لماذا وإلى أين ؟

جنود وتدريبات وقواعد عسكرية.. روسيا تثبت أقدامها في إفريقيا

أكدت صحيفة فزغلياد أن روسيا عزّزت في السنوات الأخيرة تعاونها بشكل كبير مع عدد من دول أفريقيا خاصة في المجال العسكري التقني، وهي دول كانت تحت وصاية الغرب لكنها باتت اليوم موقع قواعد عسكرية روسية.

وتابعت فزغلياد في تقرير أن عددا من الدول الأفريقية -وبينها مالي والنيجر وبوركينا فاسو- طالبت مؤخرا بإنشاء تحالف دفاعي مشترك مع روسيا لتعزيز العلاقات الثنائية معها ومع غيرها من الدول المتعاطفة.

وأشار التقرير إلى أن التعاون مع موسكو مبني على المنفعة والمصالح المتبادلة. وقد أصبحت 3 دول في القارة السمراء ومنطقة الساحل، وهي جمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر وبوركينا فاسو، نقاطا رئيسية لتعزيز المصالح والنفوذ الروسي في أفريقيا.

طرد الأميركيين

وبحسب الصحيفة، يعد وصول الخبراء العسكريين الروس إلى النيجر في منتصف أبريل الجاري بهدف تدريب القوات المحلية على مكافحة الإرهاب من الأمثلة الحديثة على هذا التفاعل.

وقد عرض التلفزيون الحكومي في النيجر لقطات لوصول الطائرة الروسية “إليوشن إي إل 76” إلى مطار نيامي. وأعقب ذلك محادثة جرت مؤخرا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس المجلس الانتقالي الجنرال عمر عبد الرحمن تياني، كشف خلالها عن الرغبة في تكثيف الحوار السياسي وتعزيز التعاون متبادل المنفعة في مجموعة متنوعة من المجالات.

وفي ديسمبر الماضي، زار يونس بك يفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي، النيجر، حيث أجرى مفاوضات مع القيادة العسكرية للبلاد.

وفي يناير الماضي، زار وفد تمثيلي من النيجر موسكو برئاسة رئيس وزراء البلاد علي زين.

وإلى حدود 12 أبريل، لم يكن الوجود العسكري الروسي في النيجر كبيرا كما هو الحال، على سبيل المثال، في جمهورية أفريقيا الوسطى.

لكن النيجر تتصدر دول الساحل من حيث عدد الطلاب في الجامعات العسكرية الروسية، وهذا يُسهّل التعاون في المجال العسكري، منها صيانة أنظمة الدفاع الجوي، بحسب فزغلياد.

بيد أن الوجود العسكري الأميركي لا يزال قويا في النيجر، وقد أكدت الصحيفة الروسية أن قاعدة المسيّرات الأميركية الثقيلة لا تزال نشطة، ويتمكن الأميركيون بفضلها من استكشاف منطقة شاسعة.

وجود دائم

وتضيف فزغلياد أن جمهورية أفريقيا الوسطى أبدت أيضا اهتماما كبيرا بنشر إضافي لخبراء عسكريين روس على أساس دائم. ويتمركز حاليا نحو ألفي مدرب روسي في البلاد في قاعدة في بيرينغو، على بعد 80 كيلومترا من عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى. ومن المرجح إنشاء قاعدة عسكرية روسية في هذه المنطقة.

وبخصوص العلاقات بين روسيا وبوركينا فاسو حاليا، فهي مزدهرة خاصة في المجالين الدبلوماسي والإنساني، وفقا لفزغلياد.

وخلال اجتماعه مع الرئيس فلاديمير بوتين في الصيف الماضي، تحدث رئيس بوركينا فاسو الانتقالي إبراهيم تراوري عن الرغبة في إنشاء “محطة صغيرة للطاقة النووية” في البلاد بمساعدة روسيا. وتم التوقيع على مذكرة مماثلة مع روساتوم.

واتُّفق أيضا على تعاون عسكري تقني، ولا سيما شراء الأسلحة الروسية “بسعر محفز”. وقد ناقشت وزارة الدفاع الروسية تعزيز العلاقات الدفاعية مع بوركينا فاسو.

وذكر التقرير أن المساعدة الأمنية التي تقدمها روسيا من شأنها أن تساعد على استعادة الاستقرار السياسي وتوفير الظروف للتعاون والنهضة الكاملة لهذه البلدان.

وقد باتت روسيا شريكا موثوقا به، وأكثر جاذبية من فرنسا أو حتى الولايات المتحدة بالنسبة لمجموعة كاملة من الدول الأفريقية، بحسب الصحيفة الروسية.

وكالات

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
الحقيقة
المعلق(ة)
21 أبريل 2024 22:49

وكأن التاريخ يعيد نفسه حتى في السياسة. لكن هاته المرة بترتيبات مغايرة وتوزيع لمناطق النفود ليس كما في بداية القرن 20، فإيطاليا كما روسيا عينها على الجزائر وبريطانيا كما إسبانيا عينها على المغرب و روسيا عينها على دول الساحل وأمريكا عينها العالم كله.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x