لماذا وإلى أين ؟

موجة غلاء جديدة تهدد المحروقات والمواد الأساسية في السوق المغربية بسبب الهجمات الحوثية (خبراء)

سعد مرتاح/صحفي متدرب

يشهد البحر الأحمر في الأيام الأخيرة، توترات عدة بسبب الهجومات المتتالية لجماعة أنصار الله “الحوثي”، المتحكمة في القرار السياسي اليمني من خلال سيطرتها عسكريا على العاصمة اليمنية صنعاء.

وقد زادت الجماعة من حدة هجوماتها في البحر الأحمر وفي باب المندب بالخصوص خلال الأيام الأربع الأخيرة مستهدفة العديد من السفن التجارية الدولية المتجهة نحو الموانئ الإسرائيلية كيفما كانت جنسياتها وهوية القائمين عليها، الشيء الذي نتج عنه إعلانات متتالية للعديد من السفن التجارية وشركات الملاحة العالمية منها المصنفة دوليا، عن تعليق عبورها، بشكل مؤقت وحتى إشعار آخر، “باب المندب” بالبحر الأحمر.

ومن المحتمل أن ينتج عن توقف التجارة الدولية عبر البحر الأحمر – إضافة إلى أنه سيفرض نوع من الحصار التجاري على إسرائيل-، خسائر مالية واقتصادية ضخمة، حيث ستضطر هذه الشركات إلى البحث عن مسار بحري آخر.

ميناء طنجة – المتوسط أكبر متضرر
ولمعرفة مدى إمكانية انعكاس هذه الأحداث، على أسعار المواد الأولية والمحروقات بالمغرب، أو فيما يخص إمكانية نقص تزويد الأسواق المغربية بالإمدادات اللازمة، تواصلت “آشكاين”، مع الخبير الاقتصادي، مهدي لحلو، الذي أكد في تصريح خص به الجريدة، “أن أول ضرر سيصيب الاقتصاد المغربي وبشكل مباشر وفوري هو فيما يتعلق بالإيرادات المالية التي كان يجنيها ميناء طنجة – المتوسط”.

حيث وضّح ذات الخبير، “أن الشركات الكبرى الدولية التي عزفت عن العبور عبر باب المندب بالبحر الأحمر، ستعزف عن العبور عبر ميناء طنجة المتوسط أيضا، حيث أنه قبل الوصول إلى البحر الأحمر المضطرب حاليا، لا بد من المرور عبر محطتين مهمتين هما، ميناء طنجة المتوسط الذي يشكل مدخلا للبحر الأبيض، وقناة السويس التي تشكل مدخلا للبحر الأحمر.”

وأفاد المختص في الشؤون الاقتصادية، “بتقلص عدد البواخر التي تمر عبر “السويس” بحوالي 55 باخرة في الأسبوع الأخير، وعدد كبير من هذه البواخر كانت تمر عبر ميناء طنجة – المتوسط، بالتالي نشاط ميناء طنجة المتوسط سيتضرر عبر انخفاض تدريجي في عدد السفن الذي تمر عبره، كلما أعلنت شركة جديدة عزوفها عن المرور عبر البحر الأحمر”.

وفيما يخص تزويد الأسواء المغربية بالإمدادات التي تصلها عبر هذه البواخر، فقد أوضح لحلو، “انه أصبح مفروضا على هذه البواخر المرور عبر معبر رجاء الصالح بجنوب افريقيا، بالتالي ستزداد المسافة مقارنة مع الممر السابق بحوالي 13 ألف كلم، ما يعادل 10 أيام حتى 15 يوم زيادة، وهذا معناه زيادة في ثمن كراء البواخر والسفن التجارية، فكراءها لمدة 10 أيام لن يكون أكيد هو ثمن كراءها لمدة 20 أو 25 يوما، وفيما يتعلق بالمغرب فسيكون هناك نوعا من التأخير في تزويد الأسواق المغربية بالإمدادات كذلك”.

وفيما يخص احتمالات ارتفاع أسعار النفط، أكد لحلو، “أنه ممكن أن ترتفع أثمان البترول في الأسواق العالمية (بما فيها المغربية)، إذا ما قررت شركات أخرى عدم المرور من البحر الأحمر”.

لكن رغم هذه التخوفات، فقد أكد لحلو كذلك، “أنه على المستوى القريب جدا لن تحدث تغييرات اقتصادية كبيرة وملموسة، أي إذا استمر الوضع هكذا لأسبوع أو أسبوعين أو شهر، لكن إذا استمر وضع البحر الأحمر لما يزيد عن هذه المدة، فستبدأ تظهر انعكاسات سلبية على الاقتصاد المغربي فيما يتعلق بأثمان السلع والمواد الأساسية.”

تضرر كبير للاقتصاد المغربي في حالة حدوث حرب مباشرة بالبحر الأحمر
من جانبه أكد الخبير الاقتصادي، ادريس الفنية، في تصريح لـ “آشكاين”، أن “الاضطرابات التي يشهدها البحر الأحمر، سيكون لها انعكاسات مباشرة على المغرب في حالة ما وقعت مواجهات مباشرة بين قوات الحوثي والقوات الدولية التي تم تشكيلها قبل يوم واحد من أجل تأمين العبور عبر البحر الأحمر، لكن حتى الآن لن يكون هناك تأثيرا واضحا على الاقتصاد المغربي، حيث أن الحوثيين أعلنوا بشكل علني منعهم فقط للسفن التجارية المتجهة لدولة واحد فقط (لم يسمي الدولة)”.
وأضاف ذات الخبير، “أنه وإن كانت ثلثي السلع التي يتوصل بها المغرب تأتي من السفن المارة عبر البحر الأحمر، فإن غالبيتها تمر بسلام، لأنها لا تتخذ إسرائيل كمنطقة عبور، لكن إذا حدثت حرب مباشرة فسيؤدي ذلك إلى توقيف كلي للممر وأمام كل الشركات الدولية دون استثناء، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع عام كبير في الأسعار في كل دول العالم من بينها المغرب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
ابو زيد
المعلق(ة)
21 ديسمبر 2023 00:00

مقالات على مقاس خطاب حكومة الله غالب و الجفاف و كورونا التي ما زالت تضرب …!!
الم يكن حريا التطرق الى حرب غزة و إبادة شعب باكمله و ان ردود الحوثيين هو أضعف الايمان؟؟؟
ام علينا ان نعطي لمخربة العالم امريكا الحجة و العذر لضرب اليمن الحبيب!!
هذه تحاليل سطحية تضاف الى ما صرح به رئيس حكومة ينذر بما هو قادم على أنه افضع علينا و ليس عليه !! بسبب الجفاف!!
و ينسى اننا شعب مسلم نؤمن بعدالة مالك الملك منزل الغيث على عباده!!
اما الغلاء فتوافق مع دخول هذه الحكومة العاجزة للتسيير!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x