2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
سابقة.. أطروحة دكتوراة تناقش أضرار اختلاف اللغة بين الطبيب والمريض على صحة المغاربة

في سابقة من نوعها في مجال البحث العلمي بالمغرب، ناقشت الطالبة الباحثة في سلك الدكتورة بكلية الطب بمدينة أكادير فاطمة الزهراء بليليض، أطروحتها بداية الأسبوع الجاري، حول إشكالية هامة ترصد حواجز اختلاف اللغة بين الطبيب والمريض والأضرار التي يمكن أن تترتب عن ذلك.
الأطروحة التي حازت صاحبتها على ميزة مشرف جدا مع التوصية بالنشر وتقديمها باسم كلية الطب لمسابقة أحسن أطروحة دكتوراة في المملكة، اختارت دراسة انموذج اختلاف اللغات بين المرضى والأطباء بالمستشفى الجامعي لمدينة أكادير، خاصة ما يتعلق باللغة الأمازيغية، مشيرة إلى الأضرار التي من شأنها أن تترتب عن سوء التواصل بين الطبيب والمريض على صحة هذا الأخير.
وتطرقت الطالبة الباحثة إلى إشكالية تحول اختلاف اللغة إلى حاجز للتواصل الذي يعتبر جوهر العلاقة بين الطبيب والمريض، وفي غيابه يمكن عدم الحصول على الرعاية الصحية اللازمة ما من شأنه أن يستبب في أضرار على سلامة وصحة المرضى.
وخلصت الدراسة إلى أن الأطباء الذين يتقنون اللغة العربية دون الأمازيغية في المستشفى الجامعي لأكادير يجدون صعوبة في التواصل مع المرضى غير الناطقين بالعربية، ما يدفعهم لمطالبة شخص ما بالترجمة، ما يتسبب في إشكالات آخرى من قبيل انتهاك الخصوصية وأخطاء الترجمة الفورية، وبالتالي إمكانية التأثير على قرار الطبيب ما من شأنه أن يتسبب في أضرار صحية للمريض.
ويرى الأطباء غير الناطقين بالأمازيغية، وفق الأطروحة ذاتها، أن إشكالية اللغة تتسبب في طول مدة الإستشارة وتجعل إنشاء العلاقة بين الطبيب والمريض أمر معقدا، في حين أعرب بعض الأطباء بأنهم يشعرون بالخوف قبل مقابلة المرضى غير الناطقين بالعربية، ويحسون أنهم أقل كفاءة من زملائهم ثنائيي اللغة الذين يحققون الكثير من النتائج بمفردهم وينشؤون علاقات بسهولة مع مرضاهم.
وأكد ٪70.5 من الأطباء غير الناطقين بالأمازيغية المشاركين في الإستبيان، أنهم متحمسين بما فيه الكفاية لتعلم اللغة الأمازيغية من أجل تحقيق نتائج مرضية في علاقتهم مع المرضى.
واقترحت الأطروحة التي أشرف عليها الدكتور يوسف خبال، مجموعة من الحلول لتجاوز إشكال اللغة في المستشفيات المغربية، منها التدريب على اللغة الأمازيغية الطبية من خلال “الدليل الطبي الأمازيغي” الذي نجحت الطالبة في إعداده ويضم ثلاث لغات.
كما دعت الطالبة الباحثة من خلال أطروحتها إلى تطوير أدوات الترجمة الإلكترونية داخل المستشفيات المغربية، وإنشاء فيديوهات توعوية، إلى جانب اقتراح توظيف مترجمين مختصين.
أطروحة جدلية بإمتياز تعالج مشكلا حقيقيا يتربص بربوع مستشفيات المملكة وفق الله الأستاذة فاطمة الزهراء