لماذا وإلى أين ؟

ما أثر تصريحات ساركوزي على موقف بلاده من مغربية الصحراء؟.. لعروسي يجيب

يواصل مسؤولون فرنسيون سابقون إحراج نظرائهم الحاليين بلادهم ووضعهم موقف محرج، من خلال خرجات إعلامية تدعوهم إلى الدعم الصريح للوحدة الترابية للمغرب بالاعتراف بمغربية الصحراء، وهو ما فعله الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، أول أمس الأربعاء 13 دجنبر الجاري، بالرباط، حينما قال إنه “لا يوجد سوى حل واحد ذي مصداقية للنزاع حول الصحراء، وهو الحل الذي تقدم به المغرب”.

وأضاف ساركوزي، خلال حفل خصص لتقديم كتابه الأخير الصادر تحت عنوان “زمن المعارك”، وحضره على الخصوص، مستشار الملك، أندري أزولاي، وسفير فرنسا بالمغرب، كريستوف لوكورتييه، والعديد من الشخصيات المرموقة من عالم السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والثقافة، بأنه “مقتنع بمغربية الصحراء”، معربا عن “أمله في أن تتمكن أوروبا من بلوغ هذه الحقيقة تماما مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية”.

هذه التصريحات الصادرة من الرئيس الفرنسي السابق، تضعنا أمام تساؤل حول أثرها على موقف فرنسا الرسمية في تعاطيها مع ملف الصحراء المغربية.

المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية وتسوية النزاعات والشؤون الأمنية، عصام لعروسي، يعتبر أن “تصريحات الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي بالنسبة لمغربية الصحراء والتأكيد عليها، رأي شخصي له وزن على المستوى الشعبي والسياسي غير الرسمي، طالما أن ساركوزي لا يتحمل أي مسؤولية رسمية في الجمهورية الفرنسية”.

ويرى لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الأهم بالنسبة للمغرب هو أن ينتقل هذا الزخم، زخم الاعتراف، إلى كل المؤسسات الرسمية الفرنسية وأن تعبر عن إرادتها المطلقة والحرة في التعبير عن مغربية الصحراء على غرار المواقف الواضحة للولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا”.

وأكد المتحدث على أن “المغرب ينتظر دائما من فرنسا الكثير، خاصة أنها من الدول التي آمنت وأعطت أهمية كبيرة لمبادرة الحكم الذاتي، ما يجعل المغرب يتأمل من الشريك الفرنسي أن يترجم هذه الإرادة إلى موقف واضح وصريح بالنسبة لمغربية الصحراء”.

وأوضح أن “التعبير عن بعض التصورات كمثل ما قام به ساركوزي بشأن مغربية الصحراء، فهو يعكس وجهة نظر الدبلوماسية الموازية، أو الدبلوماسية العامة، التي تدخل في إطار محاولة الإقناع والتأثير على دواليب السلطة، أو حتى على الرأي العام الفرنسي حتى يكون على بينة من أن قضية الصحراء المغربية قضية محورية في الشراكة الفرنسية مع المغرب”.

وثمن لعروسي “مثل هذه الخرجات الإعلامية لسياسي جدير بالاحترام، وهو الرئيس الفرنسي السابق، والأمل أن يكون لها تأثير حقيقي على السياسات الفرنسية خاصة بعد محاولة التقارب في ملف التأشيرات، والآن الإشارة أصبحت مفتوحة لمحاولة حل مشكل البرود في العلاقات بين البلدين”.

وخلص إلى “العلاقات تعرف برودا منذ أزيد من سنتين، وبالتالي فهذه التصريحات، وهذا الإجماع الفرنسي غير الرسمي قد يشكل ضغطا وتأثيرا على النخبة السياسية الحاكمة في فرنسيا وللاعتراف الصريح بمغربية الصحراء”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x