لماذا وإلى أين ؟

فاطمة الدريدي.. إطلاق سراح دون فرح

معتقلات بلا أحكام..، سلسلة يتم تسليط الضوء من خلالها على الظروف التي عايشتها عائلات المعتقلين في فترة ما سمي بـ “سنوات الرصاص” التي شهدها المغرب،

وفيما يلي تكملة للحوار الذي الذي تحكي من خلاله فاطمة الدريدي مسار رحلتها إبان اعتقال شقيقيها في تلك الفترة:

– كيف كانت ظروف الزيارات في السنوات الأخيرة؟

تم نقل أخي  الطاهر الدريدي المحكوم بـ 10 سنوات سنة 1989، للسجن المركزي بالقنطيرة، وكان المعتقلين السياسيين هناك تمكنوا قبل مجيء أخي من تحصيل مجموعة كبيرة من الحقوق سواء فيما يتعلق بوضعية السجن أو الزيارة أو الدراسة، أما باقي أفراد ما يسمى بـ “مجموعة مراكش 84” الذين بقوا في سجن مراكش أو أسفي، فقد تحسنت ظروف اعتقالهم نسبيا بعد الاحتجاجات والإضرابات عن الطعام المتتالية لمدة خمس سنوات، فهذه الخطوات الاحتجاجية وضغط العائلة المتواصل مكن من تحصيل بعض الحقوق للمعتقلين وفك العزلة نسبيا عنهم.

فحركة العائلات ومن بينهم عائلتي فعلت كل ما يمكن فعله لتحسين الوضعية، فقد راسلنا جميع الوزراء الذين تعاقبوا على كراسي المسؤولية في تلك الفترة مرارا وتكرارًا، وراسلنا جميع رؤساء الأحزاب والنقابات، وحضرنا في جميع تظاهرات فاتح ماي، وتنظيم اعتصامات بمقرات نقابية خلال الإضرابات عن الطعام للمعتقلين السياسيين، ومشاركة بعض العائلات ممن توفرت لهن الإمكانية برامج إذاعية دولية ومشاركتهن في لقاءات ومؤتمرات دولية .

– كيف استقبلت العائلة لحظة إطلاق سراح الطاهر الدريدي؟

أطلق سراح أخي في غشت 1990 بعد عفو شمل بعض المعتقلين، ولم يشمل العفو كافة أفراد المجموعة إنما جزء ضئيل منها فقط.

كانت فرحة كبيرة للعائلة، خاصة أن الدريدي بقي على قيد الحياة بعد الإضرابات المتتالية عن الطعام التي خاضها، كانت لحظة الاستيقاظ من كابوس عايشته العائلة بشكل يومي لأزيد من ست سنوات، غير أن الفرحة كانت ناقصة ومجروحة، فكيف تفرح العائلة وهي التي فقدت ابنها بوبكر الدريدي من داخل السجون هو في سن 19 السنة وكل الحياة أمامه، فذكراه لا زالت حاضرة وصورته لا تفارق العائلة لحد الآن، وكيف تفرح العائلة وتسعد بإطلاق سراح ابنها، وسجون المغرب لا زالت مليئة بالمعتقلين السياسيين؟

– هل تعرضت العائلة لمضايقات معينة بعد إطلاق السراح؟

بشكل نادر جدا صراحة، فقد انتهى التضييق الرهيب الذي تعرضت له العائلة بشكل كبير بإطلاق سراح الطاهر الدريدي، ولم تتعرض العائلة للاستنطاق والاستدعاء على عكس بعض العائلات التي ظلت معرضة للتضييق والحصار رغم إطلاق سراح أبنائها، فعائلتي ربما باستثناء مراقبة تحركاتنا عن بعد بين الفينة والأخرى لم يعد هناك تضييق كبير مسلط عليها، كما قلت لك انتهى الكابوس مع إطلاق السراح، غير أنه ما يحز في نفسي ولم أتقبله لحد الآن، هو عدم محاكمة المسؤولين عن التعذيب داخل المخافر السرية، بل بعضهم من ظل يتقلب مناصب المسؤولية إلى حين إحالته على التعاقد،

وأود في الأخير شكركم على إعادة تسليط الضوء على معاناة عائلات المعقتلين إبان سنوات الرصاص.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x