لماذا وإلى أين ؟

العلاقة بين الرباط والاتحاد الأوربي يسودها قلق بسبب قضية الصحراء (تقرير )

كشف تقرير صادر عن معهد الدراسات السياسية الدولية ومقره إيطاليا أن العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي صارت ”معاملاتية”، حيث يحرك كل جانب مخاوفه الأمنية والسيادية.

وأوضح تقرير أقدم معهد في أوروبا أن قضية الصحراء المغربية باتت ” النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم”، كما جاء في خطاب الملك محمد السادس.

وأشار المعهد إلى أنه بصرف النظر عن الحسابات الاقتصادية بين الجانبين، فإن الصحة العامة ومسار العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي سيظلان متوقفين على الأولوية العليا للرباط المتمثلة في تعزيز “السلامة الإقليمية الوطنية” أساسها السيادة المغربية على الصحراء.

وذكر التقرير أن ما ”نراه حتى الآن هو انفصال سياسي معياري في المقام الأول تجلى على المستوى الخطابي والدبلوماسي أكثر من المصطلحات المادية البحتة، نظرًا لأن المستويات العالية من الاعتماد الاقتصادي الثنائي (المتبادل) لم تتغير بالكاد”.

250X300 Ministre taransition mobile

ونتيجة لذلك، يضيف التقرير، تتميز العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي بنهج ”معاملاتي واضح بشكل متزايد من كلا الجانبين . كل طرف لديه مخاوفه الأمنية والسيادية (الصحراء المغربية بالنسبة للرباط ومكافحة الهجرة بالنسبة لبروكسل) بالإضافة إلى الدوافع الاستراتيجية المتجددة لدعم وتعميق الاعتماد الاقتصادي المتبادل (نموذج التنمية الوطنية المنقح ومرونة سلسلة التوريد، على التوالي).

في المجمل، تجذب كل هذه القوى اتجاهات متقاربة لضمان استقرار العلاقة الثنائية، باستثناء، إلى حد ما، مغربية الصحراء، الذي يعد خطا أحمرا لدى الرباط، وفق نص التقرير دائما.

وشدد على أن الحاجة إلى الاستثمار والإنفاق العام الضخم لمعالجة القضايا الداخلية للمغرب، لها أيضًا آثار على العلاقة الاقتصادية غير المتوازنة هيكليا للبلاد مع الاتحاد الأوروبي. في حين يظل المغرب معتمدًا بشكل كبير على الكتلة الشمالية من حيث التجارة والتمويل، يبدو أن هناك شهية ضئيلة في الرباط لاستئناف المفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة الثنائية العميقة والشاملة (DCFTA)، والتي تم إطلاقها في عام 2013 وتم تأجيلها بعد عام واحد.

ويرجع هذا، وفق التقرير، إلى التكاليف المتوقعة للتكيف مع التنظيمات والمعايير المتزايدة للاتحاد الأوروبي من جميع الأنواع، بما في ذلك الجوانب البيئية، والتي يُنظر إليها على أنها حماية جديدة مقنعة. وعلى النقيض من ذلك، على الصعيد المالي، يمكن أن تكون صفقة الهجرة المحتملة مع الاتحاد الأوروبي ، على غرار تلك التي أبرمت مؤخرًا مع تونس وموريتانيا ومصر، فرصة أكثر وضوحًا وأهمية للمغرب لتأمين الدعم المعزز (المنح والقروض)، وواحدة مع قيود أقل إلى جانب احتواء الهجرة نفسها.

وفي خطوة ثانية، يذكر التقرير، وعلى مستوى الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، هندس المغرب أزمات دبلوماسية ثنائية غير مسبوقة مع شركاء رئيسيين مثل ألمانيا وإسبانيا وفرنسا في محاولة للضغط عليهم لإتباع الموقف الأمريكي الجديد بعد أن اعترف الرئيس دونالد ترامب على الفور بمغربية الصحراء سنة 2020. وكان القاسم المشترك في كل هذه الأزمات هو استعداد الرباط لتأكيد الخط الأحمر.

600X300 Ministre taransition mobile

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Nasser
المعلق(ة)
24 يوليو 2024 15:10

C’est pas bien d’annexer des territoires d’autrui. L’Europe si elle donne raison au maroc doit en faire de même pour la Russie.

احمد
المعلق(ة)
23 يوليو 2024 19:31

الغرب وخاصة اروبا لازالت تستكتر على المغرب استرجاع ترابه الذي كان محتلا، ولم يكفيها ما فعلت من تمزيق وتقسيم لاراضيه ابان حربها الامبرالية، بل تريد الابقاء على ذالك التمزق والزيادة من حجمه، باسم القوانين الدولية التي شرعتها في غياب اي تمثيل حقيقي لتلك المستعمرات.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x