لماذا وإلى أين ؟

كلكم شركاء لما يقع للمغاربة…

الحسين اليماني*

استفزني مؤخرا ، السجال المفتوح حول ظاهرة محطات البنزين المتنقلة وتقاذف المسؤوليات في ذلك، بين المنتسبين لحزب رئيس الحكومة الحالي ورئيس الحكومة ما قبل السابق، مع اتفاقهم على أن التحرير العشوائي لسوق المحروقات ، هو السبب في الاختلالات التي يعرفها سوق المحروقات ومنها البيع بالمتنقلات وأثر ذلك على الجودة والسعر وشروط السلامة وقانونية هذا النوع من التجارة.

والذي لا يمكن نسيانه ولا خلط الأوراق بشأنه لدى عموم المغاربة، فإن الحمامة والقنديل ، شركاء في الحكومات السابقة وفي عهدهم انطلق المخطط الأخضر، وها نحن نتجرع الويلات، وفي عهدهم تحرر سوق المحروقات وتوقف تكرير البترول في المغرب، وها نحن نعيش المأساة، فالتاريخ يشهد على الجميع ولن يرحم أحدا.

وإن كان المبدأ العام ، يقول بإمكانية إلغاء القرار بقرار وبتغيير قانون بقانون أو مرسوم بمرسوم، فماذا يمنع حكومة اليوم، ومعها أغلبيتها الحكومية، باستعمال الصلاحيات الموكولة للسلطة التنفيذية أو للسلطة التشريعية (ما دامت المحكمة التجارية متشبثة بمواصلة السعي لتفويت شركة سامير وصدرت اليوم قرارا بتمديد الإذن باستمرار النشاط لمدة 3 أشهر أخرى)، والمضي قدما وبدون تردد ولا فلكلور في البرلمان، من أجل إسقاط قرار تحرير أسعار المحروقات والعودة لتنظيمها وفق ما يحافظ على القدرة الشرائية للمغاربة ويقيهم من ويلات التضخم والأسعار الملتهبة في كل مكان، وما ذا يمنع حكومة الرأسماليين، من حسم مصير شركة سامير واسترجاعها لملكية الدولة والشعب المغربي واسترجاع الملايير العالقة في مديونية شركة سامير، التي تتعرض للتلاشي والموت البطيء؟

ومثل هذه القرارات ، هي القادرة وحدها على تبرئة رئيس الحكومة من تهمة الجمع بين المال والسياسة في المحروقات والاوكسجين والماء وربما مستقبلا في كل ضروريات حياة المغاربة.

* الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز cdt ,ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Dghoghi
المعلق(ة)
25 يناير 2024 22:49

حكومة لانبة البيجيدي الحكومة الحالية والبعرلمان..يغشون يتمتعون ويحمون بعضهم البعض.. لا نستنى منهم الخير.. فعلى الشعب ان يفيق .. لاسامير ستباع في المزاد العلني والثروات تنهب .. والجماعات الترابية والبلديات فيها مصاصي الدماء.. كلهم بدون استثناء.. والدولة تبارك لهم.. لا ثقة في كل من يطلب السلطة والمسؤولية… المغرب غابة متوحشة لا ظابط لها ولا رابط…

بوجمعة
المعلق(ة)
25 يناير 2024 22:30

الخوصصة العشوائية ل” لاسمير ” كقطاع استراتيجي مع اعتماد التحرير الأعمى لسوق المحروقات سببان قويان يقفان إلى جانب التضخم المستورد وو..أمام تدهور العديد من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية وحتى المالية رغم ضرائب القطاع. لذلك نذكر :
– ان الحالة الشادة للمصفاة يفوت مزايا تحملها القيم التنافسية ينتظرها المستهلك والمنتج والتاجر معا ، واهمها التحسن الفعلي للجودة و الانعكاس الملموس لتغيرات اسعار المحروقات على التكلفة والجيب وو…سوق المحروقات حاليا يودي مجال تنافسية الاقتصاد ويقوض آفاق المبادرات الاستثمارية. ، خلافا للمزاعم التحريرية التي اتت بها المؤسسات المالية الدولية منذ بداية خوصصة القطاع.
– لا يمكن لعاقل غيور ان يقبل ان لاسمير بحكم استراتيجية عملها وان تمت تحت نظام حكامة صارم ان يتم تصنيفها ضمن المؤسسات العمومية الفاشلة الغير المربحة …المزاعم الخاطئة المعتمدة لخوصصة وتحرير سوق أسعار المحروقات ابانت عن مدى عرقلتها لنمو المئات من المؤشرات .سوق المحروقات يلزم الدولة بتحيين وظائفها الرقابية على القطاع حتى ولو تم اعدة تنظيم ترتيب كل الآليات القطاع من جديد…

مريمرين
المعلق(ة)
26 يناير 2024 18:05

قبل الانتخابات : حزب الجرار كان يطالب أخنوش (حزب الحمامة) برد 17 مليار درهم كأرباح غير مستحقة في بيع المحروقات . حزب الميزان تعهد بتسقيف أسعار المحروقات لأن شركات المحروقات (من بينها شركة أخنوش) صرت جشعة وضاعفت أرباحها ب ٪300 . فاز حزب الحمامة في الانتخابات .. و أصبح الجرار و الميزان في خدمة الحمامة دون خجل .. فهل من ثقة في الأحزاب ؟!!

Salim
المعلق(ة)
26 يناير 2024 07:14

لم اسمع من قبل بان الحسين اليماني كان ضد خوصصة لا سامير او انه نبه الى سوء تسييرها بالرغم من انه كان عالما بما يجري داخلها بحكم كونه اطارا بالشركة و مسؤولا نقابيا فيها . ربما اخرصته آنداك العلاوات و المصالح الشخصية !

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x