2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أعطت الحكومة الإيطالية أول ضوء أخضر لتخصيص الموارد لتمويل دراسة جدوى الممر الأخضر المخصص لنقل الهيدروجين الأخضر المنتج بالمغرب وعبوره عبر ميناء تريست كمركز لوجستي للمواد الخام للطاقة يتم توزيعها في وسط أوروبا الشرقية عبر خط أنابيب النفط العابر لجبال الألب”، وفق ما كشفت عنه تقارير إعلامية إيطالية .
هذا الإعلان كان ليكون كسابقيه من إعلانات الشراكة حول هذه المادة الصيقة للبيئة، لكن المتابع للشأن الدولي يعرف حجم العلاقات التي تربط إيطاليا بالجزائر، وهو ما يدفعنا للتساؤل عما إن كانت هذه الخطوة تؤشر عن كون إيطاليا تمهد للاعتراف بمغربية الصحراء.
وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، عبد النبي صبري، أن “المملكة المغربية كانت قد أعلنت منذ مدة، بعد مؤتمرات المناخ حول خارطة الطريق للهيدروجين الأخضر، من أجل ضمان انتقال طاقي للمملكة وتحقيق التنمية المستدامة”.

وأشار صبري في حديثه لـ”آشكاين”، إلى أن “مادة الهيدروجين الأخضر يتم إنتاجها دون انبعاثات غاز ثنائي أكسيد الكربون، ولأن هذه الطاقة، حسب التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة وعن المنظمات الدولية المتخصصة، يتجدد مئة بالمئة وقابلة للتخزين ويتسم بالمرونة التي لا توجد في المصادر الأخرى، منها تحويله إلى كهرباء أو غاز اصطناعي، والمسألة الأساسية التي جعلت إيطاليا تفكر في إنشاء هذا الأنبوب هو أنه قابل للنقل عبر الأنابيب وبنفس البنية التحتية التي ينقل بها الغاز الطبيعي”.
ولفت الانتباه إلى أن “هذه الأسباب دفعت إيطاليا للموافقة على تمويل الدراسة، وفق أعلنت الحكومة الإيطالية، كما أن هذه يأتي نتيجة مسار اتفاق تعاوني بين ميناء طنجة المتوسطي وميناء التجاري الإيطالي تريست الذي يعتبر أساسيا في إيطاليا”.
وتابع أن “إيطاليا تريد من خلال إنشاء أنبوب لنقل الهيدروجين الأخضر، لأنها تريد أن تقوم بنقل هذا المصدر الخام للطاقة إلى أوروبا الوسطى والشرقية عير خط أنابيب الموجودة على هذا المستوى، علاوة على أن المغرب هو أهم واجهة متوسطية على مشارف البحر الأبيض المتوسط، في ميدان الطاقة، وسبق لألمانيا وهولندا أن كان لهما نفس الاهتمام بالهيدروجين، بل إن الحكومة الألمانية سبق لها أن أبرمت اتفاقا لدعم الانتقال الطاقي بالمغرب، من خلال تمويل أول مصع للهيدروجين الأخضر الذي سيبدأ في الاشتغال في 2026، ناهيك أن هناك دول أضحت تستخدم هذه المادة الأساسية، وهي الولايات المتحدة الامريكية اليابان فرنسا وألمانيا”، معتبرا ان “إيطاليا تريد من خلال هذا المشروع أن تستفيد من الشراكات مع المغرب على هذا المستوى”.
وأردف أن “إيطاليا، رغم علاقاتها مع الجزائر، فهي تبحث عن مصالحها، والمصلحة ضرورة تحكم العلاقات الدولية، وإيطاليا تعرف أن المغرب يتم التعامل معه بالمصالح والقيم، عكس الجزائر التي لا يهمها إلا المصالح، وتبين ذلك من خلال تعاملات دول أخرى مع الجارة الجزائر”.
ونبه إلى أن “المغرب سبق له أن أكد في ذكرة ثورة الملك والشعب على أن النظارة التي يقيس بها المغرب صدق الصداقات ومراجعة الشراكات، هي الاعتراف الصريح والعلني الواضح بمغربية الصحراء”.
وخلص إلى أن “إعلان إيطاليا عن هذه المسألة، فهي بذلك بكل تأكيد، كما قامت إسبانيا وألمانيا، على مقربة كي تعترف بمغربية الصحراء، لأن هذا الهيدروجين الأخضر لديه أهمية كبرى ومستقبل زاهر وواعد على كافة المستويات، وهذا مرده لكون الدولة المغربية رفعت السقف عاليا، لأن الاتفاق مع أي بلد لا يمكن أن يكن إلا بالاعتراف العلني والصريح بمغربية الصحراء”.
إيطاليا ماكرة وتربطها بالجزائر مواثق الغاز، وتحاول( بيع العجل) كما يقال وهي اليوم تعمل على دراسة مشروع لمد الغاز بين نيحيريا وإيطاليا عبر ليبيا وهو مشروع مضاد للمغرب ولابد ان يكون للجزائر يد في هذا المشروع، وفي نفس الوقت تتحايل لابرام اتفاقية الحصول على الهيدروجين الاخضر من المغرب، فهل تم تنويم المسؤولين.؟