2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هل أصبحت التجربة الأمنية للمملكة واجهة جديدة للدبلوماسية المغربية؟

أصبح المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، يَستقبل ويُستقبل من طرف مسؤولين أمنيين وسياسيين دوليين ويعقد لقاءات ومشاورات ويوقع اتفاقيات وشراكات تهم القطاع الأمني الذي يشرف عليه.
خلال السنة الجارية فقط، عقد حموشي سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين دوليين ووقع على اتفاقيات عدة مع دول أوروبية وعربية، وبرز نشاطه بشكل لافت، ما يجعلنا نتساءل عن دور التجربة الأمنية المغربية الرائدة في الدبلوماسية الخارجية للمملكة؛ وهل أصبحت واجهة جديدة للعمل الدبلوماسي الوطني؟
الباحث والخبير في الدراسات الاستراتيجية والأمنية؛ محمد الطيار، يرى أنه في عالم تعددت فيه المخاطر والتهديدات المخترقة للحدود الوطنية بين الدول، وفي عالم أصبح يعتمد على قدرات الأجهزة الاستخباراتية بشكل متصاعد، بما تمتلكه من كفاءات بشرية ومن تقنايات تكنولوجية دقيقة للتصدى للتهديدات والحد من المخاطر المتنوعة وتعزيز الشعور بالأمن، أصبحت قوة الأجهزة الاستخباراتية والأمنية تعد مظهرا من مظاهر قوة الدول وعنصرا أساسيا في بناء الشعور بالأمن الذي يعد قاعدة أساسية لإقبال الشركاء الدوليين و الدخول في شركات متنوعة معها وفتح استثمارات واسعة بها.

ويوضح الطيار في تصريح للصحيفة الرقمية “آشكاين”، أنه بحكم أن العلاقات الدولية تشهد تطورا كبيرا في الوسائل والأليات، فقد أصبحت الدبلوماسية الأمنية من أنجح وسائل بناء الشركات بين الدول، بل وأصبح مدراء أجهزة الاستخبارات الدولية يمثلون دولهم ويقودون الوفود الدبلوماسية بشكل مباشر في اللقاءات الدولية أو في اجتماعات تبتغي فك أزمات دولية أو إدارتها.
وبخصوص النموذج المغربي، فالمملكة، وفق الخبير الأمني، “استطاعت في إطار النهضة التي تشهدها في عدة مجالات بفضل الأوراش الكبرى التي فتحها الملك محمد السادس والاستراتيجية الكبيرة التي وضعها، أن يؤسس مدرسة استخبارية قوية ومتميزة، أصبح لها موقعا مهما بين الكبار في نادي الأجهزة الاستخباراتية المشهود لها بالقوة على المستوى الدولي، ولا يسع المجال لذكر العديد من المحطات التي تبرز مكانة جهاز الاستخبارات المغربي على المستوى الدولي”.
من جهة أخرى، يرى المتحدث أن “سمعة السيد حموشي عبد اللطيف وطبيعة شخصيته وكفاءته الكبيرة في تسيير مرفق له قدر كبير من الأهمية والحساسية وله دور كبير في استقرار المغرب وتعزيز ثقة الشركاء والحلفاء الدوليين، جعلته مؤهلا ليمثل بنجاح الدبلوماسية الأمنية المغربية على المستوى الدولي، ويمثلها بشكل ناجح في مختلف المناسبات الدولية الأمنية وعند إبرام وعقد الشراكات والاتفاقيات والتعاون في المجال الأمني لتعزيز وسائل وأليات التنسيق الاستخباراتي والأمن الشرطي بين المغرب وشركاءه من الدول”.
ويؤكد الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، أن “نجاح حموشي في ترسيخ الحكامة الأمنية جعل مديرية الأمن الوطني تحقق خطوات مهمة في بناء الثقة والتواصل مع مختلف شرائح المجتمع المغربي، كما أن نجاحه في بناء شرطة مجتمعية يقوم عملها بالأساس على التوفيق بين متطلبات الحفاظ على النظام العام من جهة والحفاظ على حقوق الإنسان عوامل من بين أخرى كان لها دورا مهما في تقديم المغرب كنموذج ناجح في المجال الأمني وبناء الاستقرار، وهو ما عزز من حضور المملكة المغربية بشكل كبير في التوزنات الدولية كمزكز سياسي ودبلوماسي وفاعلا مهما على المستوى الإقليمي والدولي”، وفق المتحدث.