لماذا وإلى أين ؟

هل يمكن للمغرب طرد البوليساريو خلال فترة رئاسة موريتانيا للإتحاد الافريقي؟

تسلم رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد الشيخ الغزواني، رئاسة الاتحاد الإفريقي، ليصبح بذلك الرئيس الجديد للمنظمة الإفريقية لولاية مدتها عام واحد، بتأييد من المغرب والجزائر.

المعلوم أن موريتانيا كانت تعترف بما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية”، قبل أن تختار موقف الحياد في السنوات الأخيرة، ما يطرح الأسئلة حول قضية الصحراء في فترة ترؤس الجارة الغربية للإتحاد الإفريقي، خاصة أن المغرب قد بلغ مرحلة حاسمة في مسار طرد الجمهورية الوهمية من الهيئة الإفريقية؛ علما أن العشرات من الدول تساند المغرب في تحقيق هدفه، حيث أكدت ذلك من خلال افتتاح قنصليات بالصحراء المغربية.

تفاعلا مع ذلك، يرى الباحث في قضية الصحراء والجوار المغاربي، محمد سالم عبد الفتاح، أن المغرب يحقق تراكما هاما في محاصرة الطرح الإنفصالي في القارة الإفريقية، عبر تفكيك معسكر دعم الإنفصال حتى من داخل منظمة الإتحاد الإفريقي منذ عودته إليها، مضيفا أن المغرب ينطلق من موقع قوة، بحيث تبوأ في أكثر من مناسبة مجلس السلم والأمن باعتباره أسمى هيئة تنفيذية بالمنظمة.

المحلل السياسي ــ رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح

وتتمثل القوة التي ينطلق منها المغرب في هذا الملف، وفق عبد الفتاح الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، في الأدوار الهامة التي بات يضطلع بها، خاصة في المجالات الإستثمارية والوساطة الدولية ورعاية مجموعة من المبادرات ذات الطابع الإقليمي، كما أن المبادرة الأطلسية التي أعلن عنها الملك أثرت في قرارات عدد من الدول، شأنها شأن مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري ومشروع تمكين بلدان الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي.

المبادرات أعلاه استطاعت، وفق الباحث في قضية الصحراء، تحييد مواقف عدد من الدول التي كانت تعترف بالجبهة الإنفصالية، منها أنغولا ونيجيريا، مشيرا إلى أن الإستثمارات التي يضخها المغرب في البلدان الإفريقية في قطاعات واعدة وحساسة تساهم هي الأخرى في الدينامية التي يشهدها ملف الصحراء.

وأكد المتحدث أن المقاربة الملكية بخصوص جعل قضية الصحراء المنظار الذي ينظر منه المغرب إلى العالم، ستفرض على العديد من الشركاء الإستراتيجيين إبداء مواقف واضحة بخصوص الملف، مشددا على أن هذه العوامل مجتمعة هي ما جعلت الصحراء تضم أكثر من 30 قنصلية للدول؛ خاصة منها الإفريقية.

وبخصوص موريتانيا، سجل عبد الفتاح أنه بالرغم من تبني الحياد؛ إلا أنه أصبحت عمليا قريبة من الموقف المغربي أكثر من الطرح الإنفصالي، بفضل عدد من الإتفاقيات، خاصة منها التي تشمل المناطق الجنوبية من قبيل تنسيق تسيير المعبر الحدودي “الكركرات” والشراكة المتعلقة بإنشاء معبر جديد والتنسيق العسكري على مستوى الحدود.

وخلص متحدث “آشكاين” بالإشارة إلى أن موريتانيا رغم إكرهات المواقف الموروثة من أنظمة عسكرية سابقة والإبتزاز الذي يمارسه خصوم الوحدة الترابية على نواكشوط، تبدو أقرب للموقف المغربي، مبرزا أن انخراط الجارة الجنوبية في المبادرة الأطلسية دليل على ذلك.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
سعيد
المعلق(ة)
2 مارس 2024 15:37

البوليزاريو هي موريتانيا، معظم قادة البوليزاريو ينتمون إلى موريتانيا منهم على سبيل المثال بشريا البشير ابن مدينة الزويرات الموريتانية الذي كان يشتغل ابوه في شركة مناجم الحديد في الزويرات

Nasser
المعلق(ة)
1 مارس 2024 17:38

Le président mauritanien vient de débarquer à Alger !!!!!! Ayant échappé à un attentat à Tindouf il est inconscient du danger ce brave homme.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x