الإطار المؤسساتي للدول الأطلسية .. تنويع للشركات أم بديل عن الاتحاد المغاربي؟
أعلن الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء الذي صادف أمس الاثنين 06 نونبر الجاري، عن إطلاق مبادرة إحداث إطار مؤسسي، يجمع الدول الإفريقية الأطلسية الثلاثة والعشرين، بغية توطيد الأمن والاستقرار والازدهار المشترك.
ويرى الملك أن “المشاكل والصعوبات، التي تواجه دول منطقة الساحل الشقيقة، لن يتم حلها بالأبعاد الأمنية والعسكرية فقط؛ بل باعتماد مقاربة تقوم على التعاون والتنمية المشتركة”، وهو ما يطرح أسئلة حول المبادرة الجديدة.
ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن مبادرة إحداث إطار مؤسسي يجمع الدول الإفريقية الأطلسية الثلاثة والعشرين تندرج في إطار عودة المغرب إلى عمقه الإفريقي وفي إطار سياسته التي ترتكز على تنويع الشركات، يعتبر البعض الآخر أن إحداث الإطار الذي يجمع الدول الإفريقية الأطلسية رد على موت الإتحاد المغاربي وإجابة على عدم تفاعل الجزائر مع دعوات المغرب من أجل إنهاء الخلافات السياسية والشروع في بناء الإتحاد المغاربي.
في هذا الإطار، يرى رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، نبيل الأندلوسي، أن توجه المغرب لإطلاق مبادرة إحداث إطار مؤسسي يجمع الدول الأطلسية الثلاثة والعشرين، كما ورد في الخطاب الملكي، هو توجه لتكريس جهود المملكة المغربية على مستوى القارة الإفريقية، تعزيزا للبعد الأطلسي للمملكة من جهة، وإستثمارا لآليات التعاون الدولي بشكل عام في علاقة المغرب بشركائه، خاصة على مستوى الغرب الإفريقي.
وأوضح الأندلوسي في تصريح للصحيفة الرقمية “آشكاين”، أن هذا التوجه يندرج، بلا شك، في إطار تنويع شركاء المملكة والتحرر من الآليات التقليدية للشراكة وعدم الاقتصار على الشركاء التقليديين”، مشيرا إلى أنه يهدف لتعزيز تموقع “المغرب ـ التنموي” إفريقيا ويحقق تكتلا إقتصاديا يخدم الدول الإفريقية الأطلسية بالدرجة الأولى وفق مقاربة رابح ـ رابح.
ووفق الأندلوسي فإن إعلان هذه المبادرة هو بمثابة جواب سياسي على مناورات جبهة البوليساريو الإنفصالية وداعميها من أقطاب النظام الجزائري، مفادها أن المغرب يمارس كامل سيادته على أراضيه بالصحراء المغربية، وأن مناوشات الخصوم لا تثنيه عن الإستمرار في سياسة أوراش التنمية والبناء والمشاريع الكبرى.
أما بخصوص الإتحاد المغاربي، فيؤكد المتحدث أنه مجرد “فكرة” أو “حلم للشعوب المغاربية” وليس تنظيما فاعلا، أي أنه تنظيم ولد ميتا بسبب الصراع والتوتر القائم بين المغرب والجزائر، مشددا على أنه لا يمكن الرهان عليه في الظروف الحالية إلا إذا حل الإشكال المفتعل حول الصحراء المغربية.
وخلص الأندلوسي إلى أن المغرب بمثل هذه المبادرات القائمة على تعزيز قيم التعاون الإقليمي، “يقدم نفسه كقوة صاعدة تملك طموح تحقيق التنمية المشتركة بما يخدم مصالح شعوب المنطقة، وكقطب للتنمية على مستوى الغرب الإفريقي”، وفق تعبير المتحدث.
Oui. Les 23 autres pays vont défiler à rabat au garde à vous ?