لماذا وإلى أين ؟

الدرويش: عيوش فاشل ورحم الله من عرف قدره (حوار)

كعادته، لا يمر دخول مدرسي دون أن يثير جدلا وسجالا حول موضوع ما، بعدما أصبح موضوع غلاء المقررات واللوازم المدرسية نقاشا جديدا-قديما.

جديدُ هذا الموسم هو تفاجؤ العديد من المتتبعين بتواجد نصوص بمقررات دراسية مكتوبة بالدارجة، وهو ما اعتبروه بداية تسرب هذه الأخيرة للمقررات الدراسية قبل أن يحسم النقاش بين الفريق المدافع على هذا الطرح والفريق المناوئ له.
في هذا السياق حاورت “آشكاين”، الدكتور محمد الدرويش، أستاذ التعليم العالي في اللسانيات، والمختص في قضايا التربية والتكوين.

كيف تنظر إلى إدراج نصوص بالدارجة في مقررات دراسية؟

أولا، إدراج نصوص بالدارجة المغربية في مقررات دراسية أمر يحتاج إلى نقاش علمي متخصص للسانيين و البيداغوجيين و علماء النفس و علماء الإجتماع، و حين يقرر هؤلاء في قضية من القضايا، لغوية كانت أو غير لغوية يرتفع الخلاف؛ الأمر الثاني فالسؤال الذي يجب أن يطرح هو متى يجب إدراج الدارجة المغربية في برنامج التعلم؟ و هو السؤال المسكوت عنه في أغلب النقاشات الدائرة. و الذي يدعي أن تلقين الدارجة المغربية واجب ابتداء من السادسة من عمر التلميذ مخطئ بل إنه مساهم في ضرب الشخصية المغربية الوطنية؛ لأنه يقدم جوابا عن سؤال سياسي و ليس لغويا و لا تربويا. و هذا في اعتقادي من أخطار ضرب الشخصية المغربية.

هل يمكن لاستعمال الدارجة أن يسهل على التلميذ تلقي المعرفة؟

صحيح أن اللغويين و اللسانيين المختصين يدعون إلى تعليم الطفل لغته الأم؛ لكنهم يحددون سن ذلك في مرحلة ما قبل الولادة إلى الثلاث سنوات. و أما بعدها؛ فإن الطفل يصبح قادرا على تعلم أي لغة، لكل ذلك أقول إن التعليم الأولي -و هو مشروع من مشاريع مغرب اليوم – يجب أن يكون بالدارجة المغربية و لغات أخرى العربية أو الأمازيغية أو الفرنسية أو الانجليزية أو الإسبانية أو الألمانية أو الصينية أو غيرها وذلك حسب الأوساط الاجتماعية و بعدها ينخرط الطفل/ التلميذ في مسار التعلمات باللغات الرسمية و الاختيارية.

هذا ما يقع في عالم الدول المتقدمة؛ و بالطبع فإن مفاهيم العبارات بالدارجة المغربية تساهم في تكوين شخصية الطفل/التلميذ /المواطن و تساعده على فهم العوالم المحيطة به و باللغة المقدمة له.

ما هو تعليقك على اعتبار نور الدين عيوش أن أكبر اللسانيين في العالم والمؤسسات العلمية مثل اليونيسكو واليونيسف تؤكد على أن اللغة الأم لها أهمية كبيرة في المدرسة؟

اسمح لي أن أقول إنني لا أعرف شخصيا السيد نورالدين عيوش؛ لكني أتابع خرجاته الإعلامية و مواقفه المصيبة أحيانا و المخطئة أحيانا كثيرة؛ خصوصا حين يبتعد عن اختصاصه. فهو رجل أعمال شركات إشهار ناجح، لكنه رجل فاشل كلما زاغ عن مجال عمله. نجاحات سجلتها معاملات شركاته و فشل ميزته خرجاته غير التجارية إذ هي: “جعجعة بدون طحين “، فالرجل فشل في الدفاع عن مشروع إدراج الدارجة المغربية إلى حدود السادسة ابتدائي مع إقصاء اللغة الفرنسية والإعتماد على الانجليزية .

فلئن كانت الدارجة المغربية التي يدعونا إلى اعتمادها السيد عيوش في برامجنا التربوية هي هاته…؛ فإننا نرفضها، وندينها، و نقول للسيد عيوش؛ قد تكون عارفا و ملما و متمكنا من عالم التجارة و الإقتصاد لذلك نشجعك و نتمنى لك التوفيق و النجاح  فأنا لا أعرفك و ليس لي أي علاقة معك؛ و أشك في أنك عارف بعلماء اللسانيات و بالدواليب الحقيقية لمنظمات من مثل اليونيسكو و اليونيسيف…

أنصح السيد عيوش بأن ينصرف إلى ما يتقنه و يصرف النظر عن الأمور التي لا يتقنها ؛ لأنها هدر لامكاناته و طاقاته و تساهم في العمق في ضرب الهوية الوطنية لمغرب القرن 21؛ و أقول له و لغيره إن المال لا يصلح لكل الغايات دائما ؛ بل إنه في بعض القضايا غير ضروري .

إنه الوطن يا سادة؛ الذي يقوم دائما على أسس أخلاق الوطنية الحقة التي تؤمن بأن : ” المواطنة حقوق و واجبات”.
و رحم الله من عرف قدره.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x