2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
فاطمة الدريدي.. معاناة عائلة فقدت فردين من أبناءها

معتقلات بلا أحكام..، سلسلة سيتم تسليط الضوء من خلالها على الظروف التي عايشتها عائلات المعتقلين في فترة ما سمي بـ “سنوات الرصاص” التي شهدها المغرب، وهي سلسلة تهدف لإبراز فكرة بان واراء كل معتقل في تلك الفترة امرأة كافحت وضحت، رغم كل الظروف الصعبة، وعايشت تطورات الاعتقال لحظة بلحظة، امرأة توقفت حياتها هي الأخرى طيلة فترة الحكم، كأن سنوات الحكم طالتها هي أيضا مع فارق أنها خارج السجن وليس داخله، وبلا حكم.
وسيتم في هذه الحلقة تسليط الضوء على ما عاشته فاطمة الدريدي، أخت المعتقلين السابقين الطاهر الدريدي وبوكر الدريدي.
– كيف استقبلت لحظة اعتقال أخويك؟
ابتدأت محنة عائلة الدريدي مع اعتقال واختفاء الدريدي طاهر في 6 يناير 1984، وهي نفس المحنة التي عاشتها عائلات ما عرف بـ”مجموعة مراكش 84″ خلال فترة الاختطاف التي عاشها أبناؤنا في درب مولاي الشريف، وفي المعتقلات السرية بمراكش.
وبعدما تم نقل أبنائنا المعتقلين لسجن ” بولمهارز ” عشنا محنة أخرى مع الزيارات الأولى في السجن، حيث يطلب منا الحصول على التصريح بالزيارة من طرف وكيل الملك، والتصريح يمنح لحامل نفس الاسم فقط، بالإضافة لتعامل الحراس والأوضاع في LE PARLOIRE المزار.
وفي بداية شهر أبريل 1984، اعتقلوا بوبكر، وبدأت بالنسبة للعائلة معاناة أخرى جديدة باعتقال فردين من نفس العائلة، ومع بدابة إضراب أبنائنا عن الطعام (الإضراب اللامحدود عن الطعام الأول) ، انقطعت كل الأخبار، بهدف الضغط على المضربين وتكسير معنويات العائلات، أما الصحافة فكانت غائبة تماما والأحزاب السياسية لا تحرك ساكنا.
– كيف استقبلت مدة الحكم على شقيقك؟
مع بداية المحاكمة، اشتد الحصار على العائلات، حيث لا يسمح سوى للأب أو الأم في البداية لحضور جلسات المحاكمة، وعاشت مراكش والعائلات حالة من الترهيب لا يمكن تخيلها. حيث كان المئات من جميع أجهزة الأمن يطوقون المحكمة.
تم الحكم يوم 25 ماي 1984 بمحكمة الجنايات بمراكش، وتم الحكم على أخي الطاهر الدريدي بـ 10 سنوات سجنا، وعلى أخي الثاني بوبكر الدريدي بـ 5 سنوات سجنا بتهم المؤامرة، والإخلال بالأمن العام، والانتماء لمنظمة سرية، وتوزيع منشورات..
– كيف تصرفت عائلات المعتقلين حينها؟
تحركت العائلات بعد صدور قرار التفريق على السجون (سجن أسفي وسجن الصويرة) ودخول المعتقلين السياسيين في إضراب مفتوح عن الطعام، وابتدأت الرحلات المارطونية ما بين مراكش وآسفي والصويرة والرباط، ووزارة الداخلية ووزارة العدل ومقرات الجرائد إلى غير ذلك من أجل فك الحصار على المعتقلين المضربين عن الطعام حيث كانت حياتهم في خطر، حتى جاء خبر استشهاد أخي بوبكر في 27 غشت 1984 بعد 58 يوم من الإضراب عن الطعام، وهو ابن 19 سنة.
عاشت العائلات حالة من الطوارئ والخوف لا يمكن تخيله. فالحالة والأوضاع التي يعيشها المعتقلون المضربون عن الطعام جد خطيرة، ويجب إنقاذ ما تبقى من أفراد المجموعة، ويمكن أن ترتفع الحصيلة في أية ثانية.
بعد استشهاد بوبكر ومصطفى بلهواري بيومين تم نقل الحالات الخطيرة للمعتقلين المضربين عن الطعام إلى مستشفى المامونية ” بن زهر ” بمراكش، ولم يسمح للعائلات بزيارة أبنائهم إلا بعد مضي أسبوع من توقيف الإضراب عن الطعام، بعدما قامت العائلات باعتصام بمقر البلدية، فكانت الزيارة في المستشفى تتم ثلاثة مرات في الأسبوع، وبعد مدة تم إرجاع أبنائنا إلى نفس الوضعية السابقة، مفرقين دائما على السجون، وازداد الحصار على العائلات.
أمام هذه الوضعية دخل أبناؤنا في إضرابات محدودة عن الطعام، ثم إضراب لا محدود عن الطعام مرة أخرى. وفي أواخر 1985 ، اعتصمت العائلات أمام وزارة الداخلية، وعقدت لقاء مع وزير الداخلية إدريس البصري..
يُتبع