ريفيير، ممثل فرنسا لدى الأمم المتحدة، إن “باريس تذكر بدعمها التاريخي الواضح والثابت لخطة الحكم الذاتي المقترح من المغرب، مضيفا أن هذه الخطة موضوعة على الطاولة من سنة 2007، وقد حان الوقت للإنطلاق بها”، حيث دعت فرنسا من أسمتهم “أطراف النزاع” للإنخراط في حل برغماتي وواقعي ودائم يستند للتسوية ويدعم مجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مدينة “خرق وقف إطلاق النار” من طرف جبهة البوليساريو.
ويحيل هذا الموقف القديم الجديد -في ظل الازمة الدبلوماسية بين البلدين والتي بدأت مؤشرات نهايتها تتضح شيئا فشيئا- إلى التساؤل عن خلفيات دعم فرنسا للحكم الذاتي في مجلس الأمن، وما هي المؤشرات التي يحمل في طياته؟
في هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات الدولية، عصام العروسي، أن “القرار ليس متغيرا أو متحولا، تقريبا نفسه الذي تبنته فرنسا سنة 2007 بدعم مبادرة الحكم الذاتي على اعتبار أنها مبادرة جيدة وبناءة”.
ويرى لعروسي، مدير مركز منظورات للدراسات الجيو-سياسية والاستراتيجية، متحدثا لـ”آشكاين”، أن “التعبير عن هذا الموقف الآن، امتداد لنفس السياسة الفرنسية، وفرنسا ترى أن التشبث بنفس القرار من بعد 2007 إلى الآن، ثبات للموقف الفرنسي من قضية الصحراء المغربية”.

وشدد على أن “الفرنسيين يحاولون أن يوصلوا فكرة أن بلادهم أول من اعترف بالمبادرة وأكدوا على جديتها، وأن ما يتحقق الآن من قبيل الاعتراف بمغربية الصحراء والتأكيد على مبادرة الحكم الذاتي من طرف العديد من الدول، التحاق بحسبهم، بالموقف الفرنسي”.
وأشار إلى أن “فرنسا تعتبر هذه المواقف الجديدة مواقف مشجعة وتصطف مع الموقف الفرنسي الأولي والمبدئي، وفي اعتقاد قصر الإليزيه فإن الموقف هو تراكم واستكمال لكل الاعترافات السابقة بالمبادرة”.
وأردف أن الموقف الفرنسي ”قد لا يعني بشكل مباشر أن هناك تغييرا للمواقف أو أن هناك تقاربا مع فرنسا، فالأخيرة لم تقم بتغيير بعض المواقف الأساسية من قضايا حساسة جدا، من قبيل موضوع التأشيرات والهجرة والعديد من القضايا، خاصة مع أزمة بيغاسوس”.
ولفت الانتباه إلى “غياب إشارة واضحة في الموقف الفرنسي، لأنه يصعب التراجع عن هذا القرار ودعم مبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها الوحيدة الموجودة على الأرض، وأنها لا تتناقض مع توجه الأمم المتحدة التي أصبحت تذهب الآن في اتجاه التسوية السياسية ولا يدعم المقولات السابقة للبوليساريو على خلاف الموقف الروسي ودولة أخرى إفريقية امتنعت عن القرار، على اعتبار الاصطفاف الروسي مع الجزائر في هذا الموقف”.
وخلص إلى أن فرنسا ”تؤيد الحكم الذاتي لأنه يتماشى مع القرارات الأممية ذات الصلة، خاصة القرارات الست الأخيرة. ومنذ 2018 إلى الآن، فإن هذه القرارات تعتبر أن التسوية السياسية والطاولات المستديرة التي قد تجمع الفرقاء والاعتراف بضلوع الجزائر في تعقيد الملف، والمقاربة الأممية التي تؤمن أن حل النزاعات يتم من خلال بوابة التنمية والتنسيق والشراكات الوازنة، بدل الدخول في حالات صراعية لا تنتج إلا الخراب والفوضى في المنطقة”.