لماذا وإلى أين ؟

طلبة الطب يقبلون العرض الحكومي بشروط

في تطور جديد لأزمة طلبة الطب، أعربت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب عن موافقتها على العرض الحكومي لحل الأزمة لكن بشروط، وذلك في ردها على مبادرة الوساطة البرلمانية التي يقودها رؤساء الفرق البرلمانية.

وأفادت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب في بلاغ وصل “آشكاين” نظير منه، أنها “أكدت أمس الأحد لرؤساء الفرق البرلمانية بمجلس النواب على الموقف المعلن في الاجتماع الأخير الذي جمع بين الطرفين يوم الخميس المنصرم وذلك بعد استشارة جميع مكاتب ومجالس الطلبة المكونة للجنة الوطنية”.

واقترحت لجنة الطلبة في ردها على مبادرة الوساطة  “التمسك بالعرض الحكومي الأخير بشرط تعديل بعض النقاط، ممثلة في مواكبة قرار تقليص سنوات الدراسة مع الهندسة البيداغوجية الملائمة للقرار وبالتالي إعفاء الدفعات الخمس من السنة الأولى حتى السنة الخامسة في الموسم الجامعي 2023/2024 من هذا القرار والحاقهم بدفتر الضوابط البيداغوجية القديم”.

كما اشترطت اللجنة لقبول العرض الحكومي أن يتم “رفع جميع العقوبات التأديبية من توقيفات للممثلين وحل المكاتب ونقطة الصفر، ومنح الطالب فرصتين في كل اسدس من أجل اجتياز الامتحانات”، مؤكدة على “تحرير محضر اتفاق يوقع بين الأطراف المعنية”.

وأبانت اللجنة الطلابية ذاتها “عن تمسكها الكبير بالمبادرة البرلمان بإعتبارها وساطة مؤسساتية قادرة على تقريب الرؤى بين الطرفين وإجاد حل واقعي يصب في مصلحة الوطن”

وكان رؤساء الفرق أغلبية ومعارضة، قد اتفقوا على القيام بمبادرة وساطة، موجه إلى الطلبة وأولياء أمورهم، وتتضمن مناشدة للطلبة باجتياز الامتحانات، في مقابل أن تلتزم الحكومة، بضمانة من رؤساء الفرق البرلمانية، بعدم تراجعها عن النقط الأربعة التي لا تزال موضوع خلاف بينها وبين الطلبة الأطباء، وهو ما رد عليه الطلبة بالمواقفة المشروطة أعلاه.

العرض الحكومي

وجاءت الوساطة بعدما عقدت لجنة القطاعات الاجتماعية ولجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، الأربعاء المنصرم، اجتماعا مشتركا خصص لتسليط الضوء على الوضعية الراهنة في كليات الطب والصيدلة وتفاعل الحكومة معها.

وقدم وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، خلال هذا اللقاء، عرضين تناولا الجهود المبذولة والإجراءات المتخذة في إطار تفاعل الحكومة مع الوضعية الراهنة.

واعتبر الوزيران أن الإصلاح الشمولي لقطاع الصحة يندرج في إطار إرساء السيادة الطبية للمغرب، مؤكدين أن العرض الذي قدمته الحكومة للطلبة “استثنائي”، ويلبى جل المطالب.

وفي هذا الصدد، استعرض ميراوي الجهود التي بذلتها الحكومة من أجل الإسهام في بناء مخرجات الحوار وإيجاد الحلول الناجعة لاستعادة السير العادي للكليات، لاسيما من خلال “التفاعل الإيجابي مع مجموعة من الهيئات والجمعيات والمتدخلين والفاعلين، الذين تقدموا بعروض متعددة لتجاوز هذه الوضعية”.

وأجمل عرض ميراوي عددا من النقاط الواردة في الملف المطلبي للطلبة ومقترحات الحكومة لكل مطلب على حدة، ويتعلق الأمر، أساسا، بمدة التكوين للحصول على دبلوم دكتور في الطب، وتأطير الأطروحات، وفضاءات التدريب الاستشفائية، وعدد الوافدين الجدد على الكليات العمومية، والتكوين في التخصص الطبي (السلك الثالث)، والوضعية القانونية للمقيم، والتعويضات المخولة للمتدربين، وتجهيز المختبرات وتوفير المعدات والمواد الأولية للتكوين التطبيقي.

واستعرض الوزير أيضا، خلال هذا العرض، التزامات الحكومة المشروطة باجتياز الامتحانات واستعادة السير العادي للكليات، والمتمثلة في إعادة البت في العقوبات التأديبية، وتعديل بيان النقط وتعويض نقطة الصفر بالنقطة المحصل عليها خلال الدورة الاستدراكية للفصل الأول، وإمكانية استكمال التكوين بعد النجاح في الامتحانات مع برمجة التداريب الاستشفائية من أجل استدراك الفترات التي تمت مقاطعتها انطلاقا من الموسم الجامعي المقبل، مع الحرص على استكمال جميع التداريب بغلافها الزمني.

من جانبه، ذكر  آيت طالب بأنه تم، منذ دجنبر من سنة 2023، عقد سلسلة من الاجتماعات مع ممثلي طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، بحضور مختلف الجهات المعنية من قطاعي الصحة والتعليم العالي، لمناقشة جميع النقاط المطلبية داخل لجان تقنية مشتركة، واستعراض الإجراءات الحكومية المتخذة.

وأبرز أن الحكومة اتخذت إجراءات لتحسين فضاءات التداريب الاستشفائية وتوسيعها لتشمل جميع المؤسسات الصحية الترابية، وتعزيز تأطير التداريب الاستشفائية بإشراك مشرفين مؤطرين من المؤسسات الصحية، مضيفا أن الحكومة اقترحت رفع قيمة التعويضات المخولة للطلبة المتدربين في السنوات الثالثة والرابعة والخامسة من الطب والصيدلة، والرفع من تعويضات الطلبة في السنة الختامية.

ولدى تطرقه للمحور المتعلق بالشق الاجتماعي والتغطية الصحية، أورد وزير الصحة والحماية الاجتماعية أنه تمت مواكبة الاصلاحات بإجراءات مصاحبة تهم الجانب الاجتماعي، وتتمثل في العمل على استفادة الطلبة من التأمين الاجباري عن المرض، واعتماد منصة معلوماتية على مستوى الوزارة لتدبير التعويض عن المهام، يتيح صرفها بوتيرة شهرية ابتداء من يناير 2025، وتأمين وجبات التغذية المناسبة لفائدة الطلبة خلال المداومة بالتنسيق مع المؤسسات الاستشفائية المعنية.

وفي ما يخص إعادة هيكلة السلك الثالث للدراسات الطبية، شدد الوزير على أنه تم تقديم مشروع مرسوم يشمل الاحتفاظ بمسار الداخلية لمدة سنتين، وإحداث وضعية “المساعدون” الجديدة التي تمنح راتب ا شهري ا يعادل الرقم الاستدلالي 509، واعتماد نظام انتقائي مباشر يخول الولوج لمهنة التدريس لفائدة المساعدين، كما تم توحيد الوضعيات القانونية للمقيمين وتقليص مدة الالتزام من 8 سنوات إلى 3 سنوات.

وخلص آيت طالب إلى أن “هذه الإصلاحات تعكس جهود الحكومة الرامية إلى تعزيز جودة التعليم الطبي والارتقاء بمنظومة الصحة الوطنية، بما يضمن توفير خدمات صحية عالية الجودة لجميع المواطنين”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
مواطن
المعلق(ة)
15 يوليو 2024 16:31

ها تعلمون ان chatgbt 4 الذكاء الاصطناعي تعلم الطب و فك شفرات امراض مستعصية و اقترح حلولا ناجعة في علم البيولوجيا . هذا ما صرح به جراح فرنسي يدعى الكسندر . يقول الجراح : و جدت نفسي عاطلا عن العمل امام chatgbt4 الذي دمر 30 سنة من الخبرة في ثوان معدودة . هذا الذكاء فك شفرة مرض اصيبت به طفلة و خلال 10 سنوات لم يستطع اي عالم في فك المرض حتى توصل الذكاء الاصطناعي للحل في مدة وجيزة .
لماذا اقول هذا لا نكم تضيعون على انفسكم العمل كاطباء المستقبل القريب لان عاجلا ان آجلا الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييرا في التكوين و جل الامراض سيتكفل بها الذكاء الاصطناعي المذكور اعلاه .
ارجعوا الى رشدكم و تمتعوا بما بقي من زمن في مهنة الطب التي ستندثر قريبا .

متتبع
المعلق(ة)
15 يوليو 2024 13:10

ماهذا ياجريدة أشكاين الرد لم يحصل بعد ولا تستبقوا الأحداث ولا تمنحوا من لم يحسن تدبير المؤسسات العمومية بعض النقط وهو لم يستحقها ختى افتراضيا.
المرجو مواكبة الموضوع عن كتب وقولوا الحقيقة للرأي العام ولا تغلبوا كفة على كفة أخرى، فالتزام الحياد يعطي المصداقية والنزاهة لهذه الجريدة الذي ألفنا متابعتها وقراءتها كل يوم.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x