لماذا وإلى أين ؟

أمينة بوخلخال.. معنى التشبث بالحب وقيم الالتزام رغم خطورة ظروف الاعتقال

معتقلات بلا أحكام..، سلسلة سيتم تسليط الضوء من خلالها على الظروف التي عايشتها عائلات المعتقلين في فترة ما سمي بـ “سنوات الرصاص” التي شهدها المغرب، وهي سلسلة تهدف لإبراز فكرة بان واراء كل معتقل في تلك الفترة امرأة كافحت وضحت، رغم كل الظروف الصعبة، وعايشت تطورات الاعتقال لحظة بلحظة، امرأة توقفت حياتها هي الأخرى طيلة فترة الحكم، كأن سنوات الحكم طالتها هي أيضا مع فارق أنها خارج السجن وليس داخله، وبلا حكم.

وسيتم في هذه الحلقة تسليط الضوء على ما عاشته أمينة بوخلخال، زوجة المعتقل السياسي السابق مصطفى البراهمة بسبب نشاطه بمنظمة “إلى الامام” السرية آنذاك، والذي تم الحكم عليه في 1985 بـ 20 سنة سجنا قضى منها 9 سنوات، ليتم إطلاق سراحه رفقة عدد من من المعتقلين السياسيين سنة 1994،

– أين تعرفما على بعضكما؟

التقينا أول مرة في سنة 1977، وكان حينها أسبوع ثقافي طلابي بالمدرسة المحمدية للمهندسين، بالضبط في آخر محطة من الأسبوع الثقافي، وهي الأمسية الملتزمة التي تخللها أغاني وأشعار،  والسبب الرئيسي في تعارفنا لأول مرة، هو وقوع خلاف حول أحد المقاعد الأمامية المقابلة للمنصة، وهناك تعارفنا أول مرة، ومن بعدها استمر التعارف وتطور حتى ارتبطنا في علاقة حب جدية استمرت ليومنا هذا.

رغم عدم إبرامنا لعقد الزواج، فقط كانت علاقتنا متينة جدا، وتعرفت عائلاتنا على بعضها وكنا نقطن معا أحيانا، واستمرت العلاقة كذلك إلى حين انكشاف قيادة التنظيم واعتقالها، بعد اعتقال مئات من المناضلين في سبيل الوصول إليها. فبعد انتفاضة 1984 والدور الجوهري لمنظمة ‘إلى الأمام” فيها، اتخذت السلطة قرارا نهائيا بالوصول للقيادة كيفما كان الثمن.

– كيف كان وقع الاعتقال عليك؟

كانت الاعتقال سنة 1985 ما يعرف “مجموعة 26″، وأثناء اعتقاله مكثت الشرطة في المنزل لمدة ثلاث أيام أو أكثر بقليل،

– ما الخطوات الأولى التي بادرت العائلة بها بعد الاعتقال؟

لحظات الاعتقال الأولى، كانت صعبة وشاقة جدا بحكم العمل، وحاولة العائلات ربط جسور  التواصل بينها، خاصة زوجات المعتقلين المناضلات، فوجدت  وبقي المعقتلين في درب المعقتل السري “درب مولاي الشريف”، غير أن السلطات تنكرت للأمر، وام يتم المعرفة بمكان التواجد لدى العموم، إلا بعد استشهاد أمين التهاني حيث تم نقل المعتقلين لسجن غبيلة، وهناكوبدأت الحركة القوية لعائلات المعتقلين، خاصة مع الزيارات والتهييئ للمحاكمات.

– كيف كانت الظروف التي تتم فيها الزيارات؟

أكيد وكما هو معروف اتسمت الزيارات الأولى بعد نقل المعتقلين من مولاي لشريف للسجن بالقساوة والصعوبة، ولم يتم السماح للعائلات بنقل العديد من المستلزمات للمعتقلين وكان يتم رميها أحيانا وإرجاعها أخرى، فلم يكن هناك أي تفرقة بيننا وبين باقي معتقلي حق العام من جهة، ومن جهة أخرى كانت زيارة فقط بالنظر، فهي عبارة عن تجميع معتقلي السجن في زاوية، وعائلات المعقلين في زاوية أخرى، وكنت أجد صعوبة كبيرة في سماع صوت الزائرين.

وعندها بدأت حركة نضال عائلات المعتقلين، ويمكن تلخيص الخطوات الأولى في ثلاث عناوين كبرى، وهي تحصين ظروف الاعتقال عير الاعتراف بالمعتقلين كمعتقلين سياسيين، وتحسين ظروف الزيارات، والمعركة الأهم وذات أولية حينها هي معركة التهييئ للمحاكمة..، والأهم ان علاقة حبنا استمرت رغم الصعاب..

يُتبع..

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x