لماذا وإلى أين ؟

لعروسي: هكذا ستقطع مبادرة الملك الأطلسية الطريق على الأطماع الجزائرية

اقترح الملك محمد السادس “إطلاق مبادرة على المستوى الدولي، تهدف إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي”، لتفادي “المشاكل والصعوبات، التي تواجه دول منطقة الساحل الشقيقة”، والتي قال إنه “لن يتم حلها بالأبعاد الأمنية والعسكرية فقط؛ بل باعتماد مقاربة تقوم على التعاون والتنمية المشتركة”

واعتبر الملك بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، أن “نجاح المبادرة يبقى رهينا بتأهيل البنيات التحتية للدول الساحل، والعمل على ربطها بشبكات النقل والتواصل بمحيطها الإقليمي”، مشيرا إلى أن “المغرب مستعد لوضع بنياته التحتية، الطرقية والمينائية والسكك الحديدية، رهن إشارة هذه الدول الشقيقة؛ إيمانا منا بأن هذه المبادرة ستشكل تحولا جوهريا في اقتصادها، وفي المنطقة كلها”.

وفتح الملك بالمبادرة الدولية لإنهاء المشاكل الأمنية في منطقة الساحل، الباب أمام تساؤلات تتمركز عما سيستفيده المغرب منها.

في هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات الدولية، عصام العروسي،  أن “ما قدمه صاحب الجلالة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء هو  مبادرة بناءة وجيدة على مستوى الجيوسياسي”.

الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات الدولية المدير العام لمركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي

وأبرز أن “المبادرة قراءة متمعنة جدا لواقع الصراعات في المنطقة، خاصة أن قضية الصحراء المغربية محسومة من خلال مجموعة من المقاربات التي استخدمها صاحب الجلالة والتي وظفها في إطار تنمية المنطقة، ما يعني أن المسألة منتهية بالنسبة لجلالة الملك من خلال مغربية الصحراء ودعم المقاربة التنموية والمشروع التنموي”.

وشدد لعروسي، في تصريحه لـ”آشكين”، على أنه “من بوابة هذه المقاربة التنموية، فإن جلالة الملك محمد السادس عالج الأبعاد الجيوسياسية للمنطقة من خلال التعاطي بشكل آخر مختلف مع الدول الإفريقية، خاصة المطلة على المحيط الأطلسي أو التي ليس لها أيضا منفذ على الأطلسي”.

ويرى المتحدث أنه “من خلال هذه المبادرة فإن المغرب يعبر عن إرادته في إدماج الدول الإفريقية في مسلسل التنمية، مجاليا واقتصاديا واجتماعيا، ومن خلال تنمية قطاع الصيد البحري، وقطاعات أخرى”.

ولفت الانتباه إلى أن “المغرب سيكون بمثابة العراب لهذه المبادرة من خلال توفير أرضية مناسبة وكل  الدعم اللوجستي لهذه المنطقة الغنية والزاخرة بالخيرات، وبالتالي فهي تحتاج لمثل هذه المبادرة وإعطاء الأهمية الجيوسياسية للمحيط الأطلسي، بعد أن شغل البحر الأبيض المتوسط، كمجال جيوسياسي، العديد من الدراسيات والأبحاث والمبادرات واللقاءات على العديد من المستويات، والآن الملك محمد السادس يعطي الأهمية للدول الإفريقية لاقتسام هذا المجال الحيوي”.

وتابع أن “المغرب من هذا الباب يحاول أن يوظف المقاربة التنموية، من خلال تنمية القارة الإفريقية، التي يعتبراها دائما، بمثابة الرافعة لحل حتى الأزمات البنيوية والصراعية في المنطقة، كما يجعل المنطقة في إطار التكتلات والإندماجات وقطع الطريق على بعض من يفكر في أن هذا المنفذ هو منفذ صراعي، كالجزائر، التي تعتبر في إحدى مبادرات بضرورة الولوج إلى المحيط الأطلسي هو من بين أهدافها المسطرة وهو غايتها من خلال إذكاء فتيل البوليساريو”.

وأضاف أنه “بهذه المبادرة وهذا التكتل، هناك عدة أبعاد جيوسياسية تتحقق، اولها البعد التكتلي والإندماجي مع القارة الإفريقية وتنمية المجالات والخيرات التي يتمتع بها المغرب، والاستفادة من الخيرات التي تتمتع بها إفريقيا، وتعزيز التعاون جنوب-جنوب”.

وخلص إلى أن “ثالث الأبعاد الجيوسياسية التي ستتحقق هي قطع الطريق على كل من يعتقد أن هذا المجال بالإمكان الظفر به أو الدخول فيه أو فرض كيان مليشيا إنفصالية غير معترف بها لخلق البلبلة، ما يعني أن هذا المشروع بمثابة إجماع، وسيمكن من خلف بدائل حقيقية من طرف الملك محمد السادس، وهي تتماشى مع مبادرة الحكم الذاتي التي هي الوحيدة على الأرض والقادرة على وضع نقطة نهاية لهذا الصراع المفتعل لقضية الصحراء المغربية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Agrzam
المعلق(ة)
8 نوفمبر 2023 13:47

مختصر الكلام …عاش المغرب ولا عزاء للخونة والحاقدين …

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x