هل تقود السعودية وساطة لحلحلة الأزمة الدبلوماسية المغربية الجزائرية؟
أجرى وزير الخارجية السعودي، خلال اليومين الماضيين، اتصالات هاتفية متتالية مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، ثم أجرى المسؤول السعودي بعد ذلك اتصالا هاتفيا مع نظيره الجزائري أحمد عطاف.
ورغم أن ما جاء في بلاغ الخارجية السعودية عن فحوى الاتصالين، تبدو ظاهريا أنهما تتعلق بفلسطين، حيث ذكرت الخارجية السعودية، في بلاغين منفصلين ومتطابقين في المضمون، أن الوزير بحث في اتصالين منفصلين مع بوريطة وعطاف “مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وتعزيز العمل العربي والإسلامي المشترك بما يحقق الوقف الفوري لكافة الانتهاكات الإسرائيلية، ودعم ضمان إقامة دولة فلسطينية آمنة ومستقرة وفقا للقوانين الدولية ذات الصلة”.
وبالنظر إلى حجم التوتر المتزايد بين المغرب والجزائر، كانت آخر تجلياته في اعتقال الجزائر لمغاربة فوق أراضيها واتهامهم بالتجسس، فإن ما ذكرته الخارجية السعودية عن “آفاق تعزيز العمل العربي والإسلامي في مواجهة هذه التحديات المتفاقمة”، يحيلنا على التساؤل عما إن كانت هذه الاتصالات تدخل في إطار محاولة سعودية جديدة للوساطة بين المغرب والجزائر؟
في هذا الصدد، أوضح أستاذ العالقات الدولية بجامعة محمد الخامس، عبد النبي صبري، أنه “من خلال بلاغ اتصال وزير خارجية السعودية بوزير الخارجية المغربية واتصال آخر نظيره الجزائري، يظهر أنه يتمحور حول القضية الفلسطينية، والأخيرة تعرف مجموعة من التحديات الخطيرة جدا، بل إن هناك من يريد تصفية هذه القضية، حيث أن ما جرى في غزة يعاد تكراره في الضفة، والمسؤولية جسيمة اليوم تقع على الدول العربية والإسلامية فيما يتعلق بهذه القضية المركزية”.
وأشار صبري في حديثه لـ”آشكاين”، إلى أن “المغرب اعتبر هذه القضية دائما بأنها ثابت من الثوابت التي تقوم عليه سياستها الخارجية، ونفس الشيء للمملكة العربية السعودية، لكن المغرب يوظف المصالح والقيم المشتركة للدول العربية والإسلامية، وطالما دعا إلى العمل المشترك بين الدول العربية والإسلامية، ولا يمكن أن يكون هذا العمل فاعلا في علاقات الدول دون احترام سيادة الدول على أراضيها والابتعاد عن إثارة النعرات وإيواء جماعات متطرفة أو إرهابية أو إنفصالية فوق تراب دولة للتأثير على سيدة دولة جارة”.
وشدد على أن “المغرب دعا دوما إلى هذا التوجه عبر خطاب ملكي واضح موجه إلى الجارة الجزائر، جاء فيه أن لا المغرب والجزائر بقيادتهما الحاليتان مسؤولان عن ما آلت إليه الأوضاع، ودعا إلى طي هذه الصفحة”.
وفيما يتعلق بما إن كانت هذه محاولة سعودية للوساطة بين المغرب والجزائر في ظل التوتر المتصاعد بينهما من خلال هذا الاتصال، أبرز صبري أن “النظارة التي ينظر بها المغرب للعالم هو الدعوة إلى الخلافات بالطرق السلمية، ودعا مرارا وبشكل مباشر ودون أية وساطة لطي الخلاف”.
ويرى صبري أن “النظام الجزائري لا يرغب في التوجه نحو وساطة لحل الخلافات مع المغرب، والمملكة المغربية ترى أنه إذا أرادت الجزائر أن تبتعد عن غيها وتعود لرشدها وتقوم بطرد هذه العصابات التي توجد فوق ترابها، فالمغرب مد اليد البيضاء ، والجزائر عليها أن تختار بين العلاقات السلمية المشتركة بين البلدين وفتح الحدود وانسيابية العلاقات بين البلدين، وتحقيق النجاحات، وإما الانتكاسات وراء الاخرى، والتي جربتها الجزائر، حيث كانت المملكة المغربية وستظل مدافعة عن وحدتها الترابية وعن سيادة الدول برا وبحرا وجوا”.
Pourquoi en Algérie tout le monde s’en fout du maroc ? On ne veut rien du maroc ni guerre ni amitié ni collaboration. Rien.
لا نريد وساطة نريد استرجاع الصحراء الشرقية