لماذا وإلى أين ؟

تعدُّد تَنيسيقِيّات التّعليم خَطأٌ لا يُغتَفَر..

 علي او عمو

عندما انكَشفَ أمرُ (النقابات) و انفضَح، من خلال ما قيل عنها، حول تواطُئِها مع (الحكومات) المُتعاقِبة ضدّ مصالح رجال التعليم، “إبرام اتفاقات” لا تُلبّي مطالِب هذه الفئة المُتضرِّرة، بالإضافة إلى عدَم الضَّغط على (الحكومات) السابِقة بِتنْفيذ اتّفاقات قد تمّ التوقيع عليها و الالتزام بها، اتّفاقية عام 2011 نموذجاً..

بعد سلسلة من الاحتجاجات المتتالية، والإضرابات العديدة، والتصعيد الكبير الذي شهدته الساحة التعليمية السنة الفارِطة 2023، يبدو أن مُعظَم النقابات التعليمية “الأكثر تمثيلية”، قد استسلَمَت، بإعلانها الانسحاب من الشارع، ودعوتها رجال ونساء التعليم إلى العودة لأقسامهم الدراسية.

و في هذا الصّدد، قال مصطفى الأسروتي، عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، المنضوية تحت لواء نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في تصريح لـِ’’بلادنا24، يوم 11 فبراير 2023: بِأنه ’’يظهر جليا أننا أمام تواطؤ مكشوف، بين بعض النقابات، ورئيس الحكومة، لفرملة النضال، وشرعنة كل ما قد تتخذه الحكومة والوزارة ضد الأساتذة، فالنقابات التي كان من المفروض أن تصطفَّ إلى جانب رجال ونساء التعليم، فضَّلت أن تصطفَّ إلى جانب الحكومة ورئيسها، دون أن نعرف ثمن الصفقة’’.

ما أشارَ إليه السيد مصطفى الأسروتي يُؤَكِّد و بِجلاء الأسباب التي جعلت الشغّيلة التعليميّة تنسحِب من (النقابات) المُسيَّسة التي لا تُؤَدّي المَهامّ المَنوطة بها، المُتجلّية أساساً في الدّفاع عن حقوق الشّغّيلة المغربيّة.

أمامَ هذا الانسحاب الشِّبْه الجماعي لِرجال و نساء التربية و التعليم من حضن هذه (النقابات)، قاموا بإنشاء (تنسيقيات) كَبَديل، إلّا أنّهم قد أخطأوا الهدف و لمْ يُحسِنوا اختيار البَديل، فبِتشكيل هذا الكَمّ الهائِل من (التنسيقيات)، كلّ واحدة تُطالب بِحقوقٍ خاصّة بمُنخرطيها، نتَج عن ذلك تشتُّيت كلمتهم بَدَل توحيدها من أجل خلْق قوّة تستطيع مُجابهةَ (الحكومة) من أجل انتزاع حقوقِها كامِلَةً غير مَنقوصة.

يجِب على هيْئَة التربية و التعليم إنشاء (تنسيقيّة) واحِدة تَجمع كلّ أساتذة الأسلاك التعليميّة، و من خلالِها يُدرِجون مَطالِبهم المُختلفة و المتنوِّعة. و رفض كلّ عُضوٍ يحمِل أفكار (النقابة) التي ينتمي إليها، و يُريد إقحامَها ضمن افكار و مُخطّطات و برامج التنسيقية .كما يجب على كلّ عضوٍ الالتزام بقانون التّنسيقية.

يبدو أنّ السبب الرئيسي في تعدد التنسيقيات هو أنّ كلّ فئة من رجال التعليم لها مطالبُها الخاصّة و لذلك تَلجأُ إلى إنْشاءِ تنسيقية من أجل تحقيقها، و هذا هو لُبُّ الأنانية و جوهرُها، و لذلك كلَّ فئةّ تُغنّي على لَيْلاها. و حول حبّ الذات يقول المَثَل العربيُّ: (أنا و من بعدي الطّوفان).

و للإشارة، فإنّ هذه التنسيقيات العديدة، و مع مرور، الوقت، ستُصبِح على شاكِلة (النقابات) فاقِدةً للمصداقية عاجِزة عن مُواجهة (الحكومة) و انتزاع حقوق الشغّيلَة التعليميّة، ذلك أنّ تشتُّت الصّوْت و بَعثَرة الرأي و اختلاف خُطَط النِّضال هو ضُعف و تقهقُر و انهزاميّة أمام (السلطات) التي تستغلّ ذلك في عدم الاستجابة لأيّ مطلَبٍ من المَطالب و لن تقبَل بأيّ حوا،مُستَقْبَلاً، و بِذلك سيكون مَآل هذه التنسيقيات الزّوال، لا مَحالةَ و لا شكَّ في ذلك…

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

6 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
سالم
المعلق(ة)
10 يناير 2024 07:19

اول نقابة خذلت نساء ورجال التعليم هي الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب الدراع النقابي لحزب العدالة والتنمية التي باعت الشغيلة التعليمية في سوق النخاسة والحمد لله نالت العقاب المستحق ومزال العاطي يعطي

أستاذ
المعلق(ة)
10 يناير 2024 08:07

لذلك التنسيقيات اجتمعت في كيانات واحدة ولأول مرة في تاريخ المغرب أعلنت هذه التنسيقات عن برامج نضالية موحدة، وكان لها الفضل بعد الله في تحقيق كل تلك المكتسبات رغم لم تحقق جميع المطالب، أما النقابات فهي التي أوصلتنا إلى هذا الوضع المزري مع الحكومة طبعا

ابراهيم
المعلق(ة)
11 يناير 2024 18:07

لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ،عن أي نضال يتكلم هذا المنقوب الخوانجي يالله صبح عليكم الحال فين كنتوا من 2011الى2021؟ام تلك الفترة حرام فيها نضالكم أيها المنافقون حخامكم أصدر فتوى تحرم عليكم مجابهة الحكومة ولو أنكم أغلبية بوسعها تنفيذ جميع الاتفاقات للتعليم وغير التعليم في الوظيفة العمومية التي تم التوقع عليها منذ ذالك التاريخ وأنتم من اقررتم الأجر مقابل العمل ثم من خرق قانون التوظيف في التعليم واذخل جحافيل من المجازين الى التعليم تحت توقيع التعاقد والالتزام به ،وظفتم أناس في سن الياءس واوقفتم التوظيف واحتفظتم بوزير في التعليم بعد أن سببتم له في انسلاخ جلده الحقيقي الذي كان حمه الله من اشرس المدافعين بأسم حزب عتيد ،ثم اجهزتم على التقاعد ووووو.وتاتون اليوم لتنتقدوا الحكومة أنتم ومن كانوا معكم في الوليمة تلك الحقبة،على ما ليس لها به صلة ولا وقعت على اي شيء من كل هذا الذي تريدون أن تركبوا عليه لعل وعسى أن تكون فاتحة خير لاسترجاع الامجاد لكن محال لعمركم تحلموا بهذا وأنتم تسمعون ما يقولون عليكم هؤلاء الذين تدافعون عليهم،اسحيوا وابتعدوا على ماليس لكم له لآ القدرة ولا الجهد وانفظوا أحسن

سرحان
المعلق(ة)
12 يناير 2024 13:55

و هل كانت الشغيلة التعليمية منضوية تحت أي لون نقابي إلا من رحم ربي منهم؟؟؟
كفر من المزايدات الاه يرحم لكم الوالدين. الشغيلة التعليمية التي تتحدث عنها بمجرد ما رفعت الوزارة ورقعة عقوبة التوقيفات حتى عادت لاقسامها.
إن النقابات التي تتحدث عن تخاذلها و لصطفافها بجانب الحكومة هي من خذلها رجال التعليم الانتهازيين الذين ذهب كل منهم يبحث عن مصلحته حيث يراها و لما جد الجد هرولوا للاقسام.

الأستاذ : علي او عمو
المعلق(ة)
12 يناير 2024 20:02

أقول للأستاذ (إبراهيم) التالي : عليك أن تتأكَّد من صحّة معلوماتك قبل التعليق على أيِّ موضوع. ليس لي أي انتماء سياسي و لا نِقابي و لا أؤمِن بِما يُسمّى (الأحزاب السياسيّة) في المغرب، و لأسبابٍ عديدةٍ لا يتَّسع المَقامُ لِسرْدِها. كما أرجو من الأستاذ الكريم إلقاء نظرة على مقالٍ لي في هذه الجريدة بِعنوان :”حكومة بنكيران وحكومة أخنّوش بين الخطاب والتطبيق”

(آشكاين الأربعاء 5 أبريل 2023 – 0:30)

استاذ
المعلق(ة)
11 يناير 2024 18:10

النقابات حققت مطالب صعبة في اوقات صعبة لهذا يجب احترام مناضليها .فكل من لا يريد الانخراط في نقابة انشاء تنسيقية.فهو حر فعلا.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

6
0
أضف تعليقكx
()
x