لماذا وإلى أين ؟

الجزائر مع إسرائيل ظالمة أو مظلومة

نورالدين زاوش

مرت أكثر من عشرة أيام والآلة الإسرائيلية تُمْعِن في الشعب الفلسطيني الأبي تقتيلا وتنكيلا وتهجيرا؛ ورغم أن الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، لم يخرج من الدولة “القارة” مواطن جزائري للتنديد بالمجازر الوحشية، إلى أن خرج مجلس الدولة الفرنسي برفض قرار الحكومة الفرنسية القاضي بحظر المظاهرات المساندة لفلسطين، أنذاك فقط خرج العسكر الجزائري بزي مدني ليتظاهر بأنه يتظاهر مع فلسطين الظالمة أو المظلومة.

لا أحد يستطيع أن ينفي، أو حتى أن يشكك، في أن الجزائر ليست دولة بالمعنى الحقيقي للدولة، فقراراتها ومواقفها وكل جزئية من تفاصيل حركاتها وسكناتها إنما يصدر من قصر الإليزيه “رضي الله عنه”؛ وبالتالي، فإن الجزائر بطبيعة الحال مع إسرائيل ظالمة أو مظلومة، وإلا كيف نفسر كون الرئيس تبون، في هذه الآونة التي تحتاج إلى مواقف حازمة، لا يظهر إلا مرة واحدة وهو يستقبل سفير الدولة الفرنسية التي تساند إسرائيل قلبا وقالبا؟ وكيف نفسر أن الخارجية الجزائرية ابتلعت لسانها بعد قصف مستشفى المعمداني؟ بل كيف نبرر غياب الجزائر عن القمة العربية-الغربية التي أقيمت في مصر؟ إن لم يكن الخوف الشديد من إصدار المواقف الجريئة التي لا توافق عليها الجمهورية الفرنسية المالك الحقيقي لعقار الجزائر.

حينما فاز المنتخب الجزائري على نظيره المغربي في مباراة لكرة اليد خرج تبون “رضي الله عنه” بمليون ونصف تبريكة لمنتخبه المغوار؛ إلا أنه توارى عن الأنظار حينما قتَّلت إسرائيل بضعة آلاف من الفلسطينيين وجرحت عشرات الآلاف أغلبهم نساء وأطفال، ومازالت اللائحة مرشحة لاستقبال المزيد؛ مما يدل على أن مباراة ينتصر فيها على “المروك”، أفضل لدى الرئاسة الجزائرية مليون مرة من فلسطين ومن القدس والأقصى ومن قضايا الأمة جمعاء.

لم يقف العهر والجبن والنذالة والانحطاط لدى الجزائر عند الموقف غير المبالي بالقضية الفلسطينية؛ بل صارت المنقذ الأول للكيان الصهيوني الغاشم، والعون الرئيسي له لقتل الأطفال الفلسطينيين وتهجيرهم؛ فحينما وقَع هذا الكيان في أزمة غاز خانقة بعدما رفضت مصر تزويده به؛ لم يجد من ينقذه من هذه الورطة غير القوة الضاربة التي نشرت الإسلام في أوروبا، والتي كانت مهد كل ديمقراطيات العالم، على حد تعبير تبون. ومع ذلك كله، علينا أن لا نتسرع في الحكم على الجزائر، وأن نحسن الظن بها، فلعلها تريد بما فعلته أن تنشر الإسلام في غزة.

عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
عبده
المعلق(ة)
4 نوفمبر 2023 16:26

يدبرو راسهم. ماشي سوقنا. خليونا عا مع مشاكلنا ارتفاع اسعار الخضر والفواكه و ربطها مع ارتفاع ثمن المازوت اضراب التعليم اقتطاعات الرعاية الاجتماعية البوليزاريو البطالة… القضية كتزيد تحماض

فريد
المعلق(ة)
4 نوفمبر 2023 07:13

السلطات الجزائرية تعلم كل العلم أنها لو تركت للشعب حرية التظاهر فأغلب المظاهرات ستتحول من جديد إلى “حراك” الذي كان سببا في رحيل بوتفليقة،هذا الرحيل أعاد العسكر بقوة إلى الحكم والذي يعني أن كل الأصوات المعارضة يتم سجنها بتهمة الإرهاب أو مس أمن الدولة أو…التهم المتداولة في كل الأنظمة الأوتقراطية.جزائر تبون “الفلسطينية” إنتظرت مايقارب أسبوعين على بداية الهجوم على غزة لتسمح للجزائريين بالتظاهر يوم خميس بدل الجمعة الذي هو عطلة وقررت وقف بطولة كرة القدم خوفا من الجمهور ثم عادت للسماح بإستمرارها ولكن بداية من 17 نونبر فما الذي تغير؟.هناك أصوات ترتفع في أروبا تشير إلى إرتباط الجزائر بروسيا ثم دفاعها عن حماس العدو الأول لإسرائيل والغرب،أي أن الجزائر المعول عليها لتعويض الغاز الروسي تُعاكس السياسة الأروبية أي أنها دولة لايمكن الثقة فيها وبالتالي يجب البحث عن بديل آخر يزود القارة بالغاز وتبون فهم الأمر وبدأ “إيهبط كْواريه” بالترخيص للأنشطة الثقافية والرياضية ثم بإعادة سفيره إلى مدريد رغم أن خارطة طريق التي وقعها سانشيز مع المغرب لازالت سارية المفعول،ثم بالتقليل من مهاجمة فرنسا والتي سيقوم تبون

اسماعيل
المعلق(ة)
3 نوفمبر 2023 23:42

احسنت الوصف ايها الكاتب ، وباختصار اتق شر من احسنت اليه

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x