لماذا وإلى أين ؟

براجع: الأساتذة ليسوا دُمًى كي يتحكم فيهم النهج (حوار)

وُجهت اتهامات لحزب النهج الديمقراطي العمالي بالوقوف وراء تأجيج الأوضاع في قطاع التعليم المتأزم منذ شهور، وذلك رغبة منه في ”تصفية حساباته مع الدولة عبر هذا الملف”، سواء عن طريق ذراعه النقابي (الجامعة الوطنية للتعليم) أو عبر تنسيقيات يتحكم فيها تيار الحزب.

جريدة ”آشكاين” أجرت حوارا من ثلاثة أسئلة مع جمال براجع، الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي، لمعرفة حقيقة الاتهامات الموجهة لـ ”الرفاق” وأيضا موقفه من أزمة التعليم، وسبب غياب الحزب ذي التوجه اليساري عن المشهد، في ظل ما يجري.

وفي ما يلي نص الحوار:

كيف تنظرون إلى أزمة التعليم الحالية؟

هذا حراك تعليمي لديه مبرراته الواقعية التي تتمثل في مشاكل ووضعية نساء ورجال التعليم والوضعية الكارثية التي تشهدها المدرسة العمومية من خلال تطبيق سياسات ليبرالية متوحشة، عبر صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، الذي يسعى إلى خوصصة التعليم وتحويل المدرسة إلى مقاولة، واعتماد معايير تقنية في المردودية، وبالتالي محاولة تحويل نساء ورجال التعليم إلى مجرد أدوات فاقدة للكرامة وللإنسانية وغير ذلك.

نحن نعتبر على أن هذا الحراك التعليمي، أسسه وخلفياته وأسبابه كامنة في الأوضاع التي تكلمت عنها مسبقا، وفي الأوضاع المرتدية لرجال ونساء التعليم… والظلم والحكرة التي يتعرضون لها. إضافة إلى غياب الشروط المناسبة للممارسة التربوية والبيداغوجية داخل المؤسسات التعليمية العمومية…

وأيضا عدم استجابة الحكومة لمطالب نساء ورجال التعليم ونهجها لسياسة التعنت و التماطل والمراوغة والهروب إلى الأمام.

إذن هذه هي الأسباب الحقيقية للأوضاع الراهنة في التعليم..

ما صحة الاتهامات الموجهة للحزب حول تأجيج الأوضاع في التعليم؟

تحميل المسؤولية للنهج إهانة صارخة  لنساء ورجال التعليم، وكأنهم دمى

كل ما يتم الترويج له كلام ”فارغ”، لا أساس له من الصحة، نحن حزب سياسي يحترم استقلالية الإطارات سواء النقابية أو الحقوقية أو التي نشتغل فيها. بالنسبة للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي مستقلة؛ ولديها مؤسساتها التي تتخذ القرارات. وبالنسبة إلينا فعلاقتنا بهذه النقابة علاقة تفاعل مع المجتمع المدني الذي نناضل معه في الساحة.

الاتهامات الموجهة إلينا مجرد محاولة لشيطنة الحراك التعليمي، وهذا أسلوب مخزني معروف، وجميع الحراكات يتم تخوينها وشيطنتها بمثل هكذا تهم.

هي محاولة أيضا لتأليب الرأي العام على نساء ورجال التعليم، خاصة بعد رفضهم للاتفاق الموقع بين الحكومة والنقابة (10 دجنبر)، وذلك رفضهم سابقا للنظام الأساسي، لأنه لا يستجيب للحد الأدنى من المطالب، خاصة في الملفات الكبرى كملف التعاقد، حيث الدولة تسير في اتجاه فرضه وبالتالي تكريس الهشاشة وتكريس التوظيف بالعقدة. وهناك ملف أساسي آخر، إضافة إلى ملفات أخرى، وهو ملف خارج السلم، وحرمان فئات متراكمة منذ سنة 2011.

تحميل النهج الديمقراطي العمالي المسؤولية فيما يقع، في الحقيقة يُشكل إهانة صارخة وتبخيس واستصغار لنساء ورجال التعليم، وكأنهم مثل الدمى، يتم التحكم فيهم بهذه الطريقة، رغم أنهم فئة معروفة تاريخيا أنها مناضلة ومتنورة داخل المجتمع… والأمر يسئ لمن يروجون لذلك أكثر مما يسئ لغيرهم.

طيب، ولماذا غاب حزب النهج عما يجري حاليا؟

بالعكس، بالنسبة لنا في حزب النهج الديقراطي العمالي مواقفنا حاضرة في مسألة التعليم، وأصدرنا عدة بيانات في الموضوع، وكتبنا عدة افتتاحيات في الجريدة التابعة للحزب، حول التعليم والقضايا المرتبطة به، كما خصصنا ملفا خاصا في الجريدة ذاتها حول النظام الأساسي الذي تريد الدولة أن تفرضه.

أما مواقفنا، فنعتبر، منذ ظهور النظام الأساسي، أنه لا يستجيب للحد الأدنى لمطالب نساء ورجال التعليم واعتبرنا على أن مطالب نساء ورجال التعليم مطالب مشروعة، وأنه لا يمكن إصلاح التعليم في غياب رؤية شمولية وشاملة، وفي ظل غياب تغيير مجتمعي شامل. لكن، مرحليا، يجب أن ينصب النضال من أجل ضمان تعليم عمومي مجاني وجيد وإنصاف نساء ورجال التعليم بتلبية مطالبهم العادلة والمشروعة بما يحترم كرامتهم/ن.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
14 ديسمبر 2023 12:47

النهج او غير النهج كل من يجد التربة خصبة لتمرير أجندته لن يتردد في إشعال الفتيل، فلا تضعو رؤوسكم في الرمال فليس هناك دخان بدون نار.

متتبع
المعلق(ة)
13 ديسمبر 2023 23:14

كلام هذا السيد كله كذب وبهتان لاتوجد نقابة اسسها حزب تعمل مستقلة هذا كلام للاستهلاك ولاينطلي الا على البلداء هذه النقابة تتحرك بتخطيط من حزبه الذي لم يستطع تحقيق اهدافه كحزب فلجأ الى تكوين نقابة وجدت الارض خصبة بفضل تنسيقيات تم تفريخها بشكل فوضوي.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x