2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

عاد اسم أول أمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة إلى الواجهة، بعد حضوره الملفت خلال المجلس الوطني لـ ”البام”، المنعقد، السبت الماضي، بمدينة سلا.
حسن بنعدي الذي شن حملة هجوم حادة على قيادة الأصالة والمعاصرة، خلال عهدة الأمين العام الأسبق، عبد اللطيف وهبي، حضي بحفاوة كبيرة من قبل الثلاثي الجديد الذي يقود البام في الوقت الحالي، خلال أشغال الدورة 28 لبرلمان الحزب، والتي خصصت لاستكمال هياكله وتشكيل مكتب سياسي جديد.
عن دلالة حضور بنعدي كأحد رموز الحزب، يرى المحلل السياسي محمد شقير، أنه وإن كان من الصعب الوقوف عند المغزى الحقيقي وراء الحضور، إلا أن ذلك قد يكون مرتبطا بما وصفه المتحدث بـ ”الهزات” التي تعرض لها الحزب سياسيا في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد إلقاء القبض على بعض المنتمين إليه في قضايا ليست فقط رشوة أو تبديد أموال بل يتعلق الأمر بالاتجار في المخدرات، في إشارة منه إلى القياديين السابقين في الحزب، عبد النبي بعيوي وسعيد الناصيري.
ورغم إنكار قادة “البام” لتأثير هذه الواقعة على الحزب، يشرح شقير متحدثا لجريدة ”آشكاين”، إلا أنها خلفت تأثيرا على سمعة الحزب، بل زكت تلك الانتقادات والتهم التي كانت توجه له خاصة من طرف خصمه اللدود ألا وهو حزب العدالة والتنمية.

وشدد ذات الأستاذ الجامعي والباحث في الشأن السياسي على أن المسألة المذكورة لعبت دورا كبيرا في إبعاد الأمين العام السابق عبد اللطيف وهبي، بحكم اتهامه بأنه من بين من زكوا الظاهرة، مما يتطلب بشكل من الأشكال زواله من الزعامة، فيما تُحاول القيادة الحالية لـ ”البام” إحياء صورته المضادة ويمثلها حسن بنعدي، وفي هذا الإطار يأتي استضافته وحضوره في المجلس الوطني الأخير للحزب.
وذكر شقير في نفس السياق، أن المبتغى ”محاولة طي صفحة الماضي المتسخ أو المشبوه”، لحزب الأصالة والمعاصرة، والسعي نحو ”فتح صفحة جديدة” مقياسها ”التخليق والنبل السياسي”، عبر ”اللعب على الصورة”، الذي بدأت بتغييرات جوهرية في قيادة الحزب (ثلاثية)، وأيضا في هياكله، عبر انتخاب مكتب سياسي بوجوه جديدة.
وأوضح مؤلف كتاب ”زعماء الشعبوية بالمغرب”، وهو يواصل مقاربة دلالات حضور القدامى في المشهد البامي الحالي، أن ذلك يأتي في ظرفية ”تخليق الحياة العامة”، كما طالب إلى ذلك العاهل المغربي في الذكرى 60 لافتتاح البرلمان، وما رافقه من دعوة إلى إصدار مدونة للأخلاقيات.
وأشار شقير إلى أن دعوة بعض الأعضاء المؤسسين للحزب لحضور الدورة الأخيرة لـ ”برلمان’ البام”، مرده أيضا إلى محاولة ”تسويق” صورة مغايرة عن الحزب، على اعتبار أنهم، أي المؤسسين، يشكلون نوعا من ”الطهارة الحزبية والصورة الإيجابية ”’، لدى الرأي العام.