لماذا وإلى أين ؟

اعميمي يُوجه رسالة إلى جمعيات الصداقة بعد خطاب الملك (حوار)

في خطاب ألقاه يوم الجمعة 11 أكتوبر الجاري بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الجديدة، رسم الملك محمد السادس ملامح المرحلة المقبلة لقضية الصحراء المغربية، معلناً دخولها مرحلة جديدة تتطلب المزيد من التعبئة واليقظة.

وأكد الملك على الثوابت الوطنية وحقوق المغرب التاريخية في صحرائه، مشيراً إلى التطور الإيجابي الذي تشهده القضية بفضل الدعم الدولي المتزايد، لاسيما الموقف الفرنسي الأخير الذي وصفه بـ”الديناميكية الإيجابية”.

للوقوف أكثر حول مضامين الخطاب الملكي، أجرت جريدة ”أشكاين”، حوارا مع المحلل السياسي رضوان اعميمي، الأستاذ الجامعي بكلية الحقوق أكدال بالرباط، هذا نصه:

لماذا خصص الملك محمد السادس مجمل خطاب افتتاح البرلمان لقضية الصحراء؟

بالنسبة إلي فإن تركيز جلالة الملك على موضوع الصحراء في هذه الظرفية بالذات المطبوعة بمجموعة من التطورات سواء وطنيا أو دوليا، وأيضا بعد قرار محكمة العدل الأوروبية الذي يتنافى مع مجموعة من الحقائق التاريخية والسياسية وأيضا الدبلوماسية. أعتقد أن الخطاب يحمل رمزية، لكونه أولا خطابا لافتتاح البرلمان، يعني افتتاح أهم مؤسسة تشريعية ورقابية داخل الدولة. هذا خطاب يوجه عادة للبرلمانيين، لكنه هذه المرة موجه لجميع القوى الوطنية بما في ذلك المواطنين، كما أنه موجه أيضا للخارج، إذ يحمل رسائل الود والشكر والتقدير للدول الصديقة التي تعرف حقيقة قضية الصحراء، خاصة فرنسا وإسبانيا ومجموعة من الدول العربية والإفريقية.

ما هي الرسائل التي تضمنها الخطاب؟

الخطاب يتضمن- وهذا المهم جدا- رسائل للمرحلة المقبلة، لأنها مرحلة لتدبير التغيير على مستوى ملف الصحراء. هذه المرحلة رسم لها جلالة الملك خطوط عريضة بيقظة الجميع سواء مؤسسات أو هيئات المجتمع المدني أو أفراد للتضافر وتوحيد الصف الداخلي لكسب رهان مزيد الدول التي تعترف بمغربية الصحراء. وهذا رهان على الدول التي لا زالت لم تعي بحجم القضية بالنسبة للمغرب وأيضا التي لم تصل بعد للاقتناع بالحقيقة التي يدافع عليها المغرب.

الخطاب سيحرك من جديد ملف الصحراء باعتباره ملفا جوهريا سيحرك الدبلوماسية البرلمانية والمجتمعية. وكانت رسائل صريحة للبرلمان مثلا في ما يتعلق بالبعثات سواء الدولية أو اللقاءات الثنائية، ويجب أن ترتبط بالكفاءة والتخصص كي تدافع بشكل حقيقي على القضية الوطنية. كانت رسائل أيضا موجهة للمجتمع المدني وللدبلوماسية الموازية التي تشمل مجموعة من المكونات التي يجب أن تتعبأ لشرح القضية وفقا لمعطيات قانونية وسياسية وتاريخية وأيضا روحية، والجانب الروحي فالخطاب يلامس فئة عريضة من المواطنين ومن الدول أيضا خاصة الإفريقية المرتبطة روحيا بإمارة المؤمنين، وهذا أيضا حقيقة تثبت امتداد المغرب في جذوره الإفريقية والتي يمكن أن الاعتراف أو تخدم بصفة عامة قضية الصحراء المغربية.

كيف سيتفاعل البرلمان مع الخطاب؟

جواب على هذا السؤال نحن نعلم أن وظيفة الدبلوماسية البرلمانية هي الوظائف الأساسية للبرلمان والمنصوص عليها النظامين الداخلييين لمجلس النواب ولمجلس المستشارين. هذه الوظيفة تاريخيا كانت تقوم بها المؤسسة التشريعية من خلال مجموعة من المؤسسات أو اللجان التابعة للمجلسين أو من خلال ما يسمى بمجموعة الصداقة التي تلعب كذلك دورا مهما جدا في العمل الدبلوماسي في كل ما يتعلق بالدفاع عن القضية الوطنية الأولى قضية الصحراء.

أعتقد أن هذه الآليتين أساسا هما آليتان يحتاجان إلى نوع من الإصلاح بشكل عميق جدا استنادا إلى هذه المقاربة الجديدة. وهذه المقاربة تستند أساسا على أن الدفاع عن القضية الوطنية يجب أن يستند على الحجج العلمية والتاريخية والسياسية والروحية.

اليوم البرلمان مدعو أولا فيما يتعلق باختيار البرلمانيين أو المستشارين الذين يمثلون المغرب في المنتديات الدولية وفي اللقاءات الثانية وغيرها، أن يضع مسطرة دقيقة جدا في هذا الاختيار، ولا يجب أن تكون هذه التمثيلية مبنية فقط على تمثيلية نسبية، لكن يجب أن تكون على أطر كفاءات قادرة على مواكبه هذه التحولات الوطنية والإقليمية والدولية. هنا البرلمان يحتاج أيضا، في اعتقادي، لمواكبة وتكوين خاصة على مستوى اللجان التي تشتغل في الموضوع.

إذن مسالة التكوين ومسألة توضيح مسطرة دقيقة لاختيار من يمثل، بالإضافة إلى دعم هؤلاء البرلمانيين والمستشارين بأطر كُفأة وذات خبرة تقنية وفي مجال الدبلوماسية ومتملكة لهذا الملف، لدعم هؤلاء البرلمانيين في المحافل الدولية.

جمعيات الصداقة، أعتقد أنها مطالبة كذلك أن تشتغل بدينامية أكبر لأنه لاحظنا أن جمعيات الصداقة كثيرا جدا ولكن تشتغل بوتيرة ضعيفة ولديها أجندات متعددة منها قضية الصحراء المغربية، وبالتالي يجب التركيز اليوم الأجندة الأساسية وهي ملف الصحراء. لتدعيم الموقف المغربي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x