شن المغرب، طيلة حوالي ربع قرن من حكم الملك محمد السادس، حملة تطهير واسعة على المفسدين وناهبي المال العام، مما زج بشخصيات وازنة، خصوصا في الحقل السياسي، وراء القضبان.
جريدة ”آشكاين” ترصد عبر سلسلة حلقات، طيلة شهر رمضان، أهم أبرز الشخصيات التي قادها شجعها إلى ارتكاب جرائم فساد، لتجد نفسها وراء القضبان، وذلك تفعيلا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة التي طالما أصر عليها الملك محمد السادس في العديد في من خطاباته.
”مسؤولون في السجون ” سلسلة رمضانية ترافق قراء ومتتبعي جريدة ”آشكاين”، تسلط الضوء طيلة أيام هذه المناسبة الدينية على أسماء مسؤولين، كان مصيرهم السجن بسبب المساس بالمال العام أو الرشو أو الاختلاس.
سقراط: وجب تنزيل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي تم تعطيلها لأسباب مجهولة
الحلقة 08: منسق سابق للبام رئيس عصابة مصيره السجن
كَوًن إلى جانب شقيقه ورئيس سابق لناد رياضي عريق وبالاستعانة بعدل وأخرون، ما يُشبه عصابة تستهدف السطو على العقارات، عبر تزوير رسوم عدلية ووثائق رسمية.
وزعت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء ما مجموعه 41 سنة، على المتهمين، في واحد من أخطر الملفات الذي عرض إليها في ”مافيا العقار”، فيما بات يعرف إعلاميا بعصابة برلماني ”البام”.
ضيف الحلقة الثامنة من السلسلة الرمضانية ”مسؤولون في السجون”، المنسق السابق لحزب الأصالة والمعاصرة بدائرة عين الشق بالدار البيضاء، البرلماني رضوان نظام.
في 27 شتنبر من سنة 2018، تم اعتقال ذات البرلماني ومن معه، وإيداعهم جميعا سجن عكاشة، وهم في مواجهة تهما ثقيلة تتعلق بالتورط في ملفات تتعلق بالاستيلاء على أراضي الدولة وتزوير فواتير وبيعها وتكوين شركات وهمية، والتهرب الضريبي.
بعد ثلاثة سنوات و 33 جلسة محاكمة، وبالضبط يوم 27 من يناير 2021، وزعت غرفة الجنايات الابتدائية، قسم جرائم الأموال، باستئنافية الدار البيضاء، برئاسة القاضي علي الطرشي، أحكاما ثقيلة على البرلماني نظام، وشقيقه خالد نظام، وعدد من المتهم الآخرين، بينهم شقيقتان ومحمد عدنان الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي، وخطاط كان يزور الأوراق، ومواطن أجنبي.
وهكذا نال منسق ”البام” 10 سنوات نافذة وغرامة مالية تقارب 2.5 مليار سنتيم، فيما تم الحكم في نفس الملف على محمد عدنان بـ9 سنوات سجنا نافذا، وعلى المتهم محمد شفيق بـ8 سنوات سجنا نافذا، وعلى المتهم الأجنبي “دافيد كيليج” بـ7 سنوات سجنا نافذا، وعلى المتهم التهامي عزوز بـ6 سنوات سجنا نافذا، أما الشقيقتان فطومة وزهرة فحكم عليهما بـ4 سنوات حبسا لكل واحدة منهما، فيما قضي في حق المتهم الأخير “كريم ايد صلاح” بـ3 سنوات حبسا نافذا.
في 30 مارس من السنة الماضية، قضت ذات المحكمة، في المرحلة الاستئنافية، رفع عقوبة رضوان نظام من10 سنوات سجنا نافذا الى 12 سنة سجنا نافذا.
وقضت الهيئة ذاتها بإدانة باقي المتهمين وتأيد الحكم الابتدائي ما عدا الأجنبي التركي دافيل كلنك الذي تم تخفيض عقوبته من 7 سنوات إلى ستة سنوات.
محمد سقراط رئيس المنظمة المغربية لحماية المال العام، وضمن حديث له عن جهود المغرب لاجتثاث الفساد، والذي يشكل موضوع حلقات السلسلة في رمضان، قال: ”لا ينبغي للدولة الاقتصار على دور الحملات الظرفية المناسباتية والتي تقوم بها اليوم ، بل وجب عليها تنزيل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي أطلقتها سنة 2015 الحكومة السابقة، واقعا وممارسة والذي تم تعطيل ألياتها لأسباب ظلت مجهولة مع هاته الحكومة”.
وكشف، ضمن حديثه لجريدة ”آشكاين”، أن المنظمة ”سجلت تراجعات خطيرة فيما يخص مستوى تخليق الحياة العامة وسوء تدبير السياسات العمومية ونهب للمال العمومي وتبديده”.
وأوضح في هذا السياق أن ”العديد من الملفات طالتها الانتقائية والازدواجية ولم تتحقق فيها سلطة القانون أمام الجميع بل هناك استثناء لبعض أصحاب النفوذ والسلطة من المساءلة القانونية”.
