لماذا وإلى أين ؟

ما هي الآليات المتاحة أمام أمريكا لتسريع طي ملف الصحراء المغربية؟.. صبري يجيب

قام نائب مساعد وزير الخارجية الامريكية لشؤون شمال إفريقيا، جوشوا هاريس، بجولة إلى المنطقة خلال هذا الشهر لكل من المغرب والجزائر.

الزيارة التي قام بها هاريس، إلى الجزائر كانت تصب كلها حول “التسريع بإنهاء ملف الصحراء المغربية وطيه بشكل نهائي”، وكان لافتا في بلاغ الخارجية الأمريكية في الإعلان عن الزيارة قبل حدوثها أنها أصرت على ضرورة “إنهاء هذا الملف دون تأخير”، وهو ما أكده هاريس حرفيا في لقائه مع المسؤولين الجزائريين، ما يضعنا أمام تساؤل عريض عن الآليات المتاحة للولايات المتحدة الأمريكية من أجل التسريع بطي ملف الصحراء المغربية.

وفي هذا الصدد أوضح أستاذ العلاقات والقانون الدوليين بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد النبي صبري أنه “منذ اتخاذ القرار 2703 تبين أن القرار القادم يمكن أن يحمل تحولا مفصليا في جوهر النزاع المفتعل حول القضية الوطنية الأولى للمغرب والمغاربة وهي قضية الصحراء المغربية”.

وأكد صبير في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن هذا الانتظار مرده بان “العالم أدرك بشكل جلي بأن قضية الصحراء ليست بقدر وإنما قُدر لها أن تكون كذلك، والآن حان الوقت لحل هذا المشكل من جدوره، وذك لا يخرج عن تطبيق مسلسل ومخطط الحكم الذاتي كحل ذي مصداقية تقدمت به المملكة المغربية قبل أكثر من عقد من الزمن منذ 2007”.

عبد النبي صبري: أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بكلية الحقوق السويسي بالرباط

ويرى صبري أن “زيارة جوشوا هاريس، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشمال إفريقيا جاءت بناء على معطيات جيو استراتيجية للمحيط  الإقليمي بتحولاته والمحيط الدولي بتقلباته، ولتزايد التحديات المرتبطة بالجماعات الإرهابية بالساحل والصحراء، وبأنه لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه”.

وأشار إلى أن “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، المقرب من دوائر القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، أصدر في تقريره توصيات تهم قضية الصحراء المغربية وأكد على الأهمية الاستراتيجية للمغرب بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية على مستوى الساحل الأطلسي والتواجد الإفريقي وأوصى أيضا السلطات الأمريكية بأن تدعم للعملية التي تقودها الامم المتحدة لحل هذا النزاع المفتعل، مع التمسك التام بالاعتراف التام للسيادة المغربية على هذا الإقليم”.

ونبه إلى أن “بلاغ الخارجية الأمريكية يوم أمس حول الثباث على الموقف بخصوص الصحراء المغربية، جاء نتيجة الكثير من الهرطقات التي ألفها النظام العسكري الحاكم في الجزائر وتسريبها للصحافة بشكل مفضوح على أن هناك تغييرا في الموقف الأمريكي”.

وشدد على أن “جولة هاريس جاء فيها برسالة حاسمة وجازمة للجزائر وللبوليساريو، على أن هناك اقتناع تاما أصبح لأمريكا ولحلفائها بان قرارا جازما حاسما قادما على هذا المستوى سواء قبلتم بذلك أم لا، وأن لديكم خيارا وحيدا هو أن تقبلوا بمخطط الحكم الذاتي، وأن البوليساريو يجب أن تقبل به، لكونه الحل الواقعي والأنسب لهذا النزاع ولا يوجد حل غيره، وأكد مسؤولية الجزائر، وطلب من موريتانيا أن تذهب في اتجاه هذا الحل”.

وأضاف صبري أن “الولايات المتحدة الأمريكية لديها القدرة على صياغة قرار لتطبيق الحكم الذاتي، باعتبارها حاملة القلم بالأمم المتحدة، وهناك الفصل السادس والفصل 33 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تضمن آليات تنفيذه على عدة مستويات”.

وخلص إلى أن “القرارات التي صدرت مؤخرا كلها تذهب في اتجاه الإجماع على مقترح الحكم الذاتي، وهناك اليوم مسألة أساسية هو أن ملف الصحراء مقبل على تحولات جيواستراتيجية مهمة جدا، لأنه حتى الولايات المتحدة الأمريكية أكدت للمسؤولين الجزائريين بأن تبني هذا الطرح سيسمح للجزائريين، خاصة بعد خيبة البريكس، بالدخول عفي علاقات ثناية جيدة مع المغرب وعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية والأخيرة تريد لهذه المنطقة أن يبقى فيها عنصر الاستقرار لكونها مرتبطة بالمملكة المغربية والتي بدورها مرتبطة بالجوار الأطلسي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x