لماذا وإلى أين ؟

صانعة الخبز…الفلسطينية

محمد طه

لا أملك أنا الجبان لفلسطين غير الدعاء والنحيب والألم يعتصر القلب لتوالي أخبار الحرب والقتل في غزة.صور أشلاء غالبيتها لأطفال من امام المستشفيات كانوا يرتجون اخبار عن تحسن حالة مريض قريب أو عزيز سبقت اليه قنابل الموت المهداة من امريكا وفرنسا والانجليز وربما من جهات اخرى..

أطفال ونساء وشيوخ ورجال ايضا ولكن بشكل أقل ،ببساطة لان الرجال أغلبهم التحقوا بالانفاق لاصطياد عسكر العدو او يقدمون المساعدة الطبية للضحايا ،ومنهم من يقود سيارات الإسعاف لإجلاء الجرحى الى معبر رفح قبل أن تلتحق بهم صواريخ غبية ظنا منها ان سيارات الإسعاف هذه عوض نقل المرضى أو الجرحى إنما تنقل أنفاق حماس لتهربها عبر المعبر الى خارج أرض القتل.

لا أملك الى التنهد والتأسي وضع مقرف بقدر ما هو مؤلم بقدر ما أقول أنا الجبان اللهم نجينا من هذا المصاب.

على التيك توك اتابع فيديوهات الحرب اليومية لأن فيها بعض العزاء لكون أغلبها امتدت اليها أيدي الصناعة السينيمائية لمناضلين حالمين .. هنا فيديو يقول ..كتائب القاسم تدمر مركبة إسرائيلية.. وهنا صورة لجندي أسير من الطرف الآخر.. وهنا خطاب للسيد يتوعد ويعيد.. وهنا عبد الباري عطوان يقول اس ائيل انهزمت يا إخوان…اسرائيل ماعادش لها لزمة.. وهكذا أستطيع أن أزيح عن قلبي بعض الغبن، قبل أن أعوذ الى قناة الجزيرة فأجد أن اليهود دمروا مدرسة ومسحوا مجمعا سكنيا وأسقطوا مستشفى وأن قنبلة واحدة دمرت بنايات وارسلت الى الموت الف الف روح …

وفي بي بي سي أتابع تصريح لقادة الامريكان والغرب مفاده أن الحرب لا يجب أن تتوقف ولو لهدنة انسانية لأن هذه الهدنة ستستفيد منها حماس …ياآ الله..يا آ الله .. هذه الشراسة لم تشهدها جميع الحروب والاعتداءات السابقة  …والغرض ليس القضاء على حماس المقاومة، ولكن تطهير عرقي يرمي الى محو الانسان الفلسطيني والعربي والمسلم كن على أرضه، حتى تحقق اسرائيل ذلك الحلم الذي خلقت له .

منذ زمان منذ ماقبل الحرب العالمية الأولى دبر المخططون بلدا لليهود وتبث هذا البلد بعد الحرب العالمية التانية ونالت اسرائيل صفة الدولة في سبع واربعين وفقدت فلسطين صفة الدولة منذ ذلك الحين…والتاريخ والجغرافية والقانون الدولي وغير الدولي يعرفون ان تلك أرض فلسطين ..لكننا ضعفاء يصهل في وجهنا القوي المتجبر ويقول من حق اسرائيل أن تدافع عن نفسها ..ولن نوقف الحرب او أن الحرب لم تنه المراد منها بعد؟؟؟

الحرب لم تنطلق في السابع من أكتوبر ولا السنة الماضية ولاقبل عشرة أعوام والقتل تاريخ والاطفال والعوائل شردت والاشلاء بعثرت منذ زمان والخوف والجبن والعجز سكن قلوبنا من زمان…ولانرجو الا جيلا جبارا مثل ما نطالع عن اخبار صلاح الدين الأيوبي والقائد بيبرس وقبلهم معاوية وعمر، أو لانرجو الا ان تقوم الساعة فيؤول كل قوم الى مآله بمثل ماوعدنا السلطان .

انا الجبان عندما أتعب من متابعة الأخبار على الفضائيات أعوذ للتيك توك أطالع أخبار صانعة الخبز او العيش البلدي الفلسطيني..التي اوقدت نارا تحث التنور في شارع مدمر عن آخره وراحت تصنع خبزا للأطفال والجوعى والفارين من لهيب القصف والنار والصواريخ ولاتبالي لكل هذا الجحيم ،همها الوحيد صناعة الخبز الى ان تلقى ربها شهيدة تحث وابل قصف او صاروخ يدمر الدمار مرة تانية .

اردت ان أغير الفضاء وأخرج لأتمشى او أشرب قهوة على رصيف أطالع فيه الوجوه فسمعت من يقول لي يارجل ،هون على نفسك فهذه لعبة لسنا فيها أطراف..اولا نحن امازيغ لاعلاقة لنا بالعرب وفلسطين مشكلة العرب !!تانيا حماس جزء من سيناريو مخدوم للقضاء على الباقية البقية..هجوم حماس في السابع من أكتوبر انما كان مرسوم له حتى تجد أسرائيل دريعة لحرق الارض ومن عليها !!!!ثالتا حماس تتبع لحزب الله وحزب الله تتبع لإيران وايران ضدنا وضد وحدتنا الترابية …وأضاف العالم سيكون احسن بذون حماس..ولكل حرب ضحاياها وكفى.. !!! أحسست بنبضات قلبي ترتفع واسناني تصطك والرعشة تنتابني بفعل هبوط حاد في السكر اللعين فهرولت من فوق مجلسي ذون ان انتبه لجالسي وناذل المقهى يطاردني مطالبا بثمن الفنجان الذي طفحت، ولم أهدئ ابا بعدما جلست الى قطة في الزقاق الى مسكني تموء وتبحث عمن يطعمها فجريت الى دكان الحي حيث ابتعت علبة طونة جعلت تلتهمه وتتمسح بي وكأنها تقول شكرا شكرا إن للجوع لوعة لايطفئها الا الشبع…وتذكرت من جديد صانعة الخبز فقلت في نفسي بارك الله فيك وفي تجلدك بين أبناء جلدتك ،اما انا فلست الا جبان هنا بعيدا عن فلسطين قريبا من أحزاب لاتصلح الا للانتخابات التي تؤهل قيادات تقول ان الحرب خدعة وسياسة وتازة قبل غزة ومصلحتنا العليا حفظا لبلادنا شبيهة بمصلحة بلدان اخرى قريبة او بعيدة ولو كانت اسطمبول…

ولجت بيتي توضأت للصلاة تناولت بطاطا كأيها العرب وحبة اسبرين ووضعت سماعة على اذني اتابع وثائقي صوتي حول الحرب العالمية الأولى وقصة مقتل فيرديناند ولي عهد النمسا وخلدت لنوم طويل ومزعج في نفس الوقت ..ولم استفق الا بعد ساعات وجدت ان اليوتوب نقلني الى شريط أغنية تافهة مطلعها زيد دردك عاود دردك زيد دردك عاود دردك.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x