2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الغلوسي يسأل: لماذا توقفت فجأة حملة مكافحة الفساد ؟

قال الحقوقي والمحامي محمد الغلوسي إن الرأي العام، تابع ”كيف تم تفكيك بعض شبكات الفساد وأحيل المشتبه فيهم على القضاء، واستبشر الناس خيرا لكون ذلك يعد إيجابيا”.
وأكد في تدوينة على صفحته في ”فيسبوك”، أن هذا الأمر ”لا يمكن إلا تثمينه ولكن في نفس الوقت لم يخفي الرأي العام خوفه وقلقه من أن يكون ذلك مجرد حملة عابرة كما جرت العادة لتقليم الأظافر”.
وعبر ذات الحقوقي من أن يكون ذلك ”حملة ظرفية محكومة بسياقات وظروف خاصة وينتهي الأمر وتعود حليمة إلى عادتها”.
وأضاف: ”فعلا فبعد إحالة بعض المتهمين على القضاء وتحريك المتابعات القضائية ضد بعض المتورطين في قضايا الفساد توقف المسار والتوجه الذي كان يوحي في البداية بوجود ارادة سياسية لمكافحة الفساد والرشوة ومحاكمة لصوص المال العام وتخليق الحياة العامة”.
وشدد على أن هناك ”توقفا مفاجئا دون سابق إشعار وجمودا ملحوظا في تحريك ملفات الفساد ونهب المال العام وتعثرها وعدم محاكمة جميع المتورطين في قضايا الفساد بمقتضى تقارير رسمية والذين راكموا ثروات مشبوهة واستثناء البعض من ماكينة المحاسبة وخاصة الوزراء والموظفون السامون وبعض المحظوظين (لي أمهم فالعرس ) والاقتصار على محاكمة صغار الموظفين والمنتخبين”.
وزاد: ” استبشر المغاربة خيرا وقالوا إن معركة مكافحة الفساد والرشوة ونهب المال العام قد انطلقت فعليا بتفكيك بعض شبكات ومافيات الفساد التي تغولت كثيرا وأصبحت تهدد الدولة والمجتمع، لكن يبدو أن التوجه والجهات المستفيدة من الريع والفساد تقاوم كل الإجراءات والتدابير الرامية إلى التصدي لمظاهر الفساد مهما كان حجمها وأثرها، و يبدو أنها مارست ضغوطها ووظفت سلطتها لإيقاف هذا المنحى حتى لا يتحول إلى نفس سياسي وحقوقي في المجتمع”.
وأوضح أن ذلك ”ما يفسر أيضا كيف تم حفظ شكاياتنا في الجمعية المغربية لحماية المال العام بعلة عدم توفرنا على الوصل النهائي،وصل تصر وزارة الداخلية على حرماننا منه بدون موجب قانوني والغاية من ذلك هي الوقوف ضد تحول قضية مكافحة الفساد إلى قضية مجتمع ورأي عام وازن ،لأن ذلك يشكل خطرا على الشبكات والمصالح التي راكمت الثروة بإستغلال مواقع النفوذ والسلطة”.
”إن هذا التوجه يشكل خطرا علينا جميعا دولة وشعبا ويوفر كل الشروط لتعمق الفساد وشيوعه وهو ما يشكل لعبا بالنار ويعرض استقرار وأمن المجتمع للخطر”. يضيف الغلوسي في تدوينته.
وأكد أن ”المغاربة يريدون سياسة جنائية واضحة في مجال مكافحة الفساد ونهب المال العام والرشوة ،سياسة قائمة على إعمال قواعد القانون والعدالة على قدم المساواة في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة دون أي تمييز”.
ليس من السهل محاربة الفساد خاصة اذا كانت هذه الآفة هيكلية وتعمل ضمن شبكة متشعبة يرتبط بعضها ببعض وتمتد الى مناطق حساسة في الدولة وقد علمتنا الاحداث إن كتيرا من القضايا المتعلقة بالفساد تمت معالجتها أو متابعتها بشكل انتقائي او جزئي وتم التغاضي عن غيرها او تم حصر التحقيق في جزء منها دون المساس بالاجزاء الاخرى لما لها من مساس باشخاص نافدين في الدولة، وقد سبق ان توبع وزراء وموظفون سامون في عهد المغفور له الحسن التاني في ملفات معروفة في فترات متلاقحة في الستينات والسبعينات وحتى التمانينات ولكن هذا لم يقض على بؤرة الفساد ولم يستأصله من جدوره، مما يستدعي مقاربة مخالفة وجديدة لمحاربة الفساد، واعتقد ان الدولة تستشعر الخطر من هذه الافة ولكنها لا تتوفر على الاليات الحقيقية لمحاربة الفساد لوجود المفسيدين في قلب كل الآليات التي يمكن توظيفها لمحاربة الفساد او تعطيل هذه الآليات حتى لا تشتغل او حتى ان اشتغلت بكون دورها غير فعال ولا يذعب الى مداه. والسبب التاني هو انعدام مؤسسات موازية تعزز الاجراءات المتخدة وتجعلها دائمة الحظور في محاربة الفساد والكشف عن خباياه.