عبد الفتاح يكشف سر تسابق المغرب والجزائر وإسبانيا على موريتانيا
منذ مدة ليست بالقليلة والجارة الجنوبية للمملكة المغربية أصبحت محط اهتمام دولي لافت، خاصة من قبل قوى دولية كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في أوروبا كفرنسا وإسبانيا، بل أصبحت هدفا للتسابق بين المغرب والجزائر.
بعد زيارة مسؤولين أمريكيين إلى موريتانيا قبل أسابيع، حل رئيس وزراء إسبانيا مرفوقا برئيسة مفوضية الإتحاد الأوروبي قبل أيام قليلة بنواكشوط، ثم سارع رئيس الجزائر هو الآخر إلى مراسلة رئيس موريتانيا عبر رسالة خطية سلمها له وزير خارجية الجارة الشرقية الذي حل بموريتانيا قبل ساعات من زيارة الوفد البرلماني المغربي، ليهاتف تبون بعد نهاية زيارة الوفد المغربي الرئيس الغزواني ويدعوه لزيارة الجزائر مرة أخرى بعد زيارة أولى قبل أشهر قليلة.
وحول خلفيات التسابق الدولي والمغاربي على موريتانيا، يرى الباحث في قضية الصحراء والجوار المغاربي، محمد سالم عبد الفتاح، أن موريتانيا تحتل مكانة بارزة ضمن اهتمامات كافة المتدخلين في منطقة شمال غرب إفريقيا، بالنظر إلى الإستقرار الذي تتمتع به قياسا بباقي بلدان الساحل، خاصة أن محور الرباط، انواكشوط، ذكار، هو الوحيد المستقر في المنطقة التي تشهد تصاعد التوتر في بلدان الساحل.
وقال عبد الفتاح الذي كان يتحدث لصحيفة “آشكاين” الرقمية، إن موريتانيا شرعت بمعية السينغال في تصدير الغاز من حقل السلحفاة المشترك بين الدولتين، وستشرع مستقبلا في تصدير الغاز من حقل بحري جديد، ما يرجح أن تكون لها إسهامات بارزة في تحقيق الأمن الطاقي لبلدان المنطقة وتزاحم الجزائر في حصص سوق الغاز في أوروبا.
ويؤكد الباحث في قضية الصحراء والجوار المغاربي أن السر وراء التسابق الدولي نحو موريتانيا يتمثل في الإستقرار والشروع في عملية تصدير الغاز، بالإضافة إلى دور موريتانيا في تدخلات القوى الدولية في المنطقة لمكافحة الإرهاب والهجرة السرية بالنسبة لدول الإتحاد الأوروبي.
وحول علاقات موريتانيا مع كل من المغرب والجزائر، يعتبر عبد الفتاح أنه “في الوقت الذي ينفتح فيه المغرب على موريتانيا من خلال مشاريع واعدة، من قبيل أنبوب الغاز النيجيري المغربي أو مبادرة الساحل الأطلسي، لا تعكف الجزائر إلا على سياسة ابتزاز القرار السيادي الموريتاني عبر تقديم منح مالية وتوظيف ملفات أمنية في منطقة الساحل، وهذا ما يدفع موريتانيا إلى التعامل بروية وحذر إزاء الجزائر”.
تحليل منحاز وغير موضوعي