البراق يبرز الرسائل السياسية وراء تصريح وزير خارجية فرنسا بخصوص الصحراء المغربية
أدلى وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، بتصريحات صحفية جديدة حول العلاقات الدبلوماسية المغربية الفرنسية وطموحه من أجل الدفع بها قدما.
الوزير الفرنسي قال في حوار خص به ثلاث صحف أوروبية، هي الصحيفة الجهوية الفرنسية (ويست فرانس) والألمانية “فراكفورتر ألجماينه تسايتونغ” والبولندية (Gazeta Wyborcza)، (قال) “أجريت عدة اتصالات منذ تقلدي حقيبة الخارجية مع السلطات المغربية، لقد طلب مني رئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون) شخصيا أن أستثمر في العلاقة الفرنسية المغربية، وأن أكتب أيضا فصلا جديدا في علاقتنا، وسألتزم بذلك”.
وأكد ستيفان سيجورني أن فرنسا “كانت دائما في الموعد، حتى فيما يتعلق بالقضايا الأكثر حساسية مثل قضية الصحراء، التي لقيت الدعم الواضح والمستمر من فرنسا فيما يتعلق بمخطط الحكم الذاتي، الذي أصبح حقيقة واقعة منذ عام 2007″، معتبرا أن الوقت قد “حان للمضي قدمًا، سأبذل قصارى جهدي في الأسابيع والأشهر المقبلة للتقريب بين فرنسا والمغرب (…) مع احترام المغاربة”.
تفاعلا مع ذلك، يرى الخبير الدولي في إدارة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع، البراق شادي عبد السلام، أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي يمكن تناولها من زاويتين، تتعلق الأولى بتقديم قصر الإليزيه إشارة إيجابية للمغرب تتضمن رغبة فرنسا في التمسك بالمواقف التقليدية للديبلوماسية الفرنسية إزاء القضايا والملفات المشتركة بين الرباط وباريس المتعلقة بقضايا التجارة الخارجية وتقوية العلاقات الإقتصادية والهجرة ومكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للقارات.
أما الزاوية الثانية، وفق البراق الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، فهي مرتبطة بالشروط المغربية التي وضعها الخطاب الملكي ليوم 20 غشت 2022، حين وضع خطا أحمرا مغربيا، وأرسى قواعد إشتباك ديبلوماسية جديدة وتصور محدد واضح للعلاقات المغربية مع العالم وفق منظور سياسي جديد، وأعلن بشكل واضح ومسؤول في رسالة إلى جميع الشركاء التقليديين والجدد بأن المغرب يعتبر موقف أي دولة من السيادة المغربية للأقاليم الجنوبية هو منظار قياس الصدق مع المغرب.
وأوضح المتحدث أن باريس بإعتبارها شريكا تقليديا “مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتقديم موقف فرنسي صريح وغير قابل للتأويل في ما يخص السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، موقف يرتكز على العلاقات التاريخية العريقة بين المغرب وفرنسا ويحترم التاريخ المشترك بين الشعبين العريقين”.
وبحسب الخبير في إدارة الأزمات، “ففي ظل تعنت أطراف الملف ورفضها لمقترح الحكم الذاتي، فإننا على مرمى حجر من الحسم السياسي من جانب واحد ينتهي بطرد البوليساريو من كل المحافل الدولية وتصنيفها جماعة إرهابية”، مشيرا إلى أن ذلك “لن يتحقق في المنظور القريب إلا بمساندة الشركاء التقليديين والجدد للمغرب بدعمهم الواضح والصريح غير القابل للتأويل للسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية”.
وفي المقابل، يرى البراق أن فرنسا اليوم “في مفترق طرق يُلزمها بحكم التاريخ والجغرافيا والسياسة باتخاذ مواقف واضحة حيال الملفات الإقليمية، على رأسها ملف الصحراء المغربية، فإما أن تنضم إلى معسكر التقسيم والفوضى والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الذي تقوده الدبلوماسية التصادمية الجزائرية، أو الالتحاق بباقي شركائها كالولايات المتحدة الأمريكية و إسبانيا لتثبيت سلام إقليمي على أساس الشرعية الدولية والسيادة المغربية”.
وخلص متحدث “آشكاين” بالتأكيد على أن “غموض الموقف الفرنسي في شروطه الحالية يشكل حالة من العطب الإقليمي ويؤثر على مسار العديد من المبادرات التنموية الجادة التي تخدم شعوب المنطقة”.
العبرة بالافعال لا بالاقوال، وسترينا الايام ما تعودنا او مالم نتعود.