لماذا وإلى أين ؟

الإليزيه يستنجد بدول التطبيع لتغيير “معايير” القضية الفلسطينية (لوفيغارو)

يبحث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، منذ  سنوات عن ”معايير جديدة”، لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده، وفق صحيفة ”لوفيغارو” الفرنسية”.

وكشف ذات المنبر الإعلامي الفرنسي، عدد اليوم الجمعة 31 ماي الجاري، أن الأمر انتهى بماكرون إلى توضيح موقفه من “الحل السياسي”، ولا سيما بشأن اختيار “اللحظة المناسبة” للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأوضح المصدر أن قصر الإليزيه، يستنجد بالدول العربية، من بينها المغرب، كي تنخرط، إلى جانب إسرائيل، في عملية الاعتراف هذه، دون الوقوع بـ ”اعتراف العواطف”، الذي أقدمت عليه كل من النرويج وإسبانيا وايرلندا، وفق ”لوفيغارو” دائما.

في الحقيقة فإن المقترح، وفق الوسيلة الإعلامية، كان وراءه وزير الخارجية الأسبق في حكومة ماكرون جان إيف لودريان، الذي يرى أيضا أن الخطة يجب أن تشمل تنفيذ ”إصلاحات لا غنى عنها” وسط السلطة الفلسطينية.

ونقلت ”لوفيغارو”، فحوى مكالمة هاتفية جمعت الأربعاء الماضي، إيمانويل ماكرون بزعيم السلطة الفلسطينية محمود عباس، مضمونها ”مكافحة الفساد وتنظيم انتخابات جديدة في الأراضي الفلسطينية”، لكن المشكلة أن عباس البالغ من العمر 88 عاماً، ”المنزوع الشرعية”، يظل متمسك بمنصبه، إذ بذل قصارى جهده منذ سنوات حتى لا يغادر المشهد السياسي… حتى لو كان ذلك يعني إزعاج إيمانويل ماكرون، وفق ”لوفيغارو”.

أشارت في نفس السياق إلى أن ماكرون طلب في بداية عام 2023 من السفراء الفرنسيين السابقين في إسرائيل والقناصل العامين في القدس ورؤساء المديرية العامة للأمن الخارجي، أن يخبروا عباس بأن يعثر على ”اسمين” لخلافته.

ويرى دبلوماسي فرنسي، تحدث للجريدة، أن ما يطالب به ماكرون في الواقع، هو ”تغيير القيادة الحالية، وتنصيب رئيس الوزراء الجديد محمد مصطفى، وهو تكنوقراط يحظى باحترام كبير في الغرب، على رأس السلطة الفلسطينية”، لكن يبدو ”الأمر معقدا”.

ماكرون الذي لا يريد لحماس أن تستمر سياسياً في غزة، وفق ”لوفيغارو”، يطمح إلى ”سلطة فلسطينية مُصلَحة ومُعززة، قادرة على ممارسة مسؤولياتها في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة”، وهي رغبة يتقاسمها مع الولايات المتحدة.

خطة ماكرون، كما كشفت عنها الصحيفة، تتضمن أيضا خلق ”توازن إقليمي” جديد، تنخرط فيه دول ”التطبيع” العربية، والذي من شأنه أن يوفر ”العناصر الأمنية” التي يتحدث عنها إيمانويل ماكرون.

لذلك يود الرئيس الفرنسي، أن يتم ما بدأته اتفاقيات إبراهيم، التي وقعتها الإمارات والبحرين والسودان والمغرب سنة 2020، كما يريد أن يراها تتوسع، لتشمل أقوى هذه الدول، المملكة العربية السعودية، التي بدأت بالفعل – عبر الولايات المتحدة – مثل هذه المفاوضات، لكن الرجل القوي الجديد في الرياض، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اضطر إلى تجميدها بعد أحداث السابع من أكتوبر، تشرح ”لوفيغارو”.

ونقلت الوسيلة الإعلانية الفرنسية، ”أسف سفير عربي في باريس، الذي قال: ”لا أعرف ما إذا كان رئيسكم لديه حقًا فكرة محددة في ذهنه”، هكذا أعرب سفير عربي في باريس عن أسفه، بعد أن شعر بخيبة أمل بسبب موقف الانتظار والترقب الذي اتخذه إيمانويل ماكرون بشأن الاعتراف بفلسطين.

كما قال سفير فرنسي فضل عدم الكشف عن هويته: “بعد 7 أكتوبر، كانت التعليمات التي تلقيتها من الإليزيه هي: لم يعد هناك توازن في سياستنا بين إسرائيل والفلسطينيين. » في الواقع، سئم إيمانويل ماكرون لعدة سنوات من المأزق الدبلوماسي الإسرائيلي الفلسطيني ومن “عناصر اللغة” في دبلوماسيته، وفقًا للعديد من الشهادات التي جمعتها صحيفة ”لوفيغارو”.

ومع ذلك، فإن محمد بن سلمان – الذي تحدث معه إيمانويل ماكرون قبل أسبوع – لا يزال يرغب في تطبيع علاقاته مع إسرائيل، ولكن من خلال ربط المفاوضات الحالية بشرط جديد: أن تشرع إسرائيل في “طريق لا رجعة فيه نحو الدولة الفلسطينية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
مريمرين
المعلق(ة)
2 يونيو 2024 13:38

فرنسا انتهت مدة صلاحيتها من زمان …

ابو زيد
المعلق(ة)
31 مايو 2024 23:59

لم تعد للاليزيه اي مصداقية!! و لا تأثير قد يغير من وضع الى اخر!! الحرب الروسية الاوكرانية خير دليل!!
في أفريقيا أوراق فرنسا تتساقط كاوراق التوت!!
كيف لنا ان نسوق لصورة فرنسا بينما افريقيا اليوم تتجه نحو الإبتعاد عنها محملة اياها مصائبها!!
فرنسا دمية في يد امريكا التي تخضع بدورها للوبي الصهيوني!! و اي تحرك تقوم به فهو فقط خدمة لهم!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x